أسماء بنت أبي بكر
هي أسماء بنت أبي بكر عبد الله بن أبي قحافة، تكنى بأم عبد الله القرشية، والدة الخليفة عبد الله بن الزبير، وأخت أم المؤمنين عائشة وآخر المهاجرات وفاة، روت عدة أحاديث، وأمها هي: قتيلة بنت عبد العزى العامرية.
وكانت أسن من عائشة ببضع عشرة سنة، هاجرت حاملاً بعبد الله، وشهدت اليرموك مع زوجها الزبير، وهي وأبوها وجدها وابنها ابن الزبير أربعتهم صحابيون.
وعمرت دهراً وعُرفت بذات النطاقين؛ قالت: صنعت سفرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبي حين أراد أن يهاجر فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما، فقلت لأبي: ما أجد إلا نطاقي قال: شقيه باثنين فاربطي بهما قال: فلذلك سميت ذات النطاقين.
تزوجها الزبير وما له شيء غير فرسه، فكانت تسوس الفرس وتعلفه؛ وكانت تستقي وتعجن؛ وتنقل النوى من أرض الزبير على رأسها.
وفي الصحيح: قالت أسماء: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: "نعم صلي أمك".
هشام بن عروة عن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء، وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه، وأما أسماء فكانت لا تدخر شيئاً لغد.
قالت لابنها: يا بني عش كريماً ومت كريماً لا يأخذك القوم أسيراً.
قال عروة: دخلت أنا وأخي قبل أن يقتل على أمنا بعشر ليال وهي وجعة فقال عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة. قال: إن في الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهي موتي فلا تفعل وضحكت وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني. إياك أن تعرض على خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت.
قال: وإنما عنى أخي أن يقتل فيحزنها ذلك.
توفيت وهي تبلغ من العمر مئة سنة.
مسندها ثمانية وخمسون حديثاً؛ اتفق لها البخاري ومسلم على ثلاثة عشر حديثاً، وانفرد البخاري بخمسة أحاديث، ومسلم بأربعة.