يتساءل المخرج المسرحي فرحان بلبل سؤالا يجيب عنه بنفسه ويشفي غليلي لسؤال غصصت فيه كثيرا وطيلا:
لماذا لم تسافر الاغنية العربية للبلدان الاجنبية؟
فيقول ما معناه: إنها لم ترق للمستوى المطلوب،
لكن هناك أغنيات مشهورة غربية سخيفة وصلت للجمهور..
إذن هي لعبة إعلامية لتمرر الدعاية الغربية وتمنعنا من الظهور لفكر وعطاء شرقي يستحق الظهور, ولكن ما نسي ذكره هنا أن اقتصارنا على القنوات التواصلية العربية عبر النت يزيد في تحجمنا، وهذا دليل عن تحجم فكرنا ايضا وضيق افقنا،
ناقشت أمرا مع العروضي الكبير غالب الغول عن أمر الطباعة للكتب وكسادها فأجاب:
إن النصيحة في هذه الأيام لا تنفع أحد , ولا واحد يأخذ بها , لو كان الأمر يتعلق بطباعة الكتب , وأقسم بالله العظيم عندي كتب تنتظر الطباعة لها أكثر من خمس سنوات , ومن مدة خمس سنوات لم أحاول تأليف كتاب واحد , هل العالم العربي يحتاج إلى كتب للقراءة ؟ طبعاً لا
لأن العالم العربي كله لا يقرأ أبداً , واليوم الإنترنت موجود , وفيه يأخذ معظم المؤلفين كتبهم من النت , بطرق كثيرة , ويدعون أن هذا من إنتاجهم , ولكن ستأتي الأيام ويعرف كل صاحب قصيدة قصيدته , بل وسيعرف كل سطر من سطور الكتب المسروقة بأنها ليست لهذا المؤلف , بل لغيره ,
والله لا أعرف لماذا أنت تتعبي نفسك بتكديس الكتب !!, هل ليقولوا عنك بأنك من عبقريات هذا الزمن ؟؟؟.
- ليقولوا ذلك , فماذا تكون النتيجة , هل ينصبونك رئيسة وزراء أم سيكونون ضد مؤلفاتك وضدك أيضاً .؟؟؟
يوجد في منتداك أشعاراً لغالب الغول , , يؤلفوا أكثر من أربعة دواوين شعرية , ولكن لا أريد منها شيئاً لأن الدواوين الشعرية مثل الزبل في هذه الأيام , لا تصلح لتسميد أرض قاحله .
ونصيحتي لك , لا تكثري من إرهاقك في تجميع الكتب , أنت أديبة وكفى , وخليك نشيطة في منتداك أفضل , وأنت حرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فكان ردي:
معك حق تماما فيما تقول، لكن ما ابحث عنه فقط الموافقات لأنه علينا ترقب هجمة في وقت مان، قد ستاتي على الأخضر واليابس.
أما عن الطباعة فطبيعي شعبنا لا يقرأ ومن يدري ربما نشرتها كتاب الكتروني فقط عبر النت لكن الأهم أن حقوقي معي، هذا كل شيء, لأن الثقافة عالم خاسر تماما غرم على غرم، في عالمنا التعس،
لا يقدرون الكاتب ولا المفكر.
انصحك بجمع ما كتبت ولو صارت لديك كتاب الكتروني تنشره لفائدة من يستحق.
نعود لما قاله المخرج:
إن الطرق الثقافية التي انتقل منها الأدب الأجنبي وحيدة الجانب، بمعنى أنها تسمح بمرور الأدب الأجنبي إلينا ولا تسمح بمرور الأدب العربي. لأن مرورها يعيد ثقة المواطن العربي بأدبه وحضارته.
[1]*******
لذا علينا ألا نعمم ونقول ان أدبنا وفكرنا ضعيف، بل هناك في الداخل من لا يشجعه كذلك وعليه النهوض بنفسه بطريقة ما.
وعندما يقول المخرج فرحان ان الثقافة حاجة فردية تتحول باجتماع أصحابها إلى حاجة تنهض بها الأمم ....
نعم عندما لا يحد من نهوضها حام ولا سلطان، وهي هنا خطوة خائبة لإفراغها من قدراتها الهائلة.
إنهم هنا يتحولون لغنم مثقف حسب مصطلح الاستاذ بلبل.
*********
فهل هو ظلم للمثقف الذي لا يجد خيارا آخر؟ أم هو بطبيعة الحال عاش ردحا طويلا من الزمن غنما فرضي وخنع؟.
لكنه كما قال تعود على النغم النشاز أخيرا ليصل للفحيح الضعيف، لذا علينا العودة للتأصيل واختبار وطنتينا من جديد
الخميس 22-1-2015
[1] .(من كتاب أوراق غير متناثرة- مقال: الأدبي العربي والأدب الاجنبي)