ما هي ألقاب التفاعيل
بلغت ألقاب التفاعيل أكثر من ستين لقباً عروضياً , وهذه الألقاب , تصف حالة الزحاف أو العلة لكل تفعيلة من التفاعيل , لأجل أن يعود العروضي إلى أصل التفعيلة , مثال ذلك نأخذ تفعيلة واحدة من هذه التفاعيل ولتكن ( فاعلاتن ) ثم نرى ألقابها وألقاب التغيرات ( الزحافات ) التي أجريت عليها .
فاعلاتن : لقبها سالم ( أي أنها سالمة من الزحاف , وهي تفعيلة أساس لبحر الرمل بعد تكرارها.
فعلاتن : ولقبها مخبون : والخبن معناه (سقوط ثانيه الساكن , أي أن الألف الساكن من ( فا ) سقطت , فصارت ( فع ِ ) بدلاً من ( فا )
فاعلاتُ : ولقبها ( مكفوف ) والمكفوف معناه ( سقوط سابعه الساكن ) أي سقوط النون الساكنه من آخر ( تن ) فصارت ( تُ ) بدلاً من ( تن ).
فعلاتُ : ولقبها ( مشكول ) ومعناها ( سقط ثانيها وسابعها الساكنان . وأصلها ( فاعلاتن , واستعمال هذه التفعيلة قبيح إنشادياً , لكثرة متحركاتها .
فاعلا . : ولقبها ( محذوف ) ومعناها ( سقط من آخرها ( سبب خفيف ) وأصلها ( فاعلاتن ) , ومن الخطأ أن نحسبها ( فاعلن ) ولو كانت فاعلن ( الخماسية ) لكان لقبها ( سالم ) .
إن فائدة ألقاب التفاعيل هو لمعرفة إرجاع التفاعيل إلى أصلها , وعندما يدرسها العروضي , ويعرف زحافاتها أو يعرف البحر التي نسجت عليها , فلا يستوجب حفظ الألقاب , لأنه يعرف أن فاعلاتن تمر بتحولات وفروع فيقدرها ويتعامل معها إنشادياً دون حفظ ألقابها ,
ولولا هذه الألقاب لاختلطت التفاعيل بعضها ببعض, ولا استطعنا تمييز بعض البحور من البحور الأخرى , مثال ذلك :
لو مرت علينا ثلاثة أبيات على الشكل الآتي:
متفعلن / متفعلن / متفعلن
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
فهل هذا المقاطع لبحر الرجز أم لبحر الكامل أم هي لبحر الهزج :
لكن عندما نكتب الألقاب , فإن المنشد يستطيع إرجاعها إلى أصلها هكذا
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
موقوص / موقوص / موقوص ( لبحر الكامل )
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
مقبوض / مقبوض / مقبوض ( لبحر الهزج )
ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ / ب ــ ب ــ
مخبون / مخبون / مخبون ( لبحر الرجز )
ولهذا السبب يستحيل أن تسد الأرقام وحدها لتفسير ظاهرة الإيقاع , كما تشاهده أعلاه , فالأرقام تعطيك وجهاً واحداً وهذا لا يميز إيقاع البحر المراد إنشاده , لأننا نعلم أن لكل بحر إيقاع خاص به يميزه عن إيقاع بحر آخر .