إلى المسلم الإسرائيلي
د. فايز أبو شمالة
وزعت الجماعات اليهودية المتطرقة نداءً من ثلاث صفحات إلى جميع المسلمين الساكنين في أرض إسرائيل، يبدأ بآية قرآنية تقول: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" لتأتي بعض فقرات البيان على القول: نريد أن نشرح لكم في هذه الرسالة رأي التوراة بالنسبة لسكن غير اليهود في أرض إسرائيل، وكيهود مؤمنين يجب علينا القيام بواجبات التوراة، وفي التوراة مكتوب: إن أرض إسرائيل وعدت لإبراهيم وإسحق ويعقوب، وأحفادهم لا غير، والكل يجمع أننا أحفاد شعب إسرائيل القديم، ومكتوب في التوراة، أن أرض إسرائيل هي ملك للشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة. وقد حان الوقت ليقوم الشعب اليهودي بتنفيذ هذا الأمر الإلهي، لذا نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل. نحن نقول ذلك من وجهة النظر الدينية كي نضمن السلام في أرض إسرائيل. هذا الأمر الرباني قاله الله لموسى: كلم بني إسرائيل وقل لهم: إنكم عابرون الأردن إلى أرض كنعان، فتطردون كل سكان الأرض من أمامكم، وتمحون جميع صورهم، وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة، وتخربون جميع مرتفعاتهم، ويضيف البيان: وإن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم، يكون الذي تستبقون منهم أشواكاً في عيونكم، ومنخس في جوانبكم، ليختتم البيان اليهودي بعدة آيات قرآنية، ومنها آية من سورة الإسراء؛ "وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء يوم الآخرة جئنا بكم لفيفا". ثم يطالب البيان اليهودي الحفاظ على قدسية هذه الصفحات.
كان الرد الفلسطيني الرسمي على هذا البيان الديني اليهودي، وكما جاء على لسان أكثر من وزير فلسطيني في سلطة رام الله، بما فيهم السيد سلام فياض: إن النزاع الدائر بيننا وبين إسرائيل ليس صراعاً دينياً، وإنما نزاع سياسي، ويجري حله من خلال المفاوضات.
ولكن البيان الذي عبر عن وجهة النظر الدينية اليهودية، والذي حض على طرد المسلمين من فلسطين كضمان للسلام على أرض إسرائيل، ومارس ذلك فعلاً، يجد اليوم دعماً سياسياً من حكومة "نتانياهو: ويجد تجسيداً عملياً من خلال قرار الجيش الإسرائيلي، وأوامره بطرد عشرات ألاف الفلسطينيين من الضفة الغربية، وتهجيرهم إلى قطاع غزة، والأردن.
ترى؛ أما زال وزراء السلطة الفلسطينية في رام الله يصرون على أن الذي يجري من طرد للفلسطينيين يسمى نزاع على الحدود بين دولتين مستقلتين؟ أما زال هنالك من يحسب أن الذي يجري من تطهير عرقي ليس صراعاً عقائدياً سيهرس الأخضر واليابس؟ ولا حل وسط لهذا الصراع العقائدي إلا برفرفة راية واحدة على كل هذه البلاد؛ إما الراية ذات الخطين الزرق مع نجمة داوود، وإما الراية الخضراء، راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله. فمع أي راية أنتم يا أيها العقلاء؟