الاستاذ القدير
ابن الهضاب الموقر
كل سنه وانت طيب
اللغه والمدارس الادبيه وهموم الكتابه والاسلوب نراها تحت المجهر
وتحتاج لوقفه مبسطه بقدر ما هي متعمقه وناخذ الرواية لنلقي عليها مفاهيمنا
وانطلاقا مما سبق فأن الرواية تأخذ اهتمام الناس بتغذيتها العديد من الدوافع لديهم في وقت واحد , وهى بهذا أكثر تأثيرا على معتقدات الناس ومفاهيمهم ... ونحن نفترض في هذا كله الواقعية في العمل الروائي , بل إن الواقعية أصبحت شرطا أساسيا في عالمنا المعاصر لنجاح العمل الروائي , بعد أن مر علينا زمن كانت الرومانسية هي الفيصل في الأعمال الروائية لكثير من الكتاب العرب أمثال السباعي وإحسان عبد القدوس , والذين كانت تجد كتاباتهم رواجا اكبر من غيرهم , أمثال نجيب محفوظ الذي نجد الواقعية في اغلب أعماله الروائية , الأمر الذي جعله أديبا راسخ القدمين أكثر من الرومانسيين وهذا الرسوخ , هو الذي يجعلنا نقف لنفرق بين الروائي , وبين الأديب الروائي الذي يقدم عملا سطحيا ولكنه مترابط ومنسق ومثير وبسيط ولكنه قد يكون من السطحية بحيث لا يجد المثقفون فيه ما يخدم قضايا المجتمع , بقدر يجدون فيه نقلا لأحاديث وحوادث كما حدثت ... بمعنى أن الروائي قد يكون واقعيا وقد يكون خياليا .. ولكنه لا يكون أديبا طالما ابتعد عن الشمولية أو الرمزية التي تخدم الشمولية .. وبمعنى آخر فان الفرق بين الروائي والأديب هو فرق في الأحاسيس , والتعبير عن هذه الأحاسيس , ها الفرق هو الذي يجعل الأديب إنسانا ملهما ليتحدث عن الناس كل الناس , عند أحاسيسه الشخصية فقط .
اى أن الأديب هو الذي يتمكن في أعماله من خلال الرمزية أو الشمولية أن يخدم الاتجاه الشخصي ليحوله لخدمة الاتجاه الوطني , ومن ثم لخدمة الاتجاه الانسانى بشكل عام ..
ولهذا نقول أن العمل الروائي الناجح والخالد , هو العمل الذي يتسم بالواقعية والشمول معا .. والواقعية هي لمس أوتار الحياة مجردة بدون رتوش , غير الرتوش الجمالية في توزيع الكلمات والأدوار أما الشمول فهو الوضوح لمختلف جوانب الحياة المجتمعية فى المكان والزمان المعينين , بحيث لا يكون القارئ بعيدا عن مكان وزمان الحدث الروائي .. فإذا كانت الأحداث الواقعية للرواية تخص الزمن العباسي مثلا لزم على الروائي الأديب أن ينقل القارئ ببراعة إلى ذلك الزمان بما فيه من صور الحياة وإذا كان الحدث الروائي يتعلق بقضية وطنية معينة لزم أن نعرف ببراعة أديبة متناسقة جوانب هذه القضية في المكان والزمان المعينين بذلك نخدم هدف الشمول الذي يجعل من أحداث التاريخ وحكايات التراث الشعبي , روايات يخلدها التاريخ الادبى . وهكذا تختلف قيمة الروائي عن قيمة الأديب . فقيمة الروائي لا تتعدى حاضره الذي يعيشه .... بينما الأديب يبقى في حياته منهلا للتراث الشعبي وفى مماته مدرسة , وأسلوبا تتعلم منه الأجيال الأخرى فالواقعية المجردة دون الشمول الادبى والمجتمعي , لا تعطى الفرصة لحياة طويلة للعمل الروائي , وما أكثر من سقطوا من الروائيين الذين اعتمدوا أسلوب الحكايات والذكريات وتدوين الوقائع دون النظر إليها نظرة شمولية , وما اقل من صعدوا إلى سماء الخلود الادبى من الذين اعتمدوا الوقائع . في العمل الادبى الشامل للرواية, والذي يجعل من الرواية بما فيها من وصف وتحليل للشخصيات في الرواية وأماكن وأزمنة الحدث الروائي , وما فيها من براعة في استخدام الألفاظ وتطويعها جماليا أن يجعل من الرواية كتابا مفتوحا عن حياة مجتمع اى مجتمع في فترة زمنية معينة . وبين الرواية التاريخية والعصرية والخيالية تنطلق إبداعات الكاتب لخدمة الفكرة التي يحاول توصيلها إلى القراء ...