بعدَ أن عادا من المختبر الطبي وقد أجرت فحصاً للحملِ حيث أنهما خضعا لعملية أطفال الأنابيب بعد أن فقدا الأملَ بأن ينجبا بالطرق الطبيعية ومن استخدام أنواع الأدوية الشرعية وغير الشرعية.
جلسا في غرفةِ نومِهما وقد تشابكت أيديهما وتلاصقت جباههما مستذكرين كل تلك السنين التي مرت دون أن يرزقهما الله بالذرية.
كانت الدموع هي اللغة المشتركة بينهما فلا يتفوهان بأي كلمةٍ و تركا الصمتَ يسود المكان، فلا يوجد أي صوتٍ إلا صوتَ الأملِ المشوب بالخوف من نتيجة ذاك الفحص، لحظاتُ ترقُّبٍ مخيفٍ وأعصابٌ تكاد أن تنهار.
لم يقطع هذه اللحظات إلا صوتَ رنةِ الهاتفِ الذي ينتظرانه، وبطرفِ عينه لمح الرقم على الهاتفِ فأمسكَ بكوبِ الماء وارتشف منه رشفة يبلل بها شفتيه ورفعَ سماعةَ الهاتفِ ونظرَ إليها... وبلحظةٍ سقط كوب الماء من يديه.