احلم .. احلم .. احلم
وياريت .. ياريت تتحق كل دقيقة
ياريت احلامى تبقى حقيقة
احلم بيوم اشوف الشفايف
بتتكلم كلام فيه حب
احلم بيوم اشوف الناس
ماعرفوش الجراح فى القلب
احلم بيوم اشوف الدروب
مافيهاش دموع احزان
احلم بيوم اشوف بكره
بيزرع ضحكة للانسان
احلم بيوم تشوف عنيه
فرحة قلوب الصابرين
واشوف الحيارى
فى طريق الامل ماشيين
واشوف اللى هاجر
راجع هنا للمكان
واشوف اللى يائس
جفت دموع احزانه
احلم بيوم اشوف الدنيا
نور على كل البشر
واشوف سما مايغبش يوم
عنها قمر
_______
اهداء:
____
الى روح الغائب الحاضر ..
العندليب ( عبد الحليم حافظ)
الى عشاق فنه ..
الى الاصالة فى كل مكان وزمان ..
اهدى كتابى هذا ..
( ابراهيم خليل ابراهيم )
____________
مقدمة:
________
عرفت ( ابراهيم خليل ابراهيم ) في الثما نينيات حيث كان مراسلا نشطا لبرنامج ( ما يكتبه الشباب ) و الذي يذاع عبر اثير شبكة الشباب و الرياضة ، ومن خلال حلقة ( الاثنين ) التي شرفت بتقديمها لاحظت مساهماته الغزيرة و المتنوعه .
وتعاملت معه عن قرب من خلال مجلتي ( الاثنين - المنار ) الا ذاعيتين فقد تراس تحريرهما وقدمتهما في حلقة ( الاثنين ) من برنامج ( ما يكتبه الشباب ) .
وكان يود و يتمني ان يكون مذيعا بلاذاعة او صحفيا لانه يعشقهما و يحبهما بصورة تفوق الوصف .
و ابراهيم خليل ابراهيم يعشق كل ما هو اصيل بل ويؤكد عليه فقد خصص اكثر من عدد من مجلتي ( الاثنين - المنار ) عن العندليب ( عبد الحليم حافظ ) في ذكراه من كل عام .
و بعد اذاعة كل عدد كانت تصلنا رسائل كثيره من المستمعين و المستمعات محمله بالاعجاب و الشك و التقدير ، ولا عجب في هذا لان ما يخرج من القلب يصل الي القلب .
و اؤكد علي ان ( ابراهيم خليل ابراهيم ) لديه القدرة علي الكتابه التاريخيه و الادبيه و الاسلاميه و الفنيه و الوطنيه و باسلوب غايه في الرشاقه و الجمال و الابداع .
لقد قرات له ( ملامح مصريه ) وها هو ( العندليب لا يغيب ) و الذي ياتينا بالجديد و المعلومات النادرة .. وسوف يسعد به كل القراء .
و اتمني لاخي العزيز الموهوب ( ابراهيم خليل ابراهيم ) تحقيق كل امنياته .
بقلم الاذاعيه / سعاد الجرزاوي
كبيرة مذيعي اذاعة الشباب و الرياضه
__________________
و لماذا العندليب لا يغيب ؟ :
_____________
العندليب لا يغيب .. عنوان لكتاب يؤكد حقيقه او حقيقه يحملها عنوان كتاب اختاره بذكاء شديد و شفافية وجدان و عمق ضمير مؤلفه المبدع الصديق و الاخ الاديب الاستاذ ( ابراهيم خليل ابراهيم ) و مهما تكن الاجابه فالامر لن يختلف حول حقيقه نعيشها و نلمسها بل ونسعد بها ، ولست ابالغ حين اضيف ما اؤكد به حقيقة ان ( العندليب لا يغيب ) ستظل لاجيال عديدة تاتي بعدنا فيعيشونها و يسعدون بها تماما مثلما نعيش نحن بقاء الكثير من ابناء هذ البلد الجميل المعطاء بداخلنا مشكلين جزء هام و مضئ بوجداننا رغم رحيلهم منذ سنوات .. فرحيل الرموز الانسانيه البارزة لا يعني ابدا رحيل ما يمثلون من قيمة معهم .
و لانني اعلم ان الصديق المبدع ( ابراهيم خليل ابراهيم ) هو واحد من ابناء هذا الوطن الغالي النبيل الباحثين المجتهدين و المجدين في كل ما تحويه جذور هذه الارض المعطاءه من قيم و شخوص يترجمونها لاجل ابرازها واهدائها مقطرة الي الاجيال القادمة ، لذلك لم يكن مستغربا عليه ان يقوم بالبحث عن الجديد حول العندليب ( عبد الحليم حافظ ) و الذي يربط فيما بينهما انتمائهما لنفس المحافظة التي جادت علي هذا الوطن بالكثيرين من المعطاءين في كافة المجالات الا وهي محافظة الشرقيه .
و رغم سعادتي كواحدة ممن يعيش حليم بداخلهم حين شرفني الصديق ( ابراهيم خليل ابراهيم ) بطلب هذه الكلمة عن حليم .. وجدتني في مازق و ضعني فيه هذا الصديق الطيب المهذب الذكي .. فماذا يمكن ان يقال عن العندليب بعد كل ما قيل عنه وحوله ؟
ولكن .. لما الحيره ؟
فالحديث عن حليم يتجدد بداخلنا مثلما يتجدد احساسنا و انفعال وجداننا مع اغانيه رغم مضي سنوات طويله علي رحيله .
فمن منا حين احب لم يكن صوت حليم واغانيه هو اصدق اصداء لما بداخلنا ؟
فقد عاش صوت حليم واحساسه رفيقا لكل العاشقين الصادقين .. يحمل عنهم رسائلهم الي من يحبون .. يتحدث عنهم حين يجمعهم اللقاء فيغني سعادتهم ، ويبكي معهم هزائمهم وانكساراتهم كذلك ، ورغم ان حليم لم يكن اجمل الاصوات بين ابناء جيله ولم يكن اكثرهم قوة و لكنه كان يملك حسا وانسانيه حميمه انفرد بها وحده ، وربما يكون هذا هو التفسير لنجاح حليم وخلوده رغم كل موجات التحول في ساحة الغناء .
ولان زمن حليم كان زمنا مكتمل العناصر التي يتطلبها صنع الفن الخالد الجميل فقد صاحبته نخبه متميزه من المؤلفين والموسيقيين الذين تعاملوا معه بكل صدق موهبتهم الخلاقه بنفس القدر الذي تعاملوا به مع غيره من اصحاب الاصوات القويه الحساسه الجميله في ذلك العصر الجميل بكل ما كان به ، وهذا في حد ذاته يطرح سؤالا تكمن اجابته بداخله وهو : لماذا لم يتحقق نفس القدر من النجاح و التالق للاغنيت لغير صوت حليم رغم توحد الروافد التي كان ينهل من فيضها مع غيره من ابناء جيله و كذلك كثيرين ممن اتوا بعده و حققوا بموهبتهم نجاحات لا تخفي و لا ينكرها الناس ؟
فقد امتزج حليم بنسيج وجداننا و تفاعلنا مع كل ما عايشناه معه من احداث فغنانا و اسمعنا اصداءنا كان من ابرز امثلة نجاح الفن في تبني المبادئ القوميه و الدعايه لها ولما يمثلونها من رموز فبجانب اغنياته التي يمكن ان نطلق عليها اغنيات دعائيه بما تدور حوله من التغني بشخص يرمز لما ينادي به من مبادئ و التي ربما لا يتفق الكثير حول ما ترمز االيه الا انه لاحد يملك الا الاعجاب و الانبهار بمدي صدق آداء حليم ، وكانت هناك ايضا الاغنيات التي غني بها الهم القومي العام الذي جمعنا معه في باقة احساس واحدة وما زلنا نعيشها ومازال يعيشنا بداخلها .. فما زال صوت العندليب ياتينا بذلك الامل في تحقيق الآمال التي يصبو الي تحقيقها ابناء امتنا .. ومازال صوتهم يردد عبر نبراته :
احلف بسماها وبترابها
ما تغيب الشمس العربيه
طول ما ان عايش
فوق الدنيا
ذلك القسم الذي حرص علي ان يبدأ به حفلاته حتي يتحقق النصر .. و قد كان .
و مازلنا ننظر الي فلسطين و نسال بصوته :
تفضل تضيع فيكي
الحقوق لامتى ؟
يا طريق الالآم
فنفس هذا الصوت الذي مازال يبكي ما بداخلنا من اتكسارات رغم يقينه بانه حتما سيكون النهار حليفنا .. فيأتينا من اعماقنا :
لو مت يا امي
ما تبكيش
راح اموت
علشان بلدي
تعيش
هو نفسه الذي يهدر في قوة يقين مؤكداً لنا ما نصدقه :
ابدا بلدنا للنهار
بتحب موال النهار
لما يعدي
و يغني قدام
كل دار
هذا هو حليم ، وان كان ليس هذا هو كل ما يقال عنه .. و لكنه يتجدد فينا .. يسكننا .. يبكينا .. يغنيننا .. يفرح لنا .. وحين تهزمنا احلامنا نسرع ثانية وندعه كي يبكي باحساسه عنا .. و دوما نجده بداخل ما يومض بداخلنا من احساس يؤكد حقيقة ان ( العندليب لا يغيب ) .
بقلم الاديبة / ميرفت السنوسي
____________
كلمة حب :
_____
العندليب ( عبد الحليم حافظ ) ابن قرية ( الحلوات ) مركز الابراهيمية شرقية قصة كفاح واراده وآمل فقد ظهر في عصر حافل بالعديد من العمالقة .. محمد عبد الوهاب وام كلثوم وفريد الاطرش و محمد فوزي وكارم محمود وعبد الغني السيد ومحمد قنديل فلم يقلد احدا منهم وقوبل ( عبد الحليم حافظ )في بداية ظهوره بعدم الاستجابة من الجمهور لأنه كان لونا جديدا لم يتعود عليه الجمهور من قبل ، ولكنه لم ييأس ولم يتوقف بل اصر علي النجاح وبحث عن الشاعر المجدد والملحن الاصيل فاستطاع ان يجد له مكانا بين عمالقة الفن وبأسلوب جديد .
واذكر ان المخرج الكبير حسن الامام الذى قدم ثلاثية نجيب محفوظ على شاشة السينما قد عرض على عبد الحليم حافظ ان يقوم بدور ( عباس الحلو ) ولكن عبد الحليم رفض لان الدور لايليق به وان الجمهور لن يقبله اذا قام بدور حلاق .. وقد قام بالدور بدلا منه الفنان ( صلاح قابيل )
ونجح كل من تعامل مع (عبد الحليم حافظ ) ونجح هو ايضا مع كل من تعامل معهم سواء من الشعراء او الملحنين .. وهذه ظاهرة قلما تتكرر .
وبرغم مرض ( عبد الحليم حافظ ) الا انه اثري الفن المصري والعربي بفنه الجميل الذي مازال بقلوب وعقول الناس .. كل الناس من المحيط الي الخليج .
قالت التايمز : ان عبد الحليم حافظ هو احد الاسلحة السرية التى يستخدمها جمال عبد الناصر لنشر رسالة الثورة .
وفى عام 1963 نشرت الصنداى تايمز مقالا طويلا ذكرت فيه : ان عبد الحليم حافظ وصل الى مركز يشله مركز سفير كبير دون ان يفعل شيئا سوى غناء الالحان العاطفية والحماسية التى تلهب مشاعر الجماهير .
قال الاديب العالمى نجيب محفوظ : احببت عبد الحليم حافظ منذ ان استمعت اليه لاول مرة وانجذبت له بقوة لانه صوت اسر ومؤثر فى القلوب .. صوت ينبعث دافئا حالما رقيقا حيتا وحينا اخر قويا هادرا ولهذا تعلقت القلوب به او علق هو بالقلوب .. ولقد كانت اغنيات عبد الحليم الاولى والتى مهدت له الطريق هى المفتاح الذى فتح له قلوب الجماهير من جميع الاعمار .
وقال مصطفى امين : عبد الحليم حافظ كان يتمنى كلما بدأ فى اغنية ان يعيش حتى يكملها .
وقال توفيق الحكيم : كنت كلما سمعت عبد الحليم حافظ فى راديو او تليفزيون اقول فى نفسى .. هذا هو الصوت القطيفة .. ثم راقبته بعد ذلك وهو يغنى فوجدت ان الصوت لايخرج من فمه كاغلب المطربين ولكنه يصعد مباشرة من اعماق قلبه ولذلك فان صوت هذا المطرب لايملآ الاذان ولكنه يملآ القلوب .
وقال الدكتور يوسف ادريس : صوت عبد الحليم حافظ يحرص على الحب وحتى لو حرض على اللوعة والاسى فهو ذلك الاسى الذى يمهد لتقبل الحب وزرع الحب وحب الحب .
وقالت ام كلثوم : عبد الحليم حافظ صوته جميل جدا وهو قادر ان يطربك ويشجيك ولا اعتقد ان عندنا صوتا فى جمال صوت عبد الحليم حافظ .
وقال محمد عبد الوهاب : عبد الحليم حافظ صاحب اذكى عقل واحلى صوت رجولى ( حنون عاطفى ) لن يعوض .
وقال الموسيقار كمال الطويل : عبد الحليم حافظ اكثر الاصوات التى نقلت احاسيسى ومشاعرى وخواطرى اللحنية والموسيقية الى ملايين السامعين .
وقال مجدى العمروسى : عبد الحليم بالنسبة لى اغلى الناس واعز الناس .
ومن هذا المنطلق يسعدني ان أقدم الي المكتبة العربية كتاي هذا والذي خصصته عن عندليب زمن الفن الجميل ( عبد الحليم حافظ ) الذي ودعنا وودعناه في الثلاثين من شهر مارس عام 1977 ودعناه جسدا ولكنه بقي معنا روحا وفنا خالدا وتراثا كل يوم يتجدد .. نذكره ولا ننساه .. نذكر كل نسمات الحب التي عطر بها حياتنا .. نذكر نفحات الآمل التي غمر بها بناينا ونستلهم كل نبضات القلب والتي حيا بها كفاح وطنه ونضال امته .
(بقلم المؤلف / ابراهيم خليل ابــراهيم)
________________
كتاب : العندليب لايغيب
للكاتب : ابراهيم خليل ابراهيم
رقم الايداع بدار الكتب والوثائق
القومية المصرية 4723/2002