وأنا أقرأ في كُتيّب صغير بعنوان :
ترجمة شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمهُ الله ،
وهو مستل من كتاب كنوزالأجداد ـ المطبوع بمجمع دمشق ـ لمُحمّد كرد علي يقول فيه :
((إنّ استعانة خصوم ابن تيميّة بقوّة رجال الدّولة في مسألة شدّ الرّحال إلى قبور الأنبياء والأولياء والصالحين ، وفي غير ذلك من البِدَعِ التي أقرّوها ،
والشريعة تنكرها انكاراً ظاهراً كما يُفهَمُ من آيِ الكتاب العزيز وهديِ الصّحابة والتابعين والعلماء العاملين ،
واغتباطهم بما ظنّوه ظفْراً لهم في تلك المعركة الشديدة ،
قد كان من نتائجه مسخُ الشّريعة عند المتأخّرين ،
وبقيت الأمّة على إقرار الخرافات والبدع إلى يوم النّاس هذا في بلاد المسلمين كافّةً ،
وكأنّهم اخترعوا شريعةً أخرى استمالوا بها العوام ،
ومزجوها بالشريعة الأصليّة رغم أنوف الخواص ،
فركبوا عار الأبد ولُعنُوا بما بدّلوا وحرّفوا ،
هو لم يأتِ ببدع ، وهم سلّموا بكلّ البدع ،
فكان العالِمُ العاملُ حقّاً ،
وكانوا عَبَدَة أوهام وضلالات .
أراد شرعاً نقيّاً من الأدران ،
وهم تساوت عندهم النّقاوة والنفاية لأنّهم يقصدون بمناقشاتهم الظهور وكسب قلوب الغوغاء على أيّ حال))