لسانُ الضادِ يجمعُنا... بسايكسانِ والكولونانِ
معاذ العمري
أجلسُ مع عربٍ مِن أقطارٍ شتى، يتحدثون لغةً واحدةً، لهم آباءٌ ثلاثة: الأولُ لم يُعقب، واسمه سان، والثاني أنجبَ كثيراً، واسمه سايكسان، ورجلٌ ثالثٌ يُعرفُ عند أهلِ الأرضِ باِسم الكولونان.
كان الكولونان أباً ظلوماً قاسياً، لكنّه ـ مِن عَجَبٍ ـ كان كلما ضربَ بَنيهِ واستخفَّهم أطاعوه وامتثلوا له.
ولما مات، قبل ما يَنوفُ على نصفِ قرنٍ من الزمان، أكرموا ذِكْراه وعَرَّبوا اسمَه، وصار يُدعى الآن استعماران.
وتشيرُ سجلاتُ النفوسِ والأحوالِ: أنه خَلَّفَ ما يربو على عشرين ذكراً.
أجلسُ مع أوروبيين مِن أقطارٍ شتى؛ يتكلمون لغاتٍ شتى، يعرفون أباً واحداً هو: أوروبان.