الأمير عبد الكريم الخطّابيّ:
جهاد الاستعمار
وبناء المغرب الواحد





كتبها: محمّد نوري
عرّبها: فيصل الملّوحيّ






مقدمة المعرّب:



هما فريقان:


الأوّل يقرأ التاريخ ليعتبر، ويأخذ الدروس لتفيده في حاضره،
والآخر يقرأ التاريخ ليتخدّر، وينام عن حاضره المرّ!
فمع أيّ فريق تشتهون أن تكونوا ؟!
ربّما اخترنا- أنا وآخرون - أن نكون من أتباع الأخير!!
كأحفاد يتفاخرون بأمجاد الأجداد ليناموا مرتاحين من إذلال العباد.



تزامن جهاد محمّد عبد الكريم الخطابيّ للقوى المستعمرة الفرنسيّة والأسبانيّة مع انبعاث حركة النهضة العربيّة التي عمّت كل بقعة من أنحاء العالم العربيّ، والتحم بشتّى ألوان كفاح الشعوب ضد الاستعمار سواء في الجنوب أو في المشرق، وبخاصّة الثورات التي رفضت معاهدات سايكس بيكو ( المبرمة عام ۱۹۱٦ ). وأصبح شعاراً لكل هذه الشعوب في كفاحها لنيل الاستقلال و تقرير مصائرها بأنفسها. ألهبت حركة الأمير عبد الكريم الخطّابيّ الثوريّة حماسة المعمورة بأركانها الأربعة، وشدّت من أزرها فعليّا. لقد صار الأمير الخطّابيّ في القرن العشرين رمز كلّ حركة ثوريّة متعطّشة للحريّة والاستقلال، منشئ مشروع الحرب الحديثة ضدّ الاستعمار تنطلق على مثاله حروب الاستقلال. كان المغرب كدول كثيرة أخرى في العالم فريسة ضوارٍ مستعمرة طمعت بثرواته المدفونة (الفوسفات والتوتياء والرصاص والحديد والكوبالت والنحاس وكبريتات الباريوم والفحم والفضّة..) وطمعت بالتحكّم بسواحله. لقد صار المغرب محميّة لطرفين فرنسيّ وأسبانيّ (عام ۱۹۱۲)، ولا ننس خضوعه لوصاية مزمنة تولّدت أولى مظاهرها في القرن الخامس عشر. دفع هذا الوضع الشاذّ الأمير عبد الكريم للانتفاضة والنضال تارة ضدّ الأسبان في الشمال وثانية ضدّ الفرنسيس في الجنوب وأخرى ضدّ التحالف الفرنسيّ الأسبانيّ الذي كانت القوى الغربيّة وأبرزها بريطانيّة العظمى تؤازره. في الحادي والعشرين من تمّوز (عا م ۱۹۲۱) تمكّن الأمير عبد القادر في معركة الأتوال الأسطورية من إلحاق هزيمة شنيعة بالجيش الأسبانيّ الذي كان قد أُعدّ إعدادا متميّزا: كان تعداده مئة ألف عسكري واجههم ثلاثة آلاف ريفيّ، لكنّ المعركة اختتمت بكارثة مريعة للمعسكر الأسبانيّ، وكانت الحصيلة: أن تمكّن مجاهدو الريف من قتل ۱٦۰۰۰ جنديّ و إصابة آلاف الجرحى وأسر مئات منهم واغتنام ۲۰۰۰۰ بندقيّة و٤۰۰ رشاش و۲۰۰ مدفع، وفقدت أسبانية الأرض التي حصلت عليها خلال سنين من الحرب، وتبعت الهزيمة انتحار (إُعدام ) الفريق الأسبانيّ فرناندز سيلفيستر، وسقوط حكومة مدريد. كانت هذه المذبحة كارثة مريعة في تعبير عصبة الأمم، وتسببت هذه المعركة في الريف ًبصعود فرانكو إلى السلطة ( في شباط ۱۹۲٦وهو لا يتجاوز الرابعة والثلاثين، لقد أصبح أصغر فريق في أوربة ). أظهرت معركة الأتوال تحوّلاً تاريخيّا مبيناً لصالح الكفاح ضدّ الاستعمار: فقد كانت هذه المرّة الأولى التي يتعرّض فيها جيش استعماريّ لمثل هذا الامتحان المأساويّ الصاعق، قال عنها مؤرّخ: تُعدّ تلك المعركة أفظع كارثة تحلّ بمسيرة المشروعات الاستعماريّة في أفريقيّة. ۲ ما أسرع ما تخطّى هذا الانتصار حدود الريف فعمّ المغرب بأكمله ليعتزّ كلّ مغربيّ بريفيّته، ويذيعّ هذا الصيت الخطّابي في المغرب العربيّ الكبير فالعالم العربيّ بل يتجاوزه، لقد وصل إلى الهند الصينيّة حيث جعل هو شي مين من عبد الكريم الخطّابيّ أخاً في السلاح، وعدّه مؤسّس الحرب الشعبيّة المعاصرة. في عالم تسوده العصبيّات العنصريّة والعرقيّة كان نصر الأنوال رمزاً فجّرآثاراً نفسيّة سياسيّة متميّزة في الشعوب التي عاشت تحت الاحتلال وحكم الاستعمار. لقد مثّل النصر المظفّر في الأنوال انتقاماً للشعوب( الملوّنة) من المستعمرين الذين يستغلونّها لمصلحة أمّة ( بيضاء )، وإذلالاً للغرب المتغطرس. لم يكن نصر مجاهدي الريف سبباً في القضاء على أسطورة الجيوش الغربيّة التي لا تقهر فحسب،بل زاد على هذا بافتتاح( تقنية )حربيّة قادت إلى النصر كلّ حروب التحرير في بلدان العالم الثالث الرازحة تحت الاحتلال الاستعماريّ، سُمّيتحرب العصابات. ويحضرني في هذا الموضوع ما صرّح به ماو تسي يونغ عام ۱۹٧۱ وهو يستقبل وفد( فتح ): جئتم إليّ لأحدّثكم عن حرب التحرير الشعبيّة وفي تاريخكم الحديث عبد الكريم الذي كان من أبرز المصادر التي تعلّمت منها( دروس)حرب التحرير الشعبيّة. لماذا قطعتم كلّ هذه الطريق وعندكم ( المعلّم - الشيخ) عبد الكريم؟!٣ بقيادته تمكّن الأمير الخطّابيّ من توحيد قبائل الريف وتعبئتها للنضال من أجل الاستقلال، فهزم جيشاً مستعمراً، وأقام ( حمهوريّة الريف ) على أحدث مؤسّسات الدولة في عهده. في ذلك الوقت شكّلت هذه الجمهوريّة الفتيّة الأولى في العالم العربيّ تهديداً لا يحتمل لأطراف النزاع: - ( المخزن ) والسلطان مولاي يوسُف من جانب،كان عبد الكريم ينتقد قصوره وتقاعسه عن الإعداد للتحرير الوطنيّ.المشكلة أن السلطان كان يتربّع بهدوء على كرسيّ عرشه حين كان الفرنسيّون والأسبان يقودون حرباً لا هوادة فيها على الريف، فرأى في الأمير عبد الكريم تهديداً لسلطانه الملكيّ. - و الفرنسيس من جانب آخر، لقد كانوا يعدّونه تهديداً كبيرا حين كانوا يرَوْن مجاهدي الريف يفجّرون المغرب كلّه، وحرب الريف تمتدّ إلى الجزائر في الجوار، والشعب الجزائري صار يعدّ-بلا شكّ- كل نصر للأمير عبد الكريم نصراً له وكل هزيمة يُمنى بها هزيمة له. زد على هذا أنه بعد هزيمة الخطابيّ في عام ۱۹۲٦تكوّنت ( نجمة شماليّ أفريقيّة )، وقامت بتنظيم برنامج جمّعت به كلّ عمّال المغرب العربيّ الكبير ليناضلوا متآزرين لتحرير المستعمرات المغاربية الثلاث، مستلهمة فكر عبد الكريم المقاوم للاستعمار وبرنامجه القتاليّ وشعاراته التي وحّدت فيما بينهم. لم يهدأعبد الكريم وهو يناضل ضدّالقوّات الفرنسيّة وينكّل بها من كلّ جانب. لقد بلغت خسائر الفرنسيس في العشرين من تمّوز عام ۱۹۲٥حواليْ ٦۰۰۰ رجل. فأجبرت هذه الهزيمة الفريق أوبير ليوتي إلى التنحّي عن القيادة، وأن يأخذ مكانه المشير فيليب بيتان المؤيّد للحرب العدوانيّة التي لا تعرف الرحمة. كانت النتيجة أن تحالف الفرنسيس والأسبان فشكّلوا جيشاًمن نصف مليون رجل. لقد صمّمّ العالم الغربيّ على قتال مجاهدي الريف. حتى الولايات المتحدة فقد شاركت ّبقوّة وقدّمت لتلك الحرب ( فرق موتها). لجأ الرجل الأبيض ممثّلاً بالأمبراطوريّات الاستعماريّة الغربيّة إلى حرب الريف وقتال شعبه قتال الوحوش بغية بسط جبروته. في آب عام ۱۹۲٥ نشر رئيس أركان جيش الولايات المتحدة شارل وولوغبي ( ۱۹٧۲– ۱٨۹۲ ) بحثاً قال فيه»: انقضّت مجموعة من رجال سود وملوّنين على رجال بيض في ميادين امتدت ( من إبرس إلى بغداد)، وتدرّبوا بهم على القتل. قامت الأمبراطوريّات الاستعماريّة زماناً طويلاً على فكرة تقول إن الرجل الأبيض نصف الإله لا يُقهر. وليس من المستحسن أن تُزول هذه الأسطورة، وأن تُمسّ قاعدة الصنم الذي أُقيم عليه نصف الإله منذ عدة قرون. [...]وإذا أردنا أن نخضع القبائل المتمرّدة فليس لنا إلا حرب ضروس تُوجّه إلى قلب بلدهم في حملات عقابيّة تحرق قراهم وتُدمّر خزائن قمحهم وتُفني مواشيَهم «.٥ اقترح وولوغبي للوصول إلى ذلك استعمال الدبّابات والعربات المدرّعة وقاذفات اللهب والغاز. و أنشأ الأسبان بمساعدة الجيش الألمانيّ والصناعة مصانع لإنتاج الغاز في أسبانيّة والمغرب.٦ وغطّت آلاف الأطنان من غازالخردل القرى المغربيّة،هذا ما أعدّته الحروب الاستعماريّة للقضاء على الثورة القادمة. عندها تقرّر أن يحاصر الريف حصارا قاتلا كما تحاصر غزّة اليوم، وأن يُقصف قصفا غزيرا (بـ ٣۰۰۰ طنّ يوميّا )، وهكذا كان أهل الريف المدنيّون أوّل ضحايا الاستعمال غير المألوف لغاز الخردل في التاريخ المعاصر( لا يهود المحرقة ) وهي حادثة يُغفل التاريخ ذكرها: لا ننس أن ۱٥۰۰۰۰ضحيّة وقعت آنذاك في الريف. ماكان العساكر الأمبرياليون يُميّزون بين عسكريّ و مدني تطبيقاً للمنطق الاستعماريّ في مسؤوليّة العدوّ الجماعيّة. كان أهل الريف جميعا مسؤولين عن هزائم الجيوش الاستعمارية، فاقتضى هذا أن يعاقبوا عليها بلا استثناء. كان هذا مناقضاً لحسّ الأمير عبد الكريم الخطّابيّ الإنسانيّ و شهامته الذي أكّد وجوب التفريق بين القوّات الاستعماريّة التي تقاتل بلا هوادة، والشعب الأسبانيّ الذي كان يرجو أن يقيم معه صلات طيّبة: »لا يقاتل الريف الأسبان و لا يشعر بكراهية الشعب الأسبانيّ. إنّما يقاتل الريف هؤلاء الغزاة الأمبرياليّين الذين يريدون سلبه حرّيته مضحين بقيم الشعب الأسبانيّ النبيل وقدراته. (…)نحن – أهل الريف – نقاتل الجيش الأسبانيّ الذي يريد سلب حقوقه، لكنّنا نُبقي أبوابنا مفتوحة لاستقبال الأسبانيّ الذي لا يحمل السلاح صنائعيّاً وتاجراً وصناعيّاً ومزارعا وعاملا.. «٧ وكان استسلام الأمير عبد الكريم أمراً محتوما ًفي السابع والعشرين من أيار عام ۱۹۲٦ بعد الدعم الجويّ الأمريكيّ واستخدام أسلحة الدمار الشامل(على عكس ما جرى في العراق)، لكن الريف لم يستسلم إلا بعد اثني عشر عاما ( ۱۹٣٤ ). كان الأمير عبد الكريم أسير حرب، فأُبعد إلى جزيرة (ريونيون سابقاًÎle Bourbon البوربون )، وبقي فيها إلى أيار من عام ۱۹٤٧ حين تمكن من الفرار من السفينة التي كانت تنقله إلى فرنسة، وتمكّن من اللجوء إلى مصر، وأقام في القاهرة. فدبّت الحماسة في قلوب القوميّين العرب إثر هذا النجاح الذي أرعب المعسكر الفرنسيّ الأسبانيّ، كما أن ( المخزن )أصابه الرعب الشديد لا لشيء سوى أنّ المجاهد عبد الكريم الخطّابيّ قد يعود إلى المغرب. وكانت القاهرة منطلق كفاحه لتحرير المغرب العربيّ الكبير كلّه من الاستعمار لا للمغرب وحده، وواتته الفرصة أن ينفّذ بعدها مخططاته لاستئصال الاستعمار من جذوره. فأنشأ بالتعاون مع الطلبة المغاربيين قوّات مغاوير الشمال الأفريقيّ بغية تكوين القدرات العسكريّة التي تتمكّن من إحداث انتفاضة في بلاد المغرب العربيّ الكبير الثلاثة بعامّة. ولم يكتف الأمير عبد الكريم بالأعمال العسكريّة بل شفعه بالعمل على تكوين اتحاد بين الحركات الوطنيّة المختلفة في المغرب العربيّ الكبير للتنسيق بين بلادها الثلاثة في كفاحها ضدّ الاستعمار. في ظلّ هذه الأحوال أنشأ في التاسع من كانون الأول عام ۱۹٤٧» جبهة تحرير المغرب العربي الكبير» التي أكّدت أنّ انتماءها عربيّ إسلاميّ، وأن هدفها جلاء قوّات الاحتلال عن البلاد والحصول على ( الاستقلال ) التام غير المنقوص، والسيادة الكاملة على ترابها الوطنيّ. نقرأهذه الفكرة في بيان الخامس من كانون الثاني عام ۱۹٤٨ الذي جاء فيه: »نحن ننشئها ( الجبهة ) بهدف اجتماع كل الأطراف المطالبة بالاستقلال في المغرب والجزائر وتونس لتأسيس كيان واحد يكافح لتحرير بلادنا من حكم الاستعمار, عندما كانت الشعوب تعمل لتأمين مستقبلها كانت دول المغرب العربيّ الكبير تبحث بعناية عن وسائل تستردّ بها استقلالها الذي حُرمت منه وحريّتها التي فقدتها. فكان واجب كل من يمثّلون المغرب العربيّ الكبير أن يكونوا يداً واحدة ويتآلفوا ويتآزروا كذلك. وليس لنا سوى هذه الوسيلة لبلوغ أهدافنا وما نصبوإليه. لقد دخلت قضيّتنا اليوم مرحلة حاسمة: نحن نواجه الآن المغتصبين متوحّدين: ۲٥ مليون إنسان يعملون في برنامجيسير بجهودهم إلى هدف واحد: الاستقلال التامّ لكلّ دول المغرب العربيّ الكبير. لن يجد المحتلّ المستعمر اليوم الفرصة للتصدّي لما عزمنا عليه، لن يتمكّن من زرع الفرقة فيما بيننا، واستغلال تعدّد الأحزاب واختلاف مشاربها بغية استعبادنا وترسيخ مواقعه في بلادنا. لنا – في بلداننا الثلاثة- قضيّة واحدة، القضيّة نفسها لكل واحد منها. نحن نواجه الاستعمار متحدين في اتحاد لا يتزعزع، ولن نقبل أيّ حلّ لا يبلغ بنا الاستقلال التامّ وسيادتنا التامة « بل تابع الأميرعبد الكريم – حتى بعد استقلال المغرب عام ۱۹٥٦- منهجه الصارم، وأصرّعلى أفكاره نفسها القائمة على التضامن المغاربيّ الكبير. وبنى على هذا تصريحه في الخامس من أيّار من عام ۱۹٥٦، لقد رفض فيه أن تعُالج مسألة تخليص البلدان المغاربيّة الثلاثة من الاستعمار علاجا منفصلا لكل دولة منها منعزلة عن الأخرى: » نحن لا نقبل الحلّ الوسط سواء في الجزائر أم في المغرب أم في تونس. ما نريده الاستقلال الشامل. « كان الأمير عبد الكريم نصيراً للثورة الجزائريّة متضامنا معها على الدوام لأنّها كانت التمهيد للثورة المغاربيّة التي تُفضي إلى وحدة البلدان الثلاثة. عندما تحوّلت حرب الجزائر إلى مذبحة صرّح في نَيسان من عام ۱۹٥٨ قائلاً: » لن أُعتّب أرض المغرب قبل خروج آخر عسكريّ من المغرب«.ونَدَّدَ بشدّة بخيانة الموافقين على اتّفاقيّات إيفيان. ولم يتزحزح قيد أنملة عن المطالبة بتحرير أفريقيّة الشماليّة.٨ نعم!ربما كان همّه الأوّل تحرير المغرب العربيّ الكبير كلّه من كل احتلال عسكريّ غريب وإنشاء » الاتّحاد المغاربيّ «، لكن معركته أخذت طابعاً دوليّاً، فقد دعا الأمير عبد الكريم – بطلب من هوشي مين – إلى تمرّد الفرق المغربيّة العاملة في الهند الصينية تحت الراية الفرنسيّة متوجّها بندائه إلى أبناء جلدته» انحازوا إلى من يدافعون عن الحرية، وواجهوا الموت للحصول علىل الاستقلال والتخّلص من الظالمين الذي يستعمرونكم. ألم تر إلى شي غيفارا وفيدل كاسترو في كوبا واحترامهما لعبقريّة البطل الريفي في التخطيط للقتال واتباعهما ما فعله عبد الكريم الخطابيّ في حرب العصابات التي قاما بها ضدّ ألبيرتو بايو ( وهو فريق أسبانيّ ذو الأصل الكوبيّ، كان من قدامى المحاربين في الريف، ثمّ قاتل مع الجمهوريّين في أثناء الحرب الأسبانيّة). أولئك هم الرجال أنفسهم الذين درّبهم الفريق الجمهوريّ الذي نزل كوبا وأنشأ عصابات كاسترو المتمرّدة في سييرا مايسترة عام، ۱۹٥٨ انظر إلى ما قاله فيدل كاسترو إنياسيو رامونيه: تعلّمنا من بايو أن نقوم بحرب عصابات تكسر الدفاع الأسبانيّ على طريقة عبد الكريم المغربيّة ( مدير إنشاء صحيفة العالم الكياسيّة – الدبلوماسيّة – في سيان هوراس كزن فيدل ).۱۰ أما بيت المقدس و ماحوله ( فلسطين ) فقد خصّه محمّد بن عبد الكريم الخطّابيّ منذ أعلن التزامه بتحريره في ۲۹ تشرين الثاني من عام۱۹٤۹بجيش من ألف مقاتل عربيّ ومغاربيّ للنضال بجانب إخوانهم في بيت المقدس. وما أسرع ما وصل المتطوّعون المسلّحون من دول الجامعة! انظر إلى أولئك القادة المقدسيّين مثل ياسر عرفات وأبي جهاد الذين تعلموا فنون القتال الشعبيّ من بطل الأنوال الأسطوريّ لحركة المقاومة التي انطلقت في كانون الثاني ۱۹٦٥. كان المقدسيّون ( الفلسطينيّون ) يوزّعون منشورات تتحدّث عن مختلف فنون قتال العصابات التي أولاها عبد الكريم الخطّابيّ عنايته. ماكان محمّد بن عبدالكريم الخطابي ّيقبل بفكر مستورد من شرق أوغرب، ولا يتقبّلالحركات الوطنيّة العربيّة التي تشوبها الوصوليّة والنفعيّة ويسودها الفساد. كان ينكر تلك التناقضات السافرة بين أقوالهم وأعمالهم. فنأى بنفسه عنهم. صار الخصم العنيد لعلال الفاسيّ الذي استحوذ حزبه – الاستقلال-على كل المناصب المؤثّرة للشباب المغربيّ، واستولى على السلطة التنفيذيّة.و لم يتخلّ عبد الكريم الخطّابيّ عن عدائه للملكيّة المغربيّة حتى وفاته. لن ينسى المغاربة وكلّ عشاق الحريّة والعدل عبد الكريم الخطّابي المقاتل الفذّ في المعركة، الشامخ برأسه بعزّة في الهزيمة، وسوف يبقى رمز مقاومة الظلمّ. وإليه يرجع الفضل في شيء اسمه الوطنيّة المغربيّة بل قل: المغاربيّة. عندما انتقل وهو بعيد عن وطنه إلى رحمته تعالى - إن شاء الله – في السادس من شباط ۱۹٦٣عن عمر ثمانين عاماً كرّمه جمال عبد الناصر بخروجه في جنازة تليق برئيس دولة. لقد زلزل موته – كما فعلت حياته – كيان قوى الماضي المتخلّف، و اهتزّ به السلطان الملكيّ الذي عتّم على كل ما قدّمه. فإذا أرادت الشعوب العربيّة اليوم أن تؤسّس لثوراتها بصدقّ فعليها أن تأخذ الدروس والعبر من هذه الشخصيّة التاريخية الفذّة، فتصنع لنفسها شأنا تبنيه على كيانها الذاتيّ الخاصّ، فلعلنا نرى قريباًّ الأمّة العربيّة العظمى بمزاياها الخاصّة، والكيان الخاصّ بالاتحاد المغاربيّ.
۱ –
http://www.alterinfo.net/L-epopee-de...bi_a20679.html
۲ – جي لادريت دو لاشيريير، في »المنطقة الأسبانيّة والحرب الأهليّة « السياسة الخارجيّة ، شباط عام ۱۹٣٧ ص ٣٣
).
٣ –
[1] http://moqawama.canalblog.com/archiv.../10456712.html
٤ –
http://www.legrandsoir.info/il-y-a-5...maghrebin.html
٥ – أمريكان فيحرب الريف/وليامدين
٦ – المرجع نفسه
٧ –رسالة عبد الكريم إلى لويس دي أوتيزا، مدير لا ليبرتاد ( الحريّة )عام ۱۹۲۲
٨ – حرب الريف / فنسنت كورسيل - لاروس نيقولا كارميه
۹ – المرجع نفسه
۱۰ –
http://www.maghress.com/fr/liberation/885
avant propos
Le traducteur
Les hommes sont deux partis:
- L'un lit l'histoire pour profiter de ses leçons dans l'époque actuelle.
- Et l'autre lit l'histoire et l'utilise comme une drogue pour oublier sa vie amère!
- Alors, de quelle partie vous voulez être?
- Moi, J'ai choisi et avec des autres à être des disciples du dernier!
- Comme des petits enfants se vantent les gloires grands-parents pour dormir à l'aise loin de l'humiliation de gens.
Le traducteur



L‘Emir Abdelkrim Al-Khattabi : la lutte contre l’impérialisme et la construction de l’union maghrébine.
La lutte de Muhammad Ben Abdelkrim Al-Khattabi contre les forces impérialistes franco-espagnoles a eu lieu au moment même où règne partout dans le monde arabe une effervescence de la renaissance arabe (An-Nahada). Elle s’inscrit dans le cadre des luttes anticoloniales menées par les peuples colonisés du sud et d’Orient, et plus particulièrement les révoltes arabes contre les accords de Sykes-Picot (en 1916). Elle est le symbole des luttes pour l’indépendance et l’autodétermination des peuples à disposer d’eux-mêmes. L’action révolutionnaire de l’Emir Abdelkrim Al-Khattabi suscita l’enthousiasme et un soutien authentiques aux quatre coins du monde : l’Emir Al-Khattabi devint une icône pour toute une génération de révolutionnaires assoiffés de liberté et d’indépendance. Il ne fut pas uniquement cet habile stratège rifain qui combattit l’impérialisme occidental à partir de la région du Rif, mais il fut l’unificateur des luttes menées au nom d’un Maghreb uni et indépendant. Il est le fondateur de la guerre moderne anticoloniale du XXe siècle, son combat servira de modèle à toutes les guerres d’indépendances futures. Le Maroc, comme bien d’autres pays dans le monde, fut la proie des prédateurs impérialistes qui lorgnaient sur ses ressources minières (phosphate, zinc, plomb, fer, cobalt, cuivre, barytine, charbon , argent…) et convoitaient son littoral. Il sera soumis à un double protectorat français et espagnol en 1912 parachevant ainsi la mise sous tutelle du Maroc dont les prémices remontent au XVe siècle. C’est contre cette anomalie que l’Emir Abdelkrim va s’insurger et combattre tour à tour les espagnols au nord, les français au sud et une coalition franco-espagnole appuyée et soutenue par les puissances occidentales notamment la Grande Bretagne. Le 21 juillet 1921, l’Emir Abdelkrim inflige une défaite monumentale à l’armée espagnole suréquipée lors de la mythique bataille d’Anoual. 3000 rifains font face à plus de 100 000 hommes ; la bataille se solde par une véritable débâcle dans le camp espagnol : 16 000 soldats tués, des milliers de blessés et des centaines de prisonniers, 20 000 fusils, 400 mitrailleuses, 200 canons passeront entre les mains des moudjahidines du Rif[1]. L’Espagne vient de perdre le terrain qu’elle avait gagné par des années de guerre. Le général espagnol Fernandez Sylvester se donnera la mort à la suite de la déroute; à Madrid le gouvernement tombe. L’hécatombe est telle que la Société des Nations parle du « cataclysme marocain ». C’est aussi cette guerre du Rif qui provoquera l’ascension de Franco au pouvoir (en février 1926, alors qu’il n’a que 34 ans, il sera le plus jeune général d'Europe). La bataille d’Anoual marque un tournant historique décisif dans les luttes anticoloniales : c’est la première fois qu’une armée impérialiste est mise en échec de façon aussi foudroyante. Un historien déclarera : « c’est l’un des plus effroyables désastres enregistrés au cours des entreprises coloniales européennes. Très vite cette victoire dépasse les limites du Rif pour se propager à l’ensemble du Maroc où chaque marocain se sentit rifain. L’aura de l’Emir Abdelkrim s’étendra à l’ensemble du Maghreb et du monde arabe et plus largement encore jusqu’en Indochine où Ho Chi Minh reconnut en Abdelkrim Al-Khattabi son frère d’armes : il le voyait comme « le précurseur de la guerre populaire moderne. » en Afrique. ».[2] Dans un monde marqué par les préjugés racistes et ethnocentristes, la victoire d’Anoual était tout un symbole : elle eut des répercutions psychologiques et politiques immenses chez les peuples qui vivaient sous la domination et le joug colonial. La victoire d’Anoual représentait une victoire triomphale des peuples de « couleurs » exploités par les impérialistes sur une nation « blanche » ; c’était une revanche des pays colonisés et une humiliation de l’Occident arrogant. La victoire des moudjahidines rifains venait non seulement de mettre fin au mythe de l’invincibilité des armées occidentales mais elle inaugurait une technique de guerre qui allait faire le succès de toutes les guerres de libération du Tiers-Monde sous occupation coloniale : la guerre de guérilla. A ce propos, en 1971, recevant une délégation du Fatah, Mao Tsé-toung leur déclara : « Vous êtes venus pour que je vous parle de la guerre populaire de libération alors que, dans votre histoire récente, il y a Abdelkrim, qui est une des principales sources desquelles j’ai appris ce qu’est la guerre populaire de libération. Pourquoi donc avez-vous fait tout ce chemin alors que vous avez le Maitre : Abdelkrim ? »[3] L’Emir Al-Khattabi réussit à unir et à mobiliser toutes les tribus du Rif sous son commandement et sous le mot d’ordre de la lutte pour l’indépendance. Il vainquit une armée impérialiste et proclama la création de la « République du Rif » qu’il dotera des institutions étatiques les plus modernes de son temps. Cette jeune république, la première dans le monde arabe, représentera alors une menace insupportable pour tous les belligérants : - d’une part pour le Makhzen et le sultan Moulay Youssef à qui Abdelkrim reprochait sa passivité, son manque de combattivité pour la libération nationale. En effet le sultan restera sagement sur son trône pendant que les français et les espagnols mèneront une guerre impitoyable au Rif. Le sultan percevait l’Emir Abdelkrim comme une menace pour son pouvoir royal. - d’autre part cela représentait pour les français un danger colossal : en effet le risque encouru était de voir les moudjahidines rifains embraser tout le Maroc et la guerre du Rif s’étendre à l’Algérie voisine. Il est vrai que chacune des victoires de l’Emir Abdelkrim sera accueillie par le peuple algérien comme étant la sienne et sa défaite finale aussi. De plus c’est après la reddition d’Al-Khattabi en 1926 que naîtra, à Paris, l’Etoile Nord-Africaine qui va organiser les travailleurs d'origine maghrébine dans un cadre de lutte commun avec comme programme : la libération de l'ensemble des trois colonies du Maghreb. L'idéologie et le programme de cette Etoile Nord-Africaine s'inspire du combat anticoloniale d'Abdelkrim et de ses mots d'ordre unificateur.[4] Abdelkrim poursuit son combat tous azimuts contre les troupes françaises qu’il harcèle de toutes parts : au 20 juillet 1925, les pertes françaises s’élève à près de 6 000 hommes. Face à cette déroute, le général Hubert Lyautey sera contraint de démissionner. Le maréchal Philippe Pétain, partisan d’une guerre agressive et sans merci, prendra le relais. Une coalition franco-espagnole se mettra alors en place mobilisant une armée d’un demi-million d’hommes. De partout dans le monde occidental, on veut s’engager pour croiser le fer avec les moudjahidines du Rif. Les Etats-Unis participeront activement à la guerre du Rif avec leurs escadrons de la mort. La guerre du Rif était devenue le moyen de préserver la suprématie de l’homme blanc et les Empires coloniaux occidentaux en luttant brutalement contre la population rifaine. Charles Willoughby, (1892-1972) major général de l’armée des États-Unis, publia un article en août 1925 où il écrit : « Une foule d’hommes noirs et de couleurs avait été précipitée contre des hommes blancs, d’Ypres jusqu’à Bagdad, théâtres d’opérations sur lesquels ils avaient appris à les tuer. Les races assujetties avaient découvert une étrange vérité : les suzerains blancs, ces insondables maîtres de leurs destinées, s’étaient opposés les uns aux autres. Les demi-dieux avaient chu de leurs piédestaux séculaires et avaient été réduits à des fragments d’argile. […] Il y a peu de temps encore, les Empires coloniaux étaient fondés sur une légende, la légende de l’invincible homme blanc. Il n’est pas bon de détruire ce mythe, de toucher au piédestal sur lequel reposait le demi-dieu depuis tant de siècles.[…] Seule une guerre agressive, conduite jusqu’au cœur de leur pays par des expéditions punitives incendiant les villages, détruisant les réserves de blé et dispersant les troupeaux, pourrait accomplir la subordination des tribus rebelles. » [5] Pour se faire, Willoughby suggéra l’utilisation de chars, de voitures blindées, de lance-flammes et de gaz. Les Espagnols, aidés par l’armée allemande et l’industrie, construisirent des usines pour la fabrication de gaz en Espagne et au Maroc.[6] Des milliers de tonnes de gaz moutarde furent ainsi répandus sur des villages marocains ce qui préfigurera les guerres coloniales contre-révolutionnaire à venir. Le Rif, comme aujourd’hui Gaza, sera soumis à un blocus meurtrier, la population sera pilonnée par un intense bombardement (3 000 tonnes par jour), l‘utilisation inhabituel du gaz moutarde fera des civils rifains les premières victimes gazés de l’histoire contemporaine (mais ce ne sont pas des juifs de l’holocauste - l’histoire n’en parle pas) : 150 000 est le nombre de victimes rifaines. Les armées impérialistes, suivant la logique coloniale de responsabilité collective, ne distinguèrent pas les objectifs militaires des objectifs civils. Les Rifains étaient collectivement responsables des revers des armées coloniales et devaient, de fait, être « punies » en conséquence. Cela contraste avec l’esprit humaniste et chevaleresque de l’Emir Abdlekrim Al-Khattabi qui affirmait la distinction qu’il faisait entre les troupes coloniales espagnoles qu’il combattait sans relâche, et le peuple espagnols avec qui il espérait établir des relations amicales : « Le Rif ne combat pas les Espagnols et ne ressent pas de haine envers le peuple espagnol. Le Rif combat cet impérialisme envahisseur qui veut lui ôter sa liberté à force de sacrifices moraux et matériels du noble peuple espagnol. (…) les Rifains luttent contre l’Espagnol armé qui prétend lui enlever ses droits, et cependant garde ses portes ouvertes pour recevoir l’Espagnol sans armes en tant que technicien, commerçant, industriel, agriculteur, et ouvrier »[7] La coalition disposant d’un appui aérien américain et d’armes de destruction massive (contrairement à l’Irak) provoquera la capitulation de l’Emir Abdelkrim le 27 mai 1926, mais la pacification complète du Rif ne s’achèvera que 12 ans plus tard en 1934. Abdelkrim désormais prisonnier de guerre sera exilé sur l’île de la Réunion où il y demeurera jusqu’en mai 1947. Il réussira à prendre la fuite du navire qui l’emmenait en France pour trouver asile en Egypte et s’installe au Caire. Cette évasion suscitera l’enthousiasme des nationalistes arabes et l’effroi dans le camp franco-espagnol ainsi que pour le Makhzen qui est pris d’une sainte terreur rien qu’à l’idée de voir revenir au Maroc le moudjahid Abdelkrim Al-Khattabi. A partir du Caire, il continue son combat pour l’indépendance non seulement du Maroc mais de tout le Maghreb. Il en profitera pour diffuser ses thèses radicales anticoloniales. Il fonde, avec l’aide d’étudiants maghrébins, les commandos nord-africains qui avaient pour but de former des cadres militaires dans la perspective d’une insurrection généralisée des 3 pays du Maghreb. A côté de cet activisme militariste, l’Emir Abdelkrim cherchait à fédérer les différents mouvements nationalistes maghrébins en vue de coordonner la lutte anticolonialiste dans les 3 pays. C’est dans ces conditions qu’il créa, le 9 décembre 1947, le « Comité de Libération du Maghreb Arabe » qui affirmait clairement son identité arabo-islamique et se donnait pour objectif : l’évacuation des pays par les troupes d’occupations et la réalisation de leur indépendance totale et leur souveraineté nationale complète. Dans le Manifeste d’Abdelkrim du 5 janvier 1948, on peut lire : « Nous le faisons en vue de réaliser la coalition entre tous les partis du Maroc, de l’Algérie et de la Tunisie qui réclament l’indépendance et la constitution d’un seul front afin de poursuivre la lutte pour libérer nos pays du joug colonialiste. Au moment où les peuples travaillent pour assurer leur avenir, les pays du Maghreb arabe étudient attentivement les moyens de recouvrer l’indépendance dont ils ont été spoliés et leur liberté perdue. Il est donc du devoir de tous les dirigeants maghrébins de s’unir. Tous les partis de l’indépendance doivent également se coaliser et s’aider. Seule cette méthode nous permettra d’atteindre la réalisation de nos buts et de nos aspirations. Désormais, notre cause entre dans une phase décisive. Nous affronterons dorénavant les usurpateurs comme un seul bloc, se composant de 25 millions d’hommes rassemblés autour d’un programme et déployant leurs efforts vers un objectif unique : l’indépendance complète pour l’ensemble des pays du Maghreb arabe . Désormais, l’occupant colonialiste ne trouvera plus l’opportunité de contrecarrer notre résolution. Il ne sèmera plus de discorde entre nous, en exploitant la multiplicité des partis et les divergences d’opinion pour nous asservir et consolider ses positions dans nos pays. Nous considérons que, dans nos trois pays, notre cause est une seule et même cause. Nous affronterons le colonialisme, solidement unis. Nous n’accepterons aucune solution ne réalisant pas notre indépendance complète et notre souveraineté totale. » Même après la libération du Maroc en 1956, l’Emir Abdelkrim professait de la manière la plus radicale toujours les mêmes idées de solidarité intermaghrébine. Ainsi, le 4 mai 1956, il affirma son refus de voir la question de la décolonisation des 3 pays du Maghreb être traitée séparément : « Nous n’acceptons pas de solution de compromis en Algérie, au Maroc ou en Tunisie. Nous voulons l’indépendance totale ». L’Emir Abdelkrim était partisan d’une solidarité active avec la révolution algérienne qui devait être pour lui le prélude à une révolution maghrébine permettant d’unifier les trois pays. Lorsque la guerre d’Algérie tourne au carnage, il déclare en avril 1958 qu’il « ne mettra pas le pied sur le sol marocain avant le départ du dernier soldat français du Maghreb » ; il dénonça avec violence la « trahison » des accords d’Evian et continue à considérer l’émancipation de l’Afrique du Nord comme un bloc non négociable.[8] Même si sa préoccupation première est la libération du Maghreb tout entier de toute occupation militaire étrangère et la création d’un Maghreb sous la forme d’une « Union fédérale », son combat avait une portée internationale : à la demande de Ho Chi Minh, L’Emir Abdelkrim lance un appel à la désobéissance des troupes marocaines engagées en Indochine sous le drapeau français. « Choisissez le camp de ceux qui défendent la liberté et affrontent la mort pour l’indépendance dans le but de se libérer de ce que vous endurez vous-même de la part du colonialisme », ordonne l’Emir à ses compatriotes.[9] A Cuba Che Guevara, tenant en respect le génie tactique du héros rifain, avait été initié, avec Fidel et Raul Castro, aux actions de guérilla d’Abdelkrim Al-Khattabi par un certain Alberto Bayo (un général espagnol d’origine cubaine, vétéran de la guerre du Rif, qui a combattu ensuite du côté républicain lors de la guerre d’Espagne). Ce sont ces mêmes hommes entraînés par le général républicain qui débarqueront à Cuba pour constituer le premier maquis castriste dans la Sierra Maestra en 1958 : “Bayo nous enseignait comment mettre en place une guérilla pour briser une défense à la manière des Marocains d’Abdelkrim face aux Espagnols”, a raconté Fidel Castro à Ignacio Ramonet (directeur de la rédaction du Monde Diplomatique, dans Cien Horas con Fidel ).[10] Quant à la Palestine dès l'annonce de son partage, le 29 novembre 1949, Mohamed ben Abdelkrim Al-Khattabi leva une armée d'un millier de volontaires arabes et maghrébins qui sont allés combattre auprès de leurs frères palestiniens. Prenant de vitesse l'arrivée des volontaires armés des pays de la Ligue. Les leaders palestiniens, Yasser Arafat, Abou Jihad et autres ont pris source à l'enseignement des méthodes de guerre populaire du vainqueur de la légendaire bataille d'Anoual pour lancer leur mouvement de résistance dès janvier 1965. Les Palestiniens en formation militaire se voyaient distribuer des brochures sur les diverses techniques de guérilla dont celle sur Abdelkrim Al-Khattabi à laquelle était donnée la priorité. Mohamed ben Abdelkrim Al-Khattabi révolutionnaire sincère, affranchi de toute gangue idéologique qu’elle vienne de l’Est ou de l’Ouest, ennemi intraitable de la langue de bois aura un regard très critique face aux activistes nationalistes arabes auxquels il reproche leur arrivisme, leur affairisme et leur esprit de corruption. Il dénonce les contradictions flagrantes entre leurs discours et leurs actes. Il prendra ses distances avec eux, et deviendra un farouche opposant à Allal el-Fassi dont le parti Istiqlal truste tous les postes importants du jeune Maroc indépendant et fait main basse sur le pouvoir exécutif. Abdelkrim Al-khattabi restera hostile à la monarchie marocaine jusqu’à la fin de sa vie. Admirable dans le combat, noble dans la défaite, L’Emir Muhammad Ben Abdelkrim Al-Khattabi restera pour les marocains et pour tous les hommes épris de liberté et de justice un symbole de la lutte contre l’oppression. Il aura été l’un des inventeurs du nationalisme marocain, ou, plutôt maghrébin. Décédé loin de sa patrie le 6 février 1963 à l’âge de 80 ans, Nasser lui rendra hommage en organisant des obsèques dignes d’un chef d’Etat. Sa mort, comme sa vie, fait toujours trembler les forces du passé et fait vaciller le pouvoir monarchique qui fera silence sur son œuvr Les peuples arabes en pleine configuration révolutionnaire doivent revenir à cette figure historique emblématique pour façonner leur action de manière autonome et endogène en puisant dans leur propre dynamique historique. C’est ainsi que la grande nation arabe, dans toutes ses composantes, pourra voir le jour et c’est ainsi que l’union maghrébine se construira.
[1] http://www.alterinfo.net/L-epopee-de...bi_a20679.html

[2] (J. Ladreit de Lacherrière, in « La zone espagnole du Maroc et la guerre civile » , Politique étrangère, février 1937, p. 33).

[3] http://moqawama.canalblog.com/archiv.../10456712.html

[4] http://www.legrandsoir.info/il-y-a-5...maghrebin.html

[5] Des Américains dans la guerre du Rif / William Dean

[6] ibid

[7] Lettre d’Abdelkrim à Luis de Oteyza, Directeur de La libertad, en 1922

[8] La guerre du Rif / Vincent Courcelle – Labrousse Nicolas Marmié

[9] ibid

[10] http://www.maghress.com/fr/liberation/88
5