على الرغم من أننا جميعاً مدركون أهمية معدن الكالسيوم للجسم، إلا أن الكثير من الناس يمكن أن يخطئوا إدراك بعض الأمور عن هذا المعدن.
هناك العديد من المعتقدات عن معدن الكالسيوم التي تداولها العديد من الناس، إلا أنها قد لا تكون صحيحة تماماً من الناحية العلمية.
وقام الخبراء بتحديد أكثر المعتقدات شيوعاً عن معدن الكالسيوم ومدى صحتها.
.
"لقد كبرت على شرب الحليب"
يعتقد العديد من الناس أنهم لم يعودوا بحاجة إلى الكالسيوم وأنه غير ضروري لهم كونهم تجاوزوا مرحلة بناء العظام وهذه العملية عادة ما تنتهي مع بلوغ الشخص الثلاثين من عمره.
ولكن يحذر الدكتور بيرنارد هالوران من جامعة University of California في الولايات المتحدة أنه في حال كانت كمية استهلاكك للكالسيوم غير وافية فإن هيكلك العظمي سيتآكل تدريجياً ويمكن أن تصل إلى مرحلة من العمر قد يتكسر عظمك حتى من دون أن تقع.
وبينت الدراسات أن اعتماد الشخص البالغ على كوب من الحليب أو فنجان من اللبن وقيامه بممارسة رياضة خفيفة لمدة نصف ساعة في اليوم على الأقل، فإنه يمكن أن يقي نفسه من احتمال الإصابة بتكسر العظام الناتج عن حالة ترقق العظام.
وبما أن للفيتامين D دوراً مهماً في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم، فإنه من الضروري أن تستهلك كمية كافية منه أيضاً.
وأكد الدكتور بيرنارد أن الحليب يعدّ مصدراً جيداً للفيتامين D وبالتالي فإنه من الضروري ألا تتخلى عن هذا الغذاء المفيد.
هذا وإنه من الضروري أيضاً أن تفكر في أشعة الشمس وألا تعتبرها للأطفال فقط، حيث إن مكوث أشعة الشمس على وجهك ويديك على الأقل لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة لثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يكون مفيداً للغاية.
أما في حال لم تكن تحب الحليب فلا تعتقد أنك لست بحاجة إليه، بل اعتمد على المكملات بدلاً منه تحت إشراف الطبيب المختص.
"القهوة تمتص الكالسيوم من الجسم"
كثيراً ما نسمع الأشخاص من حولنا يرددون أن القهوة يمكن أن تمتص الكالسيوم من الجسم.
وعلى الرغم من أن الدراسات السابقة في الماضي كانت قد أعلنت عن هذه الأفكار، إلا أن هذا لا يعني أن تحرم نفسك من شرب القهوة.
ووفقاً لما قاله الدكتور بيرنارد، فإن الدراسات العلمية أكدت أن القليل من الكالسيوم الموجود في الحليب الذي تضيفه إلى فنجان القهوة يعتبر كافياً لتعويض الكمية التي يمكن أن تمتصها القهوة.
"الكالسيوم يسبب حصى في الكلى"
كان الخبراء في الماضي يحذرون الأشخاص الذين يرتفع لديهم احتمال الإصابة بحالات ترسب الحصى في الكلى، أن يحدوا من كمية الكالسيوم التي يتناولونها نظراً إلى أن الحصى المترسب يتشكل من أملاح الكالسيوم.
إلا أن التفكير العلمي الحديث، يؤكد أن الكالسيوم الذي يأخذه الجسم من الغذاء يمكن فعلاً أن يخفف من احتمال خطر الإصابة بحالات الحصى في الكلى.
"الحليب لا يعتبر مصدراً مهما"
يعتقد البعض أن شرب الحليب لا يمكن أن يعتبر الطريقة المثلى للحصول على الكالسيوم كون البروتين الموجود في الحليب يحفز الجسم على طرح الكالسيوم.
إلا أن مادة الأحماض الأمينية الكبريتية الموجودة في البروتين هي التي يفككها الجسم في الحليب ويتخلص من حمض الكبريت مع البول والذي يمكن أن يأخذ معه الكالسيوم.
ولكن النسبة التي تطرح تعتبر هامشية ولا يمكن أن تعتبر مهمة.
ويرى العديد من الأشخاص أن الحليب ليس هو المصدر المهم للكالسيوم، وبالتالي يمكنهم إهماله أو حتى حذفه من نظامهم الغذائي إلا أن الحليب ومشتقاته تعتبر مصادر مهمة للكالسيوم