كلمة تقدير وعرفانكان لي الشرف أن أتابع، منذ البدايات، جهود الأستاذ "حسن ابراهيم سمعون" وطموحه في محاولة رصد للمشهد الأدبي الثقافي في سورية من منطلق إيمانه بأن الثقافة والأدب بكل أجناسه، هو المعبّر عن قيمة الأمّة، ومدى انتمائها لتاريخها وتراثها وأرضها وفضائها.
كان الأمل والطموح كبيراً، وكانت العقبات أكبر، تقف دائما، تفرض نفسها، مؤلمة تدفع للتراجع عن الفكرة والتعب، لكن الإصرار والإرادة، ثم الإيمان بنبل الرسالة المزجاة كانت في قلب وصدر الطموحين لإنجاز هذا المشروع الرائد أكبر من الخيبات، وأكبر من السدود ومن الموانع ومن بعض العصيّ التي حاولت إيقاف تسارع العجلات.!
نعم.. تابعت وعايشت، وحضرت مسارات التعب والجهد، وكنت شاهدا على شجاعة أولئك الطموحين، بالبحث والتنقيب عن الأسماء، وكذلك الاتصال بالكثيرين للمساهمة في رفع سوية المطلوب ليتماشى مع سدّة الأمنيات المرجوّة، وسلاسة الفكرة ومسؤوليتها الواجبة على كل من جرى تكليفه بالمتابعة والتصحيح والتقويم والتصويب كل حسب اختصاصه، وكل على مستوى عالٍ من الخبرة والفهم والعلم..
يقينا لن أستطيع أن أضع في هذه العجالة مسيرة جهد استغرق سنوات، عمل قد تعجز عن إنجازه مؤسسة بهذه الدقة والصواب والتوثيق، لكنني، وبعد أن تم إنجاز، وصدر (الديوان السوري المفتوح) والذي تناول الأسماء التي اشتغلت على الأجناس الأدبية، شعرا ونثراً، وعلى نماذج من نتاجاتهم، لأقول بكل يقين وثقة أن هذا الإنجاز يعتبر مرجعا مهما موثّقاً سيبقى (ديوانا) يكرّس انتماء الأدباء السوريين الشرفاء إلى "سوريتهم" وعروبتهم وتمسكهم بالوطن مقاوما ناهضاً أبياً..
تحية من القلب للأستاذ لأديب الشاعر "حسن ابراهيم سمعون"، والسيدة الفاضلة "فاطمة أسعد" التي صبرت ووقفت إلى جانب زوجها تمدّه بالأمل، وتعاونه في كل مسار.. وإلى كل من شارك وساهم وتعاون "كلّ باسمه ومكانته" على إنجاز هذا المشروع الرائد..
عدنان كنفاني