مسافر...
------------------
أسافر بأثقالي بين الوجوه والأقنعة ، يتبعني وجه أمي الحنون وحضنها الدافئ...
وترتسم أمامي في كل مكان يد أبي المعروقة والعرق الساخن المتصبب من جبينه كل مساء ،والهالة الزرقاء حول عينيه ...
كنت كلما زرعت في كف أمي قمحا نبت شوكا ...وكلما قبلت يد أبي اشتعلت شفتاي جمرا ...
وكانت أمي كلما استقبلت القبلة تمدد أمامها وجه الوطن كئيبا وقد رحلت عن عينيه في اتجاه البحرالرموش، تتبعها إلى غير رجعة ألوان الربيع وزقزقة العصافير...
لا ظل من بعدي ياولدي عندما يسافر بي المساء ، تقول لي أمي ...ولا هديل الحمام تسمعه في الحديقة ...
إلا ذكراي سأبقيها من أجلك هناك في غرفتي، فلا تنس فتح باب غرفتي ...
وأمضي بأثقالي بين الوجوه والأقنعة ،ألين تارة فأصير ماء ، وأقسو تارة أخرى فأصير حجرا...
وما بين الحجر والماء أحاول أن أكون حروفا وكلمات ...