متحف أثري في "عين منين" ينتظر التمويل
كتب: وسيم إبراهيم
العدد الخامس والستين - 2010-03-16
عــودةفي عام 1998 أكتشف موقع أثري فريد في بلدة "عين منين" التي تبعد عن مدينة دمشق حوالي 18 كم باتجاه الشمال، ولكن هذا الاكتشاف جاء متأخراً، حيث فقد هذا الموقع الكثير من أثاره وكنوزه نتيجة الإدراك المتأخر لأهميته، فكان مرتعاً للرعاة ولصائدي الكنوز، ومقالع الحجارة، وأكملت البلديات السابقة هذا التخريب بإنشاء خزان مائي للبلدة في قلب الموقع الأثري، بالاضافة إلى العوامل المناخية التي فعلت فعلها في الموقع.
محمود حمود مدير دائرة الآثار والمتاحف في ريف دمشق تحدث عن هذا المشروع فقال: قامت بعثة تنقيب وطنية بعمليات التنقيب منذ أكثر من عشر سنوات ومازالت مستمرة إلى الآن، وشارك بهذه العملية الباحث الأثري البلجيكي "شارل بالتي" في الموسم الأول فقط، وكان التنقيب يتم على سفح جبل "مار تقلا" والذي يبلغ من الارتفاع 1265م، وتم خلال السنوات الماضية الكشف عن تفاصيل المعبدين الكبيرين على سطح الجبل، والمنصة الضخمة الواقعة إلى الغرب منهما والتي يسميها الناس قصر مارية، وعدة منشآت أخرى على السفوح ،وبقايا المجمع السكني الاقتصادي على قمة الجبل.. وذلك ضمن الموقع الأثري الذي تقارب مساحته حوالي عشرة هكتارات، إضافة إلى مسح المنطقة المحيطة بالبلدة، وتنفيذ بعض أعمال التنقيب الطارئة لبعض مدافن مدينة التل.
وقامت البعثة بتربيع الموقع وتقسيمه لعدد من القطاعات جرى التنقيب في عدد منها وهي:
1- المعبد الشمالي
2- المعبد الجنوبي
3- المنصة أو المعبد الغربي
4- المنشآت الملحقة بالمعبد الغربي من الشمال
5- الباحة بين المعابد
6- المنشآت الواقعة على سطح الجبل
7- القاعات المحفورة في الصخر
8- مجموعة مدافن
وتم اكتشاف آثار في هذا الموقع تعود للعصر الحجري الحديث، كما سكن هذا الموقع بشكل متواصل تقريباً منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد مروراً بالفترة الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.
جرى الاستلام الرسمي لمشروع دراسة إنشاء المتحف في موقع جبل "مار تقلا" في بلدة "عين منين" منذ سنتين ونحن بانتظار التمويل اللازم من قبل هيئة تخطيط الدولة للإعلان عن المشروع، علماً أن الكلفة التقديرية للمشروع بلغت (227) مليون ل.س، أما من حيث قيمة الدراسات والتنقيب للمشروع فقد بلغت 9 ملايين ل.س، وأما من حيث المساحة فقد خصص "8100 م2 " للبناء فقط، وبلغت المساحة الإجمالية لهذا المتحف حوالي "32 ألف م2"، هذا المتحف سيتيح للزائر زيارة الموقع الذي يعتبر متحفاً في الهواء الطلق، حيث يشاهد المباني والمنشآت المبنية والمنحوتة، ثم يدخل إلى قاعات المتحف الذي سيتم إنشائه ليشاهد فيها اللقى المستخرجة من الموقع ومن كل مناطق وقرى محافظة ريف دمشق، علما ً أن هذا المشروع كان من المفترض تنفيذه خلال الخطة الخمسية الماضية، وبانتظار تنفيذه على أرض الواقع.
المصدر: شام برس
المصدر
http://www.thenewalphabet.com/details4253.html