لم أعثر على فأسي ، فإشتبَهت بأن إبن جاري قد سرَقه مني ، فشرعت بمراقبته.
فكانت مشيته ، مشية نموذجية لسارق فأس .
وكان الكلام الذي ينطق به ، مثل كلام سارق فأس.
وتصرفاته تفضحه و كأنه سارق فأس.
فبتُّ ليلتي ساهراً حزيناً أضناني التفكير مما جرى لي مع إبن جاري.
وبصورة غير متوقعه و بينما كنت أقلب التراب ، عَثرت على الفأس !
وعندما نظرت إلى إبن جاري في اليوم التالي من جديد ، لم يظهر لي شيء .. لا في مشيته و لا في هيأته و لا في سلوكه يوحي بأنه سارق الفأس ..
ليلة أمس كنت أنا أكبر سارق !
فعندما اتهمت إبن جاري ظُلماً ، سرقت أمانته و براءته !
وعندما بِتُّ في حزنٍ و أرق ، سرقت يوماً من حياتي !
العبرة :
فى أوقات كثيرة تحكمنا مشاعرنا و شكوكنا و ظنوننا فنخطىء الحكم و نسيء لمن حولنا .
مساء الخير