الشيخ زعل بن ناصر السلوم
الشيخ زعل بن ناصر السلوم
الشيخ ناصر بن زعل السلوم(1924-1972)
"كان الشيخ ناصر بن زعل السلوم رحمه الله شيخا مقداما وفارسا لا يشق له غبار فهو العقل المدبر والناصح لعموم من استشاره وطلب معونته وعرفه وقد ربى أبناءه على الصدق والوفاء والإخلاص ومحبة الله سبحانه وتعالى والتمسك بسننه والإخلاص لوطنه ومحبة الناس له ومحبته للناس وكان مثالا للسيرة الحميدة والأريحية العربية الأصيلة يدافع عن الحق وينصر المظلوم فقد كان اسمه بالجولان يطفح بكل معاني الأخلاق والكرم والفضيلة ولاغرو بذلك فقد تربى على يد أسرة كريمة تجمعت بها كل صفات النبل فدرج الشيخ ناصر على هذا السلوك العربي الأصيل" هذا ما كتبه أحد المعزين بوفاة الشيخ ناصر بن زعل السلوم عام1972 بحي المزة الفيلات الغربية في واحدة من مئات البرقيات التي وصلت الى الشيخ زعل بن ناصر السلوم لتعزيته بوفاة والده
والشيخ زعل بن ناصر بن زعل السلوم (1944- )
هو نجل الشيخ ناصر السلوم وابن أخي الشيخ عدنان السلوم وقد بايعه أبناء عشائره العجارمة بلبس العباءة وتنصيبه شيخا لهذه العشائر حسب العرف العشائري في عام 1995 بعد وفاة عمه الشيخ عدنان السلوم
والشيخ زعل السلوم من مواليد قرية مويسة عام 1944 وقد درس الابتدائية في قريته فقد كانت المدرسة الأولى بمويسة عبارة عن مضافة والده الشيخ ناصر وعمه الشيخ عدنان وكانت تستقبل أبناء القرى المجاورة ثم نقلت الى تل العب أو المضاد بمويسة وقد تبرع بالأرض والده وعمرها على حسابه وضمت 3 صفوف وملحقاتها وبعد الابتدائية انتقل الى مدينة القنيطرة ومن ثم تابع دراسته الإعدادية والثانوية في مدارس القنيطرة وثانوية الشهيد أحمد مريود وكان محبوبا من كافة زملائه بالدراسة وأهم الأحداث التي يتذكرها جيدا بالجولان الوحدة بين سورية ومصر 1958-1961 وكان يتطلع دائما لوحدة الأمة العربية الكاملة تحت الراية الواحدة وقد كان متشبثا بأرضه لدرجة أنه كان شريكا لوالده وأعمامه بملكية الأرض لثقتهم به ومعرفتهم لدرجة تعلقه بها وحفاظه عليها فهو من أكثر محبي تربة وطنه ومن هواياته قبيل 1967 الصيد وركوب الخيل وفي عام 1967 انتقل مع والده إلى درعا ثم المزة بدمشق وفي عام 1972 تم تشكيل أول مجلس للإدارة المحلية بمحافظة القنيطرة وأصبح عضوا فيها وانتخب كعضو مكتب تنفيذي متفرغ لشؤون البلديات بمحافظة القنيطرة وبقي فيها حتى عام 1979 وبعدها سافر إلى المملكة العربية السعودية وعمل فيها إلى عام 2000 ليستقر بمنزله الكائن بجديدة عرطوز وكان يكلف من قبل العشائر لفض النزاعات بين العشائر أو حاضرتها وباديتها فكان مصلحا ومازال ولا يقبل إلا نصرة الحق وعزة النفس التي تربى عليها.
"يتميز الشيخ زعل بن ناصر السلوم بأياديه البيضاء في نصرة الحق والعدل وهو كريم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى لم لا وجده الشيخ زعل بن إبراهيم السلوم وأبوه الشيخ ناصر وعمه الشيخ عدنان كما أنه صادق بأقواله وأعماله, شجاع عند الخطوب والشدائد غيور على مصلحة أهله وعشيرته وبني وطنه وأمته وهو من خيرة الرجال جذوة العقل الناضج والفكر الرزين والإيمان العميق, فشخصيته عميقة الاتصال في جذور المجتمع شامخة الإدراك في مسيرة الحياة ممتدة الجنبات في رحاب المعرفة فهو من الطراز الإنساني الرفيع وشخصية اجتماعية فذة, كلي النظرة, قوي الإحاطة والشمول, قريبا إلى كل من حوله عزيزا على كل من عرفه ندي الكف مغيثا للملهوف مجيرا للمستغيث" وهذا ما كتبه أحد أبناء الجولان وباحدى مناسبات الصلح لوصف الشيخ زعل الذي عقد راية الصلح آنذاك
عقد الشيخ زعل ناصر السلوم طوال حياته أكثر من 20 راية صلح وحقن للدماء وأول راية قام بعقدها كانت عام 1967 بمحافظة درعا وكان عمره آنذاك 23 عاما اذ كان والده وعمه خارج القطر فقام بالصلح نيابة عنهما وآخر راية قام بعقدها كانت بمحافظة حلب وبعد تسليمه الراية قام بتسليمها الى عشائر شمر وذلك تقديرا منه لكرم هذه العشيرة واستقبالهم المميز للشيخ زعل مع العلم أنهم ليسوا طرفا في النزاع وانما كانوا طرف خير بين المتخاصمين وكان هذا الصلح عام 2007
كما بارك الشيخ زعل عدد كبير آخر لاصلاح ذات البين
وفي عام 1985 عندما لم يكن هناك من تأمين لحوادث السيارات اقترح الشيخ زعل السلوم على عمه الشيخ عدنان وثيقة تخص العجارمة لدفع "دية الدولاب" كرابطة تجمع العشيرة الواحدة وتدفع عنهم الضيم وتنصفهم مع الناس وقد فرض هذه الدية في صلحين على العجارمة وتم الدفع لفخذي الغريب عام 1985 والصبيحات عام 1999 وكانت جامعة وعندما أصبحت التأمينات تدفع تم الغاء "دية الدولاب" ففي البيت الواحد أصبح هناك أكثر من سيارة أحيانا وأكثر من سائق ولم يعد ضروريا دفع هذه الدية فتقول وثيقة عشائر العجارمة :
قال الله تعالى :"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان"
في يوم الجمعة 16/4/2004 اجتمعت عشائر العجارمة في منزل الشيخ زعل ناصر السلوم شيخ عشائر العجارمة بجديدة عرطوز وذلك للفصل في الأمور التي تلتزم بها عشائر العجارمة والأمور التي لا تلتزم بها.
وقد كانت الأمور على النحو التالي:
أولا : الأمور التي يلتزم بها العجارمة التزاما مطلقا :
1- القتل دفاعا عن العرض بكافة أشكاله
2- القتل دفاعا عن الأرض
3- القتل دفاعا عن النفس
ثانيا : الأمور التي لا يلتزم بها العجارمة
1- المساس بأمن الدولة
2- الفعل الشائن الذي يمس بكرامة العشيرة بجميع أشكاله
3- السرقة
4- المخدرات بأنواعها
5- الدولاب
تليت هذه الوثيقة على جميع أفخاذ العشيرة وتمت الموافقة على ماجاء فيها.
أيضا كانت مناسبة لبس العباءة للشيخ زعل بن ناصر السلوم ومناسبة تنصيبه شيخا على قبيلته مجرد مناسبة عشائرية فحسب بل كانت مناسبة وطنية جمعت كافة أبناء الجولان وكانت مهرجانا رسميا أكثر منها عرفا عشائريا وعرسا جولانيا واضافة لكونها مناسبة أعلن فيها العجارمة شيخهم الجديد فقد بارك أبناء الجولان هذا الحفل وأكدوا فيه على تمسكهم بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة ووحدتهم الوطنية وانتماءهم لبلدهم العزيز وارتباطهم بأرضهم السليبة حتى العودة المظفرة بالنصر وما تأكيدهم على عاداتهم وتقاليدهم الا انعاشا لذاكرة انتمائهم للجولان العربي السوري وكان هذا الحدث المميز يوم الجمعة 18/8/1995
وقد تحدثت عن هذه المناسبة مجلة "صوت العرب" بالعدد 256 الصادر في 25/8/1995 تحت عنوان "مهرجان خطابي للجولان العربي السوري في مضارب الشيخ زعل بن ناصر السلوم"
أما المواقف التي يتذكرها الشيخ زعل بن ناصر السلوم أثناء حرب تشرين التحريرية عام 1973 عندما كان عضو مكتب تنفيذي بمحافظة القنيطرة وقد شهد عند عودته الى منزله بالفيلات الغربية بالمزة احدى جرائم الصهيونية وأمام منزله بالضبط قامت طائرتان للعدو الصهيوني بتدمير مدرسة الصم والبكم ولحسن الحظ كان الوقت عصرا من اليوم الرابع للحرب ولم يكن بالمدرسة من طلاب فصعد الى سطح المبنى لمتابعة الطائرتين ووجهتهما فاستطاعت صواريخ الدفاع الجوي السوري من اسقاطهما بعد دقائق معدودة من قصفهما لمدرسة الصم والبكم وسقطتا بالهامة
كذلك من المواقف التي شهدها ولاينساها رفع العلم العربي السوري بمدينة القنيطرة في 26/6/1974 فقد شهد جميع أعضاء المكتب التنفيذي لمحافظة القنيطرة آنذاك تلك المناسبة التاريخية وكله أمل الى يومنا هذا العودة لأرض الجولان الغالية
متزوج ولديه 3 أبناء و3 بنات وجميعهم تعلموا وتخرجوا من معاهد وجامعات القطر