عفواً عروبتُنا:
عفواً عروبتـُنا العظيمة ُما بنا؟!
ولما تشاطرنا الفضيحة َوالسواد؟
ولما تـَلـَبَّسنا عباءاتِ الردى؟
ولما تأرجحنا بقولٍ لا يُراد؟
هذا الضبابُ موَزَّعٌ في خاطري!
والدربُ تملؤني ضياعاً وابتعاد!
وأنا التي أفديكَ يا وطني الأبي
بضياء عيني خـُذ به حبراً مِداد
لتكونَ صَرحاً تلتقيكَ كرامتي
وتكونَ صحواً يَستظِلُّ بكَ العباد
هي أمة ٌ ثـَكلى تـُهانُ وتـُبتـَلى
بالذعـر ِ والماضي قـَصيٌّ لا يعاد
نقوى علينا أو بنا وكأنـَّنا
نهوى البلايا أو نـَوَدُّ الإنقياد
أنا ما عرفت ُ من الزمان كـَأمَّةٍ
بيدٍ تموتُ وتضغط ُالأخرى زناد
هي تحرقُ القمحَ البيادرَ إنما
تبقي على صهيونَ درءاً للجهاد
أنا ما عرفتُ من الزمان ذبيحة ً
بَصَمَتْ لطاغوتٍ صكوكَ الإضطهاد
هذا العراقُ تـَشـَردَ قـَتْ فيه القـَنا
والفقرُ يَمخـُرُ والظلامة ُ في ازدياد
والنـِّفطـُ ..ذا الكـَنزُالثمينُ لشعبنا
يدمي الولادة َ والأصالة َوالبلاد
والقدسُ مقلاعُ الوجودِ تـَجَمَّرت
وهناك في السودانِ ماءٌ في حداد
والناسُ تزهو كالفـَراش ِبرقصةٍ
حولَ السراج ِ برقصةِ الأمل ِالمُباد
اللهُ يا كلَّ المصائبِ في دمي
ما كنتِ لولا أنَّ ظهريَ في انفراد
هـَز ِئ الرَّشـيدُ من الرشيدِ وكلـُّنا
في الساح ِأغرابٌ وقـلبي في المزاد!!
************************************************** ***
دمشق : الشاعرة فردوس النجار