المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني
بتلات الورد
(36)
بتلات من بغداد
مراد سليمان علو muradallo@yahoo.com
1ـ حضرنا وكان حضورنا متميزا كغيرنا من القادمين للاحتفال ببغداد ومع بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية هذه السنة . قدم ثلاثة نوارس من المهجر وخمسة من الداخل إضافة لفتاة متميزة (من الداخل) . تخلف البعض من زميلاتنا وزملاءنا ولكن هذه البعشيقية المثابرة أتت رغم أحقيتها في أن تعتذر عن المجيء قبل غيرها ، وكلما ذهبنا إلى مكان كنت أراها لا تقل عزما وإصرارا عن الكاتبة والصحفية المغربية الكبيرة (ليلى الشافعي) التي كانت تتجول معنا على كرسيها المتحرك أو تستعين بمرافق أو بعكازيها لقدومها وخروجها من قوقعتها في المحيط قبل أن تنهي فترة النقاهة لتشفى من عملية جراحية كبرى أجريت لها مؤخرا !.
2ـ تغادر النحلة خليتها طائرة لتجوب الآفاق وهي تبحث عن الورود والزهور في كل مكان ، ثم تنتقي أجملها وأعطرها لتستنشق رحيقها وتصنع منه عسلا وتقدمه لنا عن طيب خاطر .. وهذا ما يفعله (حسو هورمي) باسما كلما سنحت له الفرصة ، وإن رضيت (بعسله) سيعانقك على ذلك !.
3ـ لعلّ أشهر آلة موسيقية في العالم وعلى مر العصور هي القيثارة السومرية المكونة من ثلاثة أقسام : الصندوق الصوتي والذراعان الجانبيان وحامل الأوتار ، وأثناء الاحتلال سرق الرأس الذهبي للقيثارة وأصيبت هي نفسها بالكثير من الضرر ولم يُحَّرك ساكنا إلى أن أنتفض الفنان البريطاني الرائع (أندي) وصنع قطعة فنية مدهشة تطابق الأصلية إلى حد بعيد فالخشب جُلب من (الموصل) والقير من (هيت) وهي نفس الأماكن التي كانت منها مواد القيثارة الأصلية أما الذهب فقد تبرعت أفريقا الجنوبية بخمسة كغم منه لصنع رأس القيثارة وهكذا قدم هذا الفنان تحفته الرائعة وعزف عليها في اليوم الثاني من الاحتفالية !.
4ـ نعم ، الحدث كان كبيرا ، ولكننا تعاملنا معه كمبارة كرة قدم وكل ما يرافقها من هرج ومرج ، وكان صوت المشجع الثاني للمنتخب الوطني ـ المشجع الأول السيد قدوري مريض شفاه الله ـ وهو بملابسه التقليدية يذكرني بمباراة مصيرية لمنتخبنا وبالتأكيد ذكر وزير الثقافة أيضا بشيء مماثل لالتفاته للخلف على الصوت المرعب للمشجع والذي لا يصلح للقاعات المغلقة أبدا !.
5ـ من الفرق المشاركة في الكرنفال فرقة الفنون الشعبية لمدينة السليمانية التابعة لوزارة الثقافة والشباب لإقليم كوردستان والتي قدّمت فقرة مميزة جدا تضمنت أغنية عن الأيزيدية ، ولكن من المستحسن أن تستعين الفرقة بخبير بالملابس الفولكلورية الأيزيدية مستقبلا إذا أرادت أن تقدم شيء عنها !.
6ـ بعد رجوعنا إلى الفندق في اليوم الثاني وجدنا في غرفنا كتيب أنيق وهو عبارة عن دليل سياحي مكتوب باللغة الانكليزية وعنوانه (The Tourism Guide of Republic of Iraq ) مذكور فيها جميع المواقع السياحية والأثرية والدينية في العراق وبعد أن أطلعت على مواقع محافظتي نينوى ودهوك لم أجد إشارة أو صورة لمعبد لالش المقدس لا من بعيد ولا من قريب فتعجبت لذلك !.
7ـ دائما التفاصيل الصغيرة والتي تبدو وكأنها غير مهمة تجعل من الأشياء الكبيرة أكثر بهجة ورونقا لذا كان من الضروري جدا الالتفات إليها في مناسبة كبيرة كهذه !.
8ـ وجودنا في بغداد ضمن هذا الجمع المثقف كانت فرصة لتعريف من التقينا بهم بالأيزيدية وكذلك دعوة بعضهم لزيارة كوردستان ولالش للاطلاع أكثر على ما يرغبون في معرفته !.
9ـ كانت فقرات برنامج المهرجان ولثلاثة أيام متتالية جميلة جدا ولكن أجملها كان عزف العبقري (نصير شمة) في اليوم الأول وغناء الكبار ( سعدون جابر وأمل خضير وحسين نعمة وحميد منصور وفاضل عواد وطالب القره غولي وياس خضر ) في اليوم الثاني !.
10ـ كل لقاء دولي ومهما كانت صفته التنظيمية هي فرصة لنا للمشاركة لتعريف الآخر بنا أو على الأقل للتعرّف على الآخر .. ألا فليكن هذا شعار كل أيزيدي مثقف !.
11ـ من ضمن الكتب التي جلبتها معي من مهرجان بغداد كتاب (مذكرات وخواطر للطبيب البغدادي مهدي السماك/ الجزء الخامس)وهي قصص واقعية من زمانه وقد كتبت بأسلوب جميل وسهل وبالتأكيد سأبحث عن الأجزاء الأولى من هذه المذكرات الرائعة !.
12ـ عندما تزور مدينة كبيرة كبغداد تتمنى أن تلتقي فيها بجالية ولو صغيرة من بني جلدتك تتباهى بهم ويرفعون رأسك بين الناس ، وليس فقط بائعي خمور لا يجيدون التحدث ، ولكن بدلا من جالية أو حتى مجموعة التقينا بشخص الأستاذ ( صائب ..) وكان يعادل جالية بأكملها .. !.
13ـ كلما سُئلنا : أمِن الخارج أنتم أم من الداخل ؟(بغض النظر عن السائل وغرضه) كنت أرغب في أن أصرخ .. أنا من الخارج .. من سيباى أنا .. سيباى الخارجة عن المكان .. سيباى الخارجة من الزمان .. سيباى الخارجة من الخرائط والذاكرة .. سيباى التائهة في صحرائها .. السائرة على شواطئ لا نهائيتها منذ أن أحرقت بابل ومنذ أن تخلت عنها الملائكة خوفا من أن تحترق أجنحتها .. ( منذ يومين ـ ساعة وصولي من بغداد ـ أحاول الحصول على خدمة الانترنت عن طريق شبكة كورك تيليكوم للاتصالات دون جدوى !) !.
14ـ توجّت بغداد عاصمة للثقافة العربية في مساء يوم السبت الموافق 23/3/2013 على متنزهات الزوراء ، فترقبوا نضح الثقافة من وجهها العربي في عامها هذا تلك الثقافة النابعة من طيبة قلبها الإسلامي وحنو روحها الإنساني . (وكأن بغداد بحاجة لتتوج عاصمة للثقافة)!.
منقول
شكر للموضوع أستاذه ريمه الخاني تصورت أن حضوركم حقيقي ومن دعوه موجهه
ولكن أملنا ببغداد كبير ومثقيفها فنانيها وكتابه كنا نأمل بشيء أفضل ولكن نقول الحمد لله على هذا الحال أملنا بالقادم
أتمى لقدوري الشفاء البعض يعتقد الثقافه نوع من أنواع الأطباق الطائره التي تصطادها الأصوات العاليه والصرخات
كنت كتبت نص قصير بسيط عن بغداد نهديكم اياه بهذه المناسبه
بغداد
ياليل ياجديلة
ممشطتان ظفائرك
نهران فرات تنساب مع الأ نسام
محركتً ظفافها أشجارا وحقولا
عشاق ليلك حراسها ..
عيونهم في هواكِ لاتنام
خضراء في صبحك أرض السواد*
وليلك دروب القاصدين,
يقودهم مصب نهراك
وسراج المستنصرية* يضيء للدارسين
جدائلك المنسابة ٌ في بطن نهراك
كتابك وفنانيك ينسجون منها للتاريخ
ألهامهم وصبر هم . ..,
بقيت حضاراتك مرتويتة
في موصل الحضر والحدباء*
تسقي جنائن بابل والبدعة*
وكلكا مش*
بعدٌ يسل للتاريخ ملحمة الخلود
وسومر في ذي قار تشتت عطشها
رغم القيض وحقد الغزاة
صامدت أحجار الفرشي*
فقد صمد اللبان *
المسقي من ماء فُراتك
آلاف السنين.
سننسج من جدائلك ضمادات جرحك
بغداد .. حضارتك ..
مجدك .. أنسانيتك
..
وأ متداد نهراك قضيتنا الخالدة