رمضانيات ...............
ثلاثون قصيدة........
كل يوم قصيدة من بيت رسول الله...
كتبتها حباً بمقامه العالي..... وإعجاباً بروحه العظيمة التي تجعل الحياة أروع....
أرجو أن تعجبكم....
... في عينه بياض
روى أئمة الهدى بالسندِ ... متصلاً من سيد عن سيّدِ
امرأة ٌجاءتْ إلى المختارِ ....... غَضْبَى كأنَّها شُواظُ نارِ
وبدأت تشكو إليهِ بعلَها ........ واصفةً قِلَّتها وذلَّها
أخذني من عزةٍ ومَنَعَةْ ...........فعشتُ في الذِّلةِ والبلوى مَعَهْ
ولم أشاهدْ منه يوماً أبيضاً ..........وكلَّما ابتسمَ دهري أجهضا
فلا سرورَ عنده ولا هنا ..............حتى لقد يئستُ من طولِ العنا
أرجوكَ في إقامة الطلاقِ ...........عجِّلْ رعاكَ الله بالفراقِ
أريدها بينونةً كبيرةْ.............. لا عودةَ فيها إلى الحصيرةْ
ولا أريدُ أن أعودَ أبدا ............ولو بنى لي القصورَ عددا
ولو كساني فضة وذهبا ............وفرشَ الحريرَ دربي عجبا
وشرعَتْ تدعو عليهِ ساخطةْ............. ومن صلاحٍ فيهِ كانت قانطةْ
دعتْ عليه بدعاءِ نوحِ.............. صارخةً كالطائرِ المذبوحِ
وذهبت في قولها الظنونا .............دعت.. ولكن لم تقل آمينا
فأدركَ النبيَّ سرَّ المشكلةْ............. فليسَ في الموضوعِ أي مُعضِلةْ
الحبُّ موجودٌ بلا تنافِ ...............لابدَّ في الزَّواجِ من خلافِ
مشكلةٌ واضحةٌ مفهومةْ ................وقال مَنْ زوجُك يا مظلومةْ
أهو الذي بعينه بياضُ ..............وعن سواكِ طرفهُ غضّاضُ
فشهقت واستعبرتْ حنانا................يا ربِّ سلِّمْ عينَه إحسانا
وتركتْ خِصامها مشاعا ..............وركضَتْ لزَوجها سراعا
ودخلتْ عليهِ بيتَ النَّومِ .............تاركةً جميع ذاك اللَّومِ
وفتحتْ عيونَهُ محدِّقةْ ........................ونظرتْ في عينهِ محملقةْ
هل من بياضٍ بعيونِكَ اتصَلْ ..........لا قدَّرَ الرحمنُ مكروهاً نـزلْ
فقالَ هلْ أصابَكِ الجنونُ ................إن الجنونَ في الورى فنونُ
في كلِّ عينٍ أبيضٌ وأسودُ............ أرشدكِ الرحمنُ فيمنْ يُرشدُ
فضحكت وضحكا طويلا ............وأدركا مرادَهُ النبيلا
ووقعَ الصلحُ على السريرِ .............فافهمْ ولا مجالَ للتفسيرِ
وتم الاتفاقُ في الفِراشِ........... عادا عروسين بلا نقاشِ
فهكذا يا سيدي الإصلاحُ ............وهكذا تُعالَجُ الجِراح
فأيَّها الأزواج والزوجاتُ ............وأيها الآباءُ والبناتُ
العيشُ فيهِ سكرٌ وملحُ ...........وفي الزواجِ زعلٌ وصُلحُ
فإن سعى الشيطانُ في إشعالها ...........فاتَّبِع النبيَّ في إبطالها
فالمصطفى معلمُ المحبةْ............... فاتبع هداه حَبَّةً فحبَّةْ
والحمدُ لله على التمامِ............. في البدءِ والموضوعِ والختامِ