حقيقة من وثق وكتب ونشر وسجل الأسبقية الثقافية له الطريق والأولوية.
قرات في كتاب الناقد "مارون عبود "في توثيقه "لرواد النهضة الحديثة"وهو عنوان كتابه الذي قرأناه.

جاء في ص 179:
كاتبا عن المجددين الثلاثة الكبار:بطرس البستاني وابنه سليم-والحوراني-والأزهري
كانوا معلمين وكتابا وشعراء في وقت معا,وقد أطلقت كلمة معلم ,قبل أن (تستأذ) جميع الناس حتى الأميون منا..
وقد أطلق عليه كنية,"الشيخ عبد الله"لمحبة الناس له مهما كانت ملته.كان معجما حيا يمشي على الأرض,تفوح منه رائحة القطران من أردان
(بنات أفكاره)فكانه عاش في الصحاري مع تأبط شرا والشنفري ,ولهذا يبني قصيدته أعرابية ساعة يشاء.
لقد مر ذكر معجزته التاريخية والآن نعرفك على معجزة أخرى وهي تشطيره لمعلقة عنترة,وتحويلها مدحا للمطران "يوسف الدبس"
ومنها:
(هل غادر الشعراء من متردم)=فتسدّ ثلمته برأس المرقمِ
أم هل وددت ظباء منعرج اللوى=(أم هل عرفت الدار بعد توهمِ)
(حييت من طلل تقادم عهده)=حتى التوت عنه نهى المترسم
يبكي به غدق الرباب لأنه=(أقوى وأقفر بعد أمّ الهيثمِ)
(أن تغدفي دوني القناع فإنني)=أدع القنوع ومدح يوسف مغنمي
حبر إذا هزّ اليراع فإنه=(طبّ بأخذ الفارس المستلئم)
(وإذا ظلمت فإن ظلمي باسل)=في الجاحدين عطاءه للمعدم
فكم اجتداه المملقون ودهرهم=(مرّ مذاقه كطعم العلقم)
ولقد عد الأدباء تشطير معلقة عنترة فتحا مبينا ,وتحديا عنيفا للشعر الجاهلي.
*******
مقتبس بتصرف