مدرسة "أبو خالد" :إبراهيم بن صالح العبد اللطيف
أكثر من مرة أتحدث مع الزميل حاتم الرحيلي .. عما أسميه"مدرسة المشتريات" إذ أزعم أن قسم المشتريات .. والذي تحول إلى إدارة المشتريات .. ثم إدارة العقود والمشتريات،عبارة عن"مدرسة"لها نهجها .. في تعامل الزملاء فيما بينهم ... وربما في التعامل كذلك مع المراجعين.. فأنا لم أسمع عن "زميل" يسأل زميلا آخر .. إن كان لديه ما يساعده فيه .. إلا في إدارة المشتريات – بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة – وأزعم أن هذه المدرسة .. أنشأها الأستاذ إبراهيم بن صالح العبد اللطيف"أبو خالد" – رحم الله والديّ ورحمه – كنت أتحدث مع"حاتم"بسبب بعض التغيرات التي حصلت .. إلخ
وفجأة .. عثرت على"وثيقة تاريخية" .. موجهة من"أبي خالد"إلى موظفيه في القسم .. وتاريخها على رأسها،وفي ذيلها.
وفجأة .. زارنا مندوب إحدى المؤسسات .. الأستاذ حازم الغنام .. فترحم على الأستاذ"إبراهيم"وأطرى تعامله .. إلخ.
فكان هذا مثل الإشارة .. أو المحفز للكتابة.
أعتقد أن أول ما لفت نظري في الأستاذ"أبو خالد" هو تعامله مع موظفيه على أنهم"رجال"بغض النظر عن أعمارهم .. ثم لاحظت أنه في بداية تعيين الموظف يعامله بنوع من"الصرامة" ولكن بعد التعرف عليه .. تختفي تلك الصرامة .. كما أنه كان "سباقا" – في محيطنا على الأقل – لتنظيم،وتوزيع"العمل"على الموظفين بشكل "مكتوب" .. وهذا هو الجزء المتعلق بما أسميتها"وثيقة" .. تاريخية .. لقدمها .. مما جاء فيها :
(1 - عمل كشف أسبوعي بنوع المعاملات المحالة بقسم المشتريات لكل شخص وتاريخ إحالتها للقسم والنتيجة التي وصلت إليها مع إيضاح أسباب توقفها إن وجد لتدارس أسبابه (..) لإيجاد الحلول المناسبة أو عرض الموضوع عل فضيلة مدير الشؤون المالية أو مساعده لأخذ التوجيه اللازم عليها على أن يكون تقديم هذا الكشف قبل "نهاية" دوام يوم الأربعاء من كل أسبوع.
2 - الأخ إبراهيم .. يعمل كشوف التفريغ اللازمة للمعاملات (..) وعمل كشوف السلفة المؤقتة والإجابة على ما يحال إليه من ملاحظات ديوان المراقبة ..إلخ
3 - الأخ محمود استلام معاملات الوارد . ومتابعة سجل العقارات والإجابة على ما يحال إليه من ملاحظات ديوان المراقبة ..إلخ
4 - الأخ عليثة .. إحضار التسعيرات من الأسواق بالإضافة إلى بحث ما يحال إليه من معاملات ديوان المراقبة (..) وتوديع المعاملات الصادرة ..إلخ
7 – عدم ترك الأوراق ..إلخ
هذا ما أحببت توجيهه إليكم وآمل أن نسير جميعا بهذا القسم إلى الأفضل خدمة للعمل الذي نشأ من أجله هذا القسم (..) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس قسم العقود
إبراهيم بن صالح العبد اللطيف في 13/2/1408هـ
وهذا التوزيع لا يمنع التعاون .. بل كان الأستاذ"إبراهيم" يكرر عبارة،أو مثلا يقول :
"ربعٍ تعاونوا ما ذلوا" .. وهو ما يعني بلغة العصر"روح الفريق".
من المواقف التي أتذكرها لـ"أبي خالد" – رحم الله والديّ ورحمه – .. حين قدم والد أحد عماله للحج .. "سوى له غدا" كما نقول .. أي "عزمه".. فوشى ذلك بالشعور الإنساني العام،وأمر أكبر من مجرد"عامل"يؤدي عملا .. ويستلم راتبا.
وموقف آخر .. كان ابنه الصغير .. يدرس في "مكة المكرمة" .. وأكثر من مرة يعطي لأحد الزملاء "مبلغا"يحوله لابنه .. ويقول أنه لا يريد ابنه الكبير"خالد"أن يعلم بالأمر كي لا يغضب،معتبرا الأمر من باب الدلال الزائد!!
ونحن هنا .. أمام تقديره لولده الكبير .. ومعاملته معاملة"الرجال"،واحترام رأيه . . وعطفه على الصغير أيضا .. في موازنة"سياسية" .. إن صح التعبير.
نعم. كان الأستاذ إبراهيم بن صالح العبد الله "أبو خالد"مدرسة.
فرحم الله والديّ ورحم عبده إبراهيم بن صالح العبد اللطيف .. وموتانا وموتى المسلمين.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني