العاشق عند أبواب عينيك...
لبنان
معاً على الطريق
انبيه البرجي
يا أيها النهر الذي تتلمذ قلبي على يديك, هذه مدينة تعقد قرانها كل ليل على ضوء القمر!.
إذاً, هل تصنع ثوب الزفاف من هذيان الورد في غزناطة,أم من ضجيج المرايا(ولعله ضجيج القصائد) في الرصافة? هي دمشق. الدهر حين يحتار بين حاضرة الماء وخاصرة الياسمين...
كن طفلاً,واترك عينيك تتكئان على أبواب المدينة:هذه ثقافة الرؤوس العالية,وتذكر كيف كانت أمك تطوف بك الأسواق والأزقة,باللهجة الشامية اياها,كمالو انها تقول لك:دع نصف قلبك هنا وارحل إلى أي مكان,وعد يوماً,ولابد أن تعود من أي مكان.
الآن, ياسيدتي,وقد ذهبت بعيداً بعيداً,أعود من ثقافة الرحيل لأبحث في الوجوه عن نصف قلبي.ان توقيع محيي الدين بن عربي بقي سهواً, هنا, على رصيف الروح دمشق وحدها ترتدي قميصها الأندلسي وتكفكف دموع موسى بن نصير:أنا كلمة العرب,وفيها الحنين القديم إلى الله أنا قصة العرب وتحت ثوبي الآه التي كما لو انهالحظة البرق بين زنوبيا و..يوسف العظمة!.
ولن تكون مناديل المرمر هي مناديل النسيان,ذاكرة الجمر,هي ذاكرة دمشق, وانا العاشق عند أبواب عينيك,لاداعي ان فيّ عشق (وحلم) الأنبياء,لكنني عندما تدق أجراس منتصف الزمان, وأجراس منتصف المستحيل, أعود الطفل اياه, وارتمي بين ذراعيك ولتكن عبارة بردى ,كما عرفناه وكما عرفنا,خريطة الطريق الى حيث تنتظرنا السنابل:من غير دمشق يضع الحجارة لاءات قومنا-في وجه العدم?.
كل شيء هنا ثقافة يا صاحبنا ابريق النحاس ياسيدتي المئذنة حين تنادين عند الصلاة الحجارة اللآلئ في كنيسة حنانيا...
صلاة...!
وانني لأجثو, كما النورس العتيق,عند سفح قاسيون.تتلمس دمشق ما بقي من قلبي,وتقول لمنزل قد يفضي الى عباءة هشام: عاشق آخر شاهدآخر لعقد قراني,كل ليل,على ضوء القمر... وقيل:ضوء...الازل!.