ﺳﺮ ﻋﺠﻴﺐ قليل من يدركه:
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻘﻴﺮﺍً ﻛﺄﺑﻲ ﺫﺭ ﺃﻭ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ
ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ !!
ﻟﻢ ﻳﻌﺬﺏْ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻛﺨﺒﺎﺏ ﺃﻭ ﺑﻼﻝ
ﺃﻭ ﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻳﺎﺳﺮ أو ....
ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ !!
ﻟﻢ ﻳﺼﺐْ ﺑﺪﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕِ ﻛﻄﻠﺤﺔ
ﺃﻭ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﺃﻭ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ
ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ !!
ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺷﻬﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞِ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺃﻭ ﺣﻤﺰﺓ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻄﻠﺐ
ﺃﻭ ﻣﺼﻌﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ ﺃﻭ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﺫ
ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥَ ﺃﻓﻀﻞَ ﻣﻨﻬﻢ !!
ﻣﺎ ﺍﻟﺴﺮُّ ﺍﻟﻌﺠﻴﺐُ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻊَ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ (ﺍﻟﻌﻈﻤﺔَ) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊُ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮﺍﺑﻖُ
ﺍﻟﻬﻤﻢ ..
ﻓﻠﻨﺪﻉْ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺍﻷﺟﻼﺀ ﻳﻜﺸﻒُ ﻟﻨﺎ (ﺍﻟﻤﻀﻤﺮ ) ﻭﻳﻔﻀﻲ ﻟﻨﺎ ﺑـ ( ﺍﻟﺴﺮ )
ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻜﺮُ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺰﻧﻲ : ﻣﺎﺳﺒﻘﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺑﻜﺜﺮﺓِ ﺻﻼﺓٍ ﻭﻻ ﺻﻴﺎﻡٍ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺸﻲﺀٍ ﻭﻗﺮَ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ !!
ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻋﻤﺎﻝُ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ !!
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖْ ﺑﺄﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻻ ﺗﺒﻠﻎُ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺍﻟﻬﻤﻢ ..
ﺃﻋﻤﺎﻝُ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖْ ﺇﻳﻤﺎﻧﻪ
ﻟﻮ ﻭُﺯﻥ ﺑﺈﻳﻤﺎﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺮﺟﺢَ ﻛﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ..
ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥّ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥَ :
ﻋﻤﻞُ ﻗﻠﺐٍ ﻭﻗﻮﻝُ ﻟﺴﺎﻥٍ
ﻭﻓﻌﻞُ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡِ ﻭﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ..
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺻﻮﺭِ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﻭﻋﺪﺩﻫﺎ ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ،
ﻭﺃﻫﻤﻠﻨﺎ ﻟﺒـُّﻬﺎ ﻭﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻭﻫﻮ ( ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ) ..
ﻭﻟﻜـﻞِّ ﻋﺒﺎﺩﺓٍ ﺣﻘﻴﻘﺔٌ ﻭﺻﻮﺭﺓٌ
ﻓﺼﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺼﻼﺓ : ﺍﻟﺮﻛﻮﻉُ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩُ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ .. ﻭﻟﺒﻬﺎ ( ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ) ..
ﻭﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ : ﺍﻟﻜﻒُّ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﻄﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ
ﻭﻟﺒﻪ ( ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ) ..
ﻭﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺤﺞ : ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﻌﺮﻓﺔ ﻭﻣﺰﺩﻟﻔﺔ ﻭﺭﻣﻲ ﺍﻟﺠﻤﺮﺍﺕ
ﻭﻟﺒﻪ ( ﺗﻌﻈﻴﻢُ ﺷﻌﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﻪ) ..
ﻭﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ : ﺭﻓﻊُ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝُ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺃﻟﻔﺎﻅُ ﺍﻟﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻭﺍﻟﻄﻠﺐِ، ﻭﻟﺒﻪ. ( ﺍﻻﻓﺘﻘﺎﺭُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ) ..
ﻭﺻﻮﺭﺓُ ﺍﻟﺬِّﻛﺮ (ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢُ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞُ ﻭﺍﻟﺘﻜﺒﻴﺮُ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪُ ) ، ﻭﻟﺒﻪ ( ﺇﺟﻼﻝُ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻣﺤﺒﺘﻪ ﻭﺧﻮﻓﻪ ﻭﺭﺟﺎﺅﻩ)..
ﺇﻥّ ﺍﻟﺸﺄﻥّ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺄﻥ ﻓﻲ ﺃﻥ ( ﺃﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﻘُﻠﻮﺏ) ﻗﺒﻞ ( ﺃﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ) ..
ﻓﻐﺪﺍً ﺇﻧﻤﺎ ﴿ ﺗُﺒْﻠَﻰ ﺍﻟﺴَّﺮَﺍﺋِﺮُ ﴾
ﻭﻏﺪﺍً ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﺼّﻞ ﴿ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼُّﺪُﻭﺭِ ﴾
ﻭﻏﺪﺍً ﻻ ﻳﻨﺠﻮ ﴿ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃَﺗَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻘَﻠْﺐٍ ﺳَﻠِﻴﻢ ﴾
ﻭﻏﺪﺍً ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﻻ ﴿ ﻣَﻦْ ﺧَﺸِﻲَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦَ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ﻭَﺟَﺎﺀَ ﺑِﻘَﻠْﺐٍ ﻣُﻨِﻴﺐٍ ﴾
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖْ ﻣﻔﺎﻭﺯُ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻘﻄﻊُ
ﺑـــ ( ﺍﻷﻗـﺪﺍﻡ )..
ﻓﻤﻔﺎﻭﺯُ ﺍﻵﺧﺮﺓِ ﺗﻘﻄﻊُ ﺑـ ( ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ).
اللهم أصلح فساد قلوبنا، وارزقنا قلوبا خاشعة وجلة يارب العالمين.
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.