عندما يبكي الياسمين
...........
حطامٌ في ثنايا الوقت
ضيّعني الطريق
ماردٌ يطلع من قمقم البرد
شيطان في زيّ امرأة
يبعثرني غبارا
وبعض صور
في مرايا الدقائق والثواني
وفي الزوايا
يخترقني صمتٌ لافحٌ
أشعر بضيق الوقت
وانحناء الزمان
يفصل بين هامتي
وخيال امرأة جريح
أسمع..
ضحكاتها في الزمن القبيح
وبكاءُها أعلى
من أزيز الريح
وعاصفة
تلوك المدن
والقبائل
إنه الوقت الذبيح
...
أيُّ شعور
يعتريك يا امرأة...
الفصول انتهت
تلذذي بموتي
واحتضار قصيدتي
إضحكي...
لمَ تبكين
هل اعتلال الروح يؤلمك
أم طحن الدماء
على الرخام
أم بكاء الياسمين
....
أزهاري
وأشجاري
وخلجة خاطري
حتّى بعض أناشيدي
وبعض تضاريس المكان
اليوم تبكيني
تبحث عن موسيقا الشعر فيّ
وأنت تضحكين ..
تارةً
وتارة تبكين
لمَ البكاء اليوم
لمَ البكاء
يامن كنتُ احسبك صديقة
أو عشيقة
لمَ البكاء
وقد قصصتِ ضفائر شِعري
وقطعت كل جداولي
ومسحت تاريخي
وكل دفاتري
لم البكاء اليوم
وقد نزعت شرياني
زيّفت كل عناويني
وسجلَّ أفكاري
حتى رسائلي ...
احرقتِها
...
لمَ البكاء اليوم
وأنت تنكّرتِ لكل آرائي
وأحلامي
وآلامي
يا من كنتِ كل شيء
حتى أنا
إضحكي ..بل قهقهي
واشربي قهوتك
على سراب الوقت
فأنا شمسٌ آيلة للغروب
أنا لحنٌ قد مجّه الزمن الرهيب
ياسمينٌ.. كان يوما
وانقطع عنه
ماء الحياة
......