بعض المنشغلين بما يسمى بالربيع العربي (!!) وتحت عنوان قضايا الوطن يفرضون نوعا مقيتا من الإرهاب الفكري يريد منع الآخرين إلا بالانشغال بما ينشغلون به ، فشعر الغزل ممنوع ومن يفعله يكون منشغلا بالنسوان (!!) وهم يريدون كل الكتاب والشعراء أن يكتبوا بقلمهم هم ، وأن يغمسوا القلم بحبرهم هم ، وفي إحصائية عالمية لا عربية والحمد لله نرى أن شعراء العالم يكتبون الغزل بنسبة 40% من شعرهم ولا يتصدى لهم أحد يتهمهم بالنسونجية ، ولا بإهمال الوطن !
والحقيقة المرة أن الفهم السقيم للنصوص والرؤيا السطحية لها تجعل احتمال التأويل عندهم واقعا تحت عنوان غير الممكن ، وهم يفرضون بسيف التشهير والإجبار والاتهام بعدم الاهتمام بقضايا الشعب والوطن على الشاعر أن يكتب ما يريدون ، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور !!
هذا الفكر التعسفي والديكتاتوري المعتمد على مصادرة حرية الآخرين هو أخطر على الأمة ممن يريقون دماء الشعوب بطغيانهم وآلتهم العسكرية أو تحت مظلة الغرب الذي يريد للعرب فقط الدمار والتقسيم والاستيلاء على الثروات .
ثم وأخيرا أين هو الوطن العربي وهو واقع تحت الاستعمارين الغربي والشرقي ويتحكم به سفارات أجنبية في العواصم التي ترفع أعلام الاستقلال القديمة والجديدة ، ثم وأيضا أين الشعوب المنقسمة على ذاتها فقسم يؤيد السلطان وقسم يعارضه وقسم يعارض المعارضة وقسم يعارض كل شيء ، لا يريد القديم ويرفض الجديد ، يتدرب في صربيا ضد الأنظمة ويتلقى من برنار ليفي التعليمات ، ويتمول من السفالات الأجنبية ولا أقول السفارات !!
ثم أين هم الثوار وممن يتلقون الدعم ومن الذي يمولهم ويدربهم ويسلحهم ؟؟؟
هل أصبحنا عميانا لهذه الدرجة من العمى والعمه ؟؟
لا أفرض عليك أن تكتب ما تشاء فالله سمح باختيار الكفر أو الإيمان ولم يجبر أحدا على الإيمان به بالقهر ، وعاتب نبيه فقال : أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .
أكتب ما تريد واترك غيرك يكتب ما يشاء ، وكل محاولة من التكفير والتشهير والإجبار وتلوين الآخرين بلونك هو ضرب من الإرهاب الفكري والديكتاتورية الفكرية البغيضة ، التي يجب أن ترفض بلا هوادة وبلا مواربة .
المكان يتسع للجميع فلا تجعله على مقاس فكرك ، أو على مساحة مزاجك ، ومن العجب العجاب أن نطالب بالحرية هناك ونصادرها هنا !!