المعاشب الطبية.. عودة الى الطبيعة بروح عصرية
خلود الدايني
الاعشاب الطبية ليست بدعة عصرية, انها بأعتراف الجميع الجذر الحقيقي والاول لميلاد الصيدلية الانسانية في التاريخ, وربما كان اجدادنا القدامى اكثر فطنة عندما تنبهوا الى هذا الخزين العلاجي الهائل, والفعال, في سيقان النبتة وجذورها واوراقها, وكانت مختبراتهم الوحيدة لضمان جدوى العلاج, هي التجربة البسيطة, غير ان توالي التجارب قاد الى الخبرة والى مزيد من الاكتشافات الدوائية.
اليوم ليس كالأمس, ولكنه يحاول العودة الى صيدلية الطبيعة, ليس لانها مجربة او مضمونة بل لانها قبل ذلك (امنية), فلا اعراض جانبية ومواد سمية ولا كيمياويات.. ومع ذلك لا يجوز التسامح مع معطيات هذه الصيدلية, فانها ان لم تكن بأيدٍ تحسن تجهيز (الوصفة) عن علم ودراية فقد تكون عنصراً مساعداً على استفحال المرض وهكذا يبدو العشاب, او بالاحرى هكذا يجب ان يكون (طبيباً) اختصاصياً في هذه الانواع من الادوية والعلاجات, وربما كان اخطر ما في الاعشاب لا يكمن في الاعشاب نفسها بل في الطارئين على الاشجار والنباتات وهبة الطبيعة للانسان...
السيدة هدى نوري العبيدي, عشابة بدرجة خبير, واختصاصية في مجال التجميل بالاعشاب وتجربة سنوات طويلة من البحث والعمل والمتابعة, ودراسة تأهيلية في الميدان العشبي امضت سنواتها في بلغاريا.
يطلق على العلاج بالاعشاب اسم (الطب الشعبي) واحياناً (العلاج التقليدي) وهو مسمى قد يستفز العقل العلمي, ولكن العبيدي تحاول تفسير ذلك قائلة:
-هو يعني تناول اعشاب الطبيعة ومعادنها او ما تبقى من بعض حيواناتها طلباً للشفاء من بعض الاعراض المرضية التي وجدها الانسان غريبة او مستعصية..
ففي بلاد ما بين النهرين كانت بابل القديمة تسجل معلومات دقيقة عن النباتات العشبية المستخدمة كعلاج على الاختام الاسطوانية الحجرية وبعض الرقم الطينية, وهناك تفاصيل لاكثر من (350) نبات عشبي نص قانون حمورابي المحفور على مسلته المشهورة لاغراض العلاج.
وكذلك الكتابات القديمة والصور الملونة على جدران معابد الفراعنة في مصر, والمنقوشة بالقرب من النعوش والجثث (المومياءات) المحنطة في القبور على استخدام هذه الاعشاب منذ ثلاثة آلاف سنة ق.م, اذ تم اكتشاف مدارس للطب الشعبي ملحقة بالمعابد تدون خلاصة ابتكاراتها على لفائف البردي اضافة الى وجود رسوم لبعض الاعشاب الطبية على جدران المقابر كنبات الزعتر الذي استخدم في علاج امراض الكلى والمثانة ونبات الحنظل المسهل والطارد للديدان وبذور الكتان لعلاج الاورام والآلام.
*كيف توصل الانسان الى اكتشاف هذا العلم؟
-لقد فطر الخالق العظيم معبوده الانسان على المشاهدة وعلمه الابتكار, فأبن آدم منذ الآف السنين كان يقاوم اخطار الطبيعة ويهرب مرعوباً وخائفاً من الرعد والبرق والعواصف والفيضانات حتى اصطدم بالمرض الذي كاد ان يفتك به لولا مراقبته للحيوانات التي تلجأ الى انواع معينة من الاعشاب البرية لتأكلها عند هزالها او مرضها, فتعلم سر معالجة الامرض والتي كان معتقداً بأنها لعنة الشيطان فيلجأ الى ساحر القبيلة طلباً للعلاج فينقض الاخير عليه بلا رحمة مستخدماً اساليب التعذيب الجسدي كالكي وحرق الجلد او عمل حلقة المزار.
*ما الحالات المرضية التي تمت معالجتها بالاعشاب الطبية؟
-حالات العقم حققنا فيها نجاحاً كبيراً عجز عن تحقيقه اطباء كبار ومراكز متخصصه, وامراض اخرى كثيرة نجحنا في علاجها منها التهاب وتضخم البروستات اضافة الى معالجة فعالة للبواسير الدموية والهوائية وحب الشباب والتهاب الكلية وتفتيت حصاها وقرحة المعدة والاثني عشري والتهاب القولون العصبي اضافة الى علاج فطريات الامعاء وتخفيض نسبة السكر في الدم بصورة فعالة عن طريق غدة البنكرياس, واهمها عملية تخفيض الوزن اي الترشيق او التنحيف دون مضاعفات او اضرار.
*هل يقتصر العلاج على النباتات العشبية فقط؟
-يعتمد الطب الشعبي على الاعشاب والمعادن وبعض الحيوانات كالقنفذ والافعى وسرطان البحر (ابو الجنيب) والسقنقور وهو حيوان زاحف يستخدم لعلاج الضعف الجنسي لدى الرجال, اضافة الى بعض الاحجار الكريمة كالحجر الاثمد الذي يستخدم ككحل طبي للعين فيه قيمة جمالية كبيرة.. ومادة حجر الكهرب.. وكذلك الزنجارة (برادة النحاس) التي استخدمها اجدادنا كمادة دابغة ومجففة للرطوبة والجروح والبواسير.. اضافة الى الطين الذي ينقسم الى انواع عدة منها الطين الارمني وطين هملايا وطين خاوة وطين الصلصال وهو الاحمر النقي, ومن المواد العلاجية الاخرى هي الاصماغ كالصمغ العربي و(كثيراء) ولبان الذكر.
*ما علاقة السحر والشعوذة بعلم الاعشاب؟
-لا علاقة بينهما سوى ان بعض الاعشاب مثل (الجاوي والجلو واظافر الجن وزبد البحر والزنجارة والفلفل الاسود والابيض والمقلوسندروس) تستخدم من قبل السحرة والمشعوذين كبخور تهيىء الاجواء لكي يصدق الشخص الذي يلجأ اليهم ما يقومون به.
*هل لعملكم علاقة بالطب النبوي؟
-كان المسلمون الاوائل يستشيرون النبي العظيم محمد (ص) في معالجة الامراض التي تصيبهم فيأخذون باستشارته وطرق علاجه فسمي بالطب النبوي, وتوارثته الاجيال وامتزجت بعض المفاهيم بطب الاعشاب.. واذكر حكاية واقعية قرأتها في احد كتب التاريخ الاسلامي مفادها ان احد المسلمين شكا لرسول الله الحمى فقال له النبي: (انما الحمى من فحيح جهنم فابردها بالماء) وهذا ما جعل الاطباء في زمننا هذا ينصحون باستخدام كمادات الماء البارد لمن يعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة..
وحين امتدت الفتوحات الاسلامية الى اسبانيا غرباً والى حدود الصين شرقاً جاب علماء المسلمين العرب هذه الاقطار والتقوا بعلمائها وجمعوا ودونوا ملاحظاتهم عن الطبيعة والنبات وترجموا الى العربية اسماء الاعشاب, ويرجع لهم الفضل في تأسيس مذاخر الادوية العشبية او ما يسمى في وقتنا الحاضر بـ(الصيدلية) والتي كانت تمتلىء بأوراق الاشجار والبخور والازهار والبذور التي استخدم كثيراً كأدوية ومن اشهر العلماء العرب في هذا المجال: (الرازي) و(ابن سناء) و(البيروني) و(الادريسي) و (احمد الغافقي) و(ابن البيطار) و(داود الانطاكي).
وعن العرب تعلم الاغريق والرومان واليونان علم الاعشاب واخذوا يترجمون كتب النبات العربية الى لغاتهم لا سيما وان الاعشاب في دول اوروبا كانت تزرع في الاديرة فقط وكان الكهنة يختصون بالعلاج.
وفي القرن التاسع العشر راح الكيميائيون يستخلصون المواد والمركبات الفعالة من النباتات وتحويلها الى اقراص او مشروبات لسهولة تناولها.
*كيف كانت هيأة العشاب او العطار قبل آلاف السنين؟
-وصفته كتب الرحالة بانه كان يمشي في البداية حاملاً على دابته او ظهره مجموعة اكياس مصنوعة من القماش السميك تحتوي على علب باشكال والوان مختلفة فيها الكثير من الاعشاب والجذوع والجذور والاغصان والسيقان واوراق الشجرة يقوم بجمعها والتعرف على خصائصها من خلال سيره وتجواله في الصحارى والوديان والجبال معتمداً على الله اولاً وعلى خبرته او فطرته ثانياً ومن ثم تصنيفها والاحتفاظ بها لحين استخدامها في علاج المرضى الذين يصادفونه اثناء التنقل والتجوال.
*كيف تتم عملية تشخيص الحالة المرضية لديكم؟
-انا شخصياً لا اقوم بتشخيص حالات المرضى الذين يلجأون الي طلباً للعلاج وانما اوجههم الى الاطباء المتخصصين او الى مختبرات التحاليل المرضية وعلى ضوء نتائج التحليل اقوم بوصف العشب.. وهنا اود ان ابين ان بعض العشابين يهيؤن لمرضاهم سريراً طبياً للفحص وسماعة وجهازاً لقياس ضغط الدم وهذا غير جائز بل ومخالف لقوانين وتعليمات وزارة الصحة لان هذه الفعاليات من اختصاص الطبيب فقط.
*بأي شكل او هيأة يتم اعطاء العشب للمريض؟
-يتم اعطاء المادة العشبية بشكلها الطبيعي بعد تنظيفها وازالة المواد الغريبة العالقة بها, وسحقها بطريقة لا تشوه شكل النبات الاصلي لكي يتعرف عليه المريض ويطمئن قلبه فالاطمئنان مهم جداً في فعالية العلاج.
*من الذي يتردد كثيراً على المعشب؟
-اغلب الوافدين الينا هم من النساء اللواتي يعانين من حب الشباب او الكلف وحساسية الجلد والتجاعيد المبكرة وظهور الشعر غير المرغوب فيه او تساقطه بشكل يثير القلق والتهاب فروة الرأس بسبب الفطريات او القشرة.
*ما الذي اثار الحرب الخفية بين العشابين والصيادلة؟
-نعم.. هناك حساسية مفرطة بينهما بسبب الصيدلي الذي يعتقد بأن عمل العشابين يزاحم عمله فيشيع بين الناس بان التداوي بالاعشاب كذب وضحك على الذقون لا سيما وان العشب بطىء المفعول مقارنة بالدواء الكيميائي ذي التأثير السريع وهو بالتأكيد علم خطأ فعلم الاعشاب له اصول ومنابع تاريخية وفكرية.
*ما المقترح الذي تفضلينه لتطوير عمل العشابين والارتقاء بمستوى على الاعشاب؟
-اقترح تأسيس جمعية او رابطة تجمع العشابين تحت مظلتها تصدر عن طريقها القوانين واللوائح تضم مكتبة خاصة بالاعشاب ومتحف يحتوي على جميع النباتات العشبية الطبية وملف فيه انجازات المعاشب والعشابين ونجاحاتهم ومركز تدريبي للعشابين يتم من خلاله التعرف على طبيعة العناصر الفعالة للاعشاب.
اسم النبات
العلاج
جوزة بوه
الضعف العام. والروماتزم
كفشة الذرة
مدررة مفتتة للحصى, التهاب المثانه والتبول الليلي والتهاب البروستات<
الشوفان
مغذي ومضاد للوهن-مسكن للالم-منعم للجلد خافض لمعدل السكر بالدم
الشيح
يفيد للسكر وطارد للديدان المعوية
الينسون
طارد للغازات –مقشع في حالات السعال- مضاد للتقلصات المعوية –طارد للديدان
حبة السوداء
تفيد في تقوية الجهاز المناعي
لسان الثور ورد ماوي
خافض للحرارة –مهدىء للاعصاب- الاكتئاب النفسي- معالجة الزكام
النومي بصرة
يفيد في حالة الغثيان
نعناع
طارد للغازات ومضاد للمغص –مضاد للقيء- لتخفيف آلام الطمث
كزبرة
طرد الغازات –تفيد في علاج نقص اليود
الكركم
لاضطراب الصفراء<
رشادالبر
مضاد للسعال –مقشع- علاج لحالات الربو والتهاب القصبة الهوائية.
القرنفل
مقوي للقلب –معالجة آلام الاسنان.
السوس
مقشع –لآلام قرحة المعدة والاثني عشر.
زعرور
مقو –لتوسيع الشرايين- يخفض ضغط الدم –يفيد لعلاج الذبحة الصدرية.
المصدر
http://www.sotakhr.com/index.php?id=2330
الصوت الاخر