من سفر العويل ( 1 ) :
صوت يتردد من مدينة باكية
غلبها الدمار
صوت حمامة ورقاء
تدفع بهديل حزين
إلى النفوس الظامئات
سمعوها فتحلقوا حولها
و كان النشيد أليماً ,,, مفرحاً
فارتسمت على وجوههم بسمات
تلقفت دمع العيون
و الأشجار التي تحطمت ضلوعها
تنظر و قد علاها غبار الدهشة
ما حل بالموتى
منذ عهد ليس بالقريب ؟
و ما بال أرواح ألفناها
غارقة في العظام الناشزات
سهام تضيء في مدى غير منظور
و المدينة التي غلبها الدمار
لا ضوء فيها غير آمال القلوب
ترنو الأرواح العانيات إلى الأفق
فتلقى غيوماً طافحات بالجمود
و الدهر ضاع في الهباء
تتلمس الضحكات جدران القلوب
فيعصرها الحنين
و لا باب مفتوحا
غير باب من ضباب
صفقت الحمامة الورقاء نحو النجوم
و درب الضباب عبرته جماعات من التائهين
فيما النفوس العانيات ترنم في الأرض اليباب
أناشيد الحنين و اللقاء
في انتظار العائدين من رحلة الضباب
يوماً من عبير