حِمارُ الشِّعر ..
..
ملاحظة :
القصيدة ليست لشخص بذاته بل لفئة مدعية فارغة لا تفقه من الأدب شيئًا؛ و آمل أن تسركم
يا حِمارَ الشِّعرِ ؛ يا كَبِيـرَ الحَمِيـرِ !حَيثُما كُنتَ ظِلتَ جَحشَ الحُضُـورِ !كَيفَ أَرجُـوكَ صَهـوَةً أَمتَطِيهـا ؟وَ حِصانِـي مَلَلـتُـهُ وَ بَعِـيـرِي !أَيُّها الغِرُّ ؛ كَيـفَ جَـرُّوكَ ؟ حَتَّـىبِتَّ تَصطافُ فِـي رُؤَى زَمهَرِيـرِي !فَتَنَعَّمـتَ فِـي جِنـانِ بَيـانِـي !وَ تَحَمَّمتَ مِـنْ أَرِيـجِ عُطُـورِي !بَعدَ أَنْ دُستَ فَـوقَ طَـيِّ بِجـادِيرُبَّمـا قَـدْ أَراكَ فَـوقَ سَرِيـرِي !قَـدْ تَمادَيـتَ بِاجتِـرارِ خَـيـالٍوَ تَخَبَّطـتَ جاهِـلًا فِـي الغَدِيـرِأَيَّ مَعنَـىً تُضِيـفُـهُ لِمِيـاهِـي ؟عِندَما قُلتَ : ( صَوتُها كَالخَرِيـرِ ) !وَ كُؤُوسِـي الَّتِـي تَنِـزُّ رَحِيقًـا ؟عِندَما قُلتَ : ( طَعمُها كَالنَّمِيـرِ ) !وَ قَوافِـيَّ ؟ وَ انبِثـاقِ حُـرُوفِـي ؟( كَاليَنابِيعِ ؛ مِنْ حَوافِ سُطُورِي ) !وَ أَرِيجِ العَرُوضِ فِـي كُـلِّ صَـدرٍمِنْ شُطُورِي ؟ ( كَأَنَّهُ مِنْ بُخُـورِ ) !وَ بِـأَيِّ الفَوائِـدِ الغُـرِّ ؛ أَحظَـى ؟مِنْ حِمـارٍ ! لَا يَحتَفِـي بِالزُّبُـورِ !إِنْ حَمَلنـا عَلَيـهِ سِـفـرَ بَـيـانٍلِقَصِيـدٍ ؛ أَطاحَـهُ فِـي السَّعِيـرِ !أَو حَبُونـاهُ باقَـةً مِـنْ حُــرُوفٍلَأَتـانـا يَلُوكُـهـا بِالسَّـحُـورِ !مـا نَهَرنـاهُ ؛ نَلـقَ مِنـهُ نَهِيـقًـاوَ التِصاقًا بِالأَرضِ ؛ رُغـمَ النَّفِيـرِ !هَمَجِيِّ الطِّبـاعِ ؛ لَا يَرعَـوِي عَـنْرَفـسِ كَهـلٍ مُنَهنَـهٍ أَو صَغِيـرِ !أَنَهِيقٌ ؟ يـا مُنكَـرَ الصَّـوتِ يَعلُـوفَوقَ صَوتِي ! وَ نَبرَتِي ! وَ زَئِيـرِي !أَمْ ذُبـابٌ ؟ يَطِيـرُ حَولَـكَ يَرقَـىلِعَصافِيـرِ جَنَّـتِـي وَ زُهُــورِي !حَرِّ ؛ أَمَّلـتَ أَنْ تَلُـوكَ قَصِيـدِي !أَتَظُـنُّ الحُـرُوفَ مِـنْ جَرجِيـرِ ؟فَتَمَنَّيـتَ قَضمَـةً مِـنْ شُـعُـورِيبَينَمـا أَنـتَ جاهِـلٌ بِالشَّعِـيـرِ !أَيمُـنُ اللَّـهِ ؛ مـا رَأَيـتُ عُجابًـاكَحَقِيـرٍ ؛ يَتِيـهُ تِـيـهَ الأَمِـيـرِ !فَإِتِيانِـي يـا صَاحِبَـيَّ ؛ فَـقُـولَاكَيفَ يَقفُو مُذَنَّبُ العَجـزِ عِيـرِي ؟كَيفَ لِلرَّفـسِ أَنْ يُحـاوِرَ رَقصًـالِحُـرُوفٍ تَمِيـسُ فَـوقَ الثُّغُـورِ ؟يا مَدامِيكَ أَحرُفِي - اليَومَ - ثُـورِييا رَحَى الشِّعرِ - فَوقَ أَهلِيهِ - دُورِيوَ هَلُمُّوا يا مَجلِسَ الأُنـسِ ؛ حَتَّـىنَتَسَـلَّـى بِشـاعِـرٍ مَسـحُـورِ !لَيسَ جَحشًا - كَما تَرَونَ - وَ لَكِـنْيَتَحَـرَّى التَّموِيـهَ عِنـدَ الظُّهُـورِ !وَ دَهـاءً ؛ يَهُـزُّ بِالمَشـيِ ذَيــلًالِتَـفـادِي تَهـافُـتَ الجُمـهُـورِمُرهَفُ السَّمـعِ ؛ فانظُـرُوا أُذُنَيـهِكَعَـلَامـاتِ النَّـابِـهِ المُستَنِـيـرِوَ سِمـاتِ الذَّكـاءِ بَيـنَ عُـيُـونٍرانِـيـاتٍ بِنَـظـرَةِ النِّـحـرِيـرِوَ جَبِينًـا غُضُونُـهُ طَــيُّ فِـكـرٍيَتَجَـلَّـى بِـدِقَّـةِ التَّـصـوِيـرِلَا تُغَرُّوا بِدَهشَةِ الفَـمِ - عَمـدًا -ذاكَ أَمــرٌ يُعِيـنُـهُ بِالتَّفـكِـيـرِأَو تَظُنُّـوا بِحَيـرَةِ الوَجـهِ حُمقًـابَـلْ ؛ فَعُدُّوهـا مِيـزَةَ التَّقـدِيـرِكُلُّ ما فِيهِ فِطنَةٌ - لَيـتَ شِعـرِي -تَتَخَـفَّـى مَهـابَـةَ التَّشـهِـيـرِفَهْـوَ فِـي بَعـضِ فَخـرِهِ المُتَنَبِّـيوَ خَطِيـرٌ فِـي هَجـوِهِ كَجَرِيـرِ !وَ مُلِـمٌّ خَصائِصًـا كَابـنِ جِـنِّـيوَ فَقِيـهٌ كَشَيخِنـا ابـنِ كَثِـيـرِ !وَ بَلِيـغٌ بَلَاغَـةَ ابــنِ هِـشـامٍوَ حَصِيـفٌ كَصاحِـبِ التَّحرِيـرِ !فاضحَكُوا قَدرَ ما استَطَعتُمْ ؛ وَ ظَلُّوافِي سُـرُورٍ ؛ وَ غِبطَـةٍ ؛ وَ حُبُـورِفَحِمـارُ الشِّعـرِ الَّـذِي يَتَحَـدَّىشِعرَنـا ؛ عَالِـمٌ بِفَـنِّ الشَّخِيـرِ !قَدْ تَقُولُـونَ : ( مـا عَلَيـهِ جُنـاحٌفَحِمـارٌ ؛ يَـدِبُّ دَبَّ الضَّرِيـرِ ) !وَ تُـرِيـدُونَ أَنْ يَسِـيـرَ طَلِيـقًـافَحَـرامٌ لِجـامُـهُ ؛ كَالأَسِـيـرِ !غَيـرَ أَنِّـي أَراهُ يَهـدِمُ - جَهـلًا -نُظُـمَ الشِّعـرِ . يـا وُلَاةَ الأُمُــورِفَليَـدَعْ كُـلُّ جاهِـلٍ جَهلَـهُ فِـيحُفَرِ الصَّمـتِ , وَ ليَلُـذْ بِالقُبُـورِلَيسَ عَيبًـا تَفـاوُتُ النَّـاسِ عِلمًـاإِنَّمـا العَيـبُ جَاهِـلٌ فِـي غُـرُورِوَ حِـمـارٌ يَـخـالُ أَنَّ لَـدَيــهِقُبلَةَ النَّسـرِ فَـوقَ خَـدِّ الأَثِيـرِ !لَا تَقُولُوا : ( دَعُـوهُ يَنعُـمُ عَيشًـا )بَلْ - لَهُ - قُولُوا : ( لَا تَعِثْ بِالأُمُورِ )وَ اربِطُـوهُ ؛ فَلَيـسَ يَصلُـحُ حُـرًّايَتَمَشَّـى عَلَـى بِسـاطِ الحَرِيـرِ !مِسكَنُ الجَحشِ فِي الحَظِيـرَةِ مَهمـاظَنَّ - جَهلًا - مَكانَهُ فِـي القُصُـورِ