بـخيل
عجيبٌ كيفَ أَغْوَتْهُ الدَّرَاهِمْ

وصارَ لِجَنْيَها عَبْداً وَخادِمْ


يسيرُ مَعَ الغوايةِ كيفَ سارتْ

فلا تَلْقَاهُ إلاّ في المآثِمْ


وصارَ إلى الخَسَاسَةِ كالمُرَابي

وأبعدَ ما يكونُ عَنِ المكارِمْ


بَخِيلٌ في الهِباتِ وفِي العَطَايا

سَخِيٌّ في المَعاصِي لا يُقاوِمْ


إذا ما جِئْتَهُ تَرْجُو نوالاً

شَكا الأيامَ والفقرَ المُلازِمْ


يسيلُ لُعابُهُ للمالِ حَتَّى

تراهُ لِذِكْرِهِ بالبِشْرِ باسِمْ


وَيَبْقَى ظامئاً للمالِ دوماً

وحُجَّتُهُ «الدراهمْ كالمراهِمْ»


شَحِيحٌ لا يجودُ بِنِصْفِ قِرْشٍ

ويحلمُ بالمكاسِبِ والمغانِمْ



لَهُ قَلْبٌ كَصَلْدِ الصّخرِ قاسٍ

وتملؤه العداوةِ والسّخائِم


ويمرضُ إن أصابكَ أيُّ خيرٍ

ويشفى أنْ تحيقَ بِكَ المظالِمْ


ولا يَنْدى لهُ خجلاً جَبينٌ

ولوْ عَوِزَ الأقارِبُ والمحارمْ


ويفجرُ إنْ يُخاصِمْ أو يُداعى

ومأواهُ المُفضَّلُ في المَحاكِمْ





جَوادٌ في الكلامِ فَلا يُجَارَى

وعِنْدَ الفِعْلِ يَرْسِفُ في الأداهمْ( )


إلى الطّاعاتِ يَمْشِي كالكُسَالى

ويَمْشِي للولائِمِ كالضراغِمْ


ويأكلُ في شَراهَةِ أشعبيٍّ

ويَزْدَرِدُ الطّعامَ كما البَهائِمْ


وكذابٌ وثرثارٌ عنيدٌ

ونصابٌ ومحتالٌ وظالمْ




فلا هُوَ بالتَّبَخُّلِ نالَ خيراً

وعِشْتَ بِرُغْمِهِ عيشَ الأكارِمْ


ولو «عمرو بن بحرِ»( ) كانَ حيّاً

لأوردَ ذِكْرَهُ ضِمْنَ المعاجِمْ