د. أسعد عرابي وعثمان موسى في
حوار بصريقدّم د. أسعد عرابي الفنان المعروف على مستوى الوطن العربي، والناقد التشكيلي الفنان الشاب عثمان موسى في معرض مشترك، أُقيم في غاليري أيام نهاية الشهر الماضي.
عثمان موسى تعاملتُ م الجمادات كأشخاص
الفضاء في اللوحة يعمل على إبراز العنصر الأساسي
وقد جمعهما المحور الإنساني في أنسنة عواطف الجمادات، وتجسيد أشياء من الطبيعة الصامتة، فشكّلا حواراً بصرياً بين فنانين ينتميان الى جيلين مختلفين، وإن بدا التباين واضحاً في الأسلوب والتقنية واستخدام جزئيات اللوحة والألوان... البعث التقت الفنان الشاب عثمان موسى وحدثنا عن تجربته الفنية.
< تقوم فكرة المعرض على تقديم فنان تشكيلي كبير مثل د. أسعد عرابي لفنان شاب، اشتركا معاً في المنحى الإنساني والمعنى الاجتماعي.. وإن بدا الاختلاف بالأسلوب والتقنية الفنية.. فماذا تقول عن فكرة المعرض؟؟.
<< الفكرة هي الجمع بين فنانين اشتركا بتجسيد الطبيعة الصامتة بالتعبير عن الجمادات والأشياء المستهلكة وربطها بحياتنا وأحلامنا وهواجسنا، فهذه الجمادات بحركاتها ودلالاتها وألوانها، تشبه الأشخاص الموجودين في محيطنا، ويمكن حينما نلمسها أن نتحاور معها، فحاولت ذلك بأسلوب واقعي تعبيري مع بعض الرمزية، إننا نشترك بأنسنة عواطف الجمادات لتغدو واقعاً مرئياً تفصح عنه اللوحة بتجريدية، وكما يقول /د. أسعد عرابي/: «لأنها في اللوحة تفصح عن بلاغة تشكيلية تعبيرية وصوتية لونية موسيقية تجريدية، لا تقلّ ضجيجاً عن لوحات الجسد الإنساني». واعتمد العرض على الحوار البصري بين د. أسعد عرابي وعثمان موسى في عرضين متقابلين لأنسنة عواطف الجمادات، وإخراجها من سكونيتها وشخصنة كينونتها، وتم اختياري إثر نجاحي في مسابقة غاليري أيام 2007، وطبعاً لاشتراكنا بالمحور ذاته مع الاختلاف بالعرض والتقنية.
< تكثر في لوحاتك مساحة الفضاء «الفراغ» عكس د. أسعد عرابي، الذي يشغل جزئيات اللوحة.. فما دلالة الفراغ لديك؟؟.
<< للفضاء عندي دلالات كثيرة فأراه قادراً على إظهار العنصر الأساسي في اللوحة، لذلك أحيطه بالفراغ للتركيز عليه، مثل الممثل الواحد على خشبة المسرح، الذي يجسد حالة مونودرامية، وأعتقد أن العنصر الموجود في عمق اللوحة أو زاويتها، هو الذي يفرض الخلفية، وهو المحرّض للإضاءة والظل، ويومىء بفكرة اللوحة وعنوانها ودلالاتها الرمزية، والفراغ يوحي أيضاً بالواقعية والهدوء النفسي للمتلقي.. كما أنه يريح العين في تدرجات اللون، وأتحكم بدرجة الإضاءة والظل حسب ما يستفزني العنصر الأساسي، وما يثيره في داخلي، باختصار الفضاء الواسع يوحي بمضمون اللوحة.
<استخدمت الألوان القاتمة للعنصر الأساسي المتداخل مع شفافية ألوان الخلفية المائلة نحو مشتقات الأصفر والأخضر الفاتح، وفي بعض اللوحات كانت الإضاءة متمركزة في جانب واحد، في حين نرى حدّة الظلال في أخرى فما دلالة ذلك؟؟.
<< أحب الألوان القاتمة «الأزرق- الأحمر الداكن- البني- الخمري» وأرى فيه تعبيراً وفق حالتي النفسية وسكونيتي وانفعالاتي في إيجاد المضمون الرمزي لمعنى اللوحة، أما الضوء فهو عنصر هام وضروري جداً في اللوحة ويأتي متوافقاً مع إخراج اللوحة ومعناها، وكذلك الظل، إلا إنني قصدت من كثافة الإضاءة وحدّة الظلال بحالات الحزن والفرح والحلم والواقع واليأس والأمل.
< حفلت لوحاتك بالرموز.. على سبيل المثال لوحة القماشة الزرقاء، ولوحة الصحن الفارغ، وموقد الكاز، والقرع والإناء فما دلالة ذلك؟؟؟.
<< لكل لوحة دلالة عندي، وأترك حرية الاستنتاج للمتلقي كما يرى وفق رؤيته وأهوائه وميوله وخلفيته الثقافية، وباختصار حاولت التعامل مع الموجودات كأشخاص حمّلتهم الكثير من هواجسي وأفكاري والمحيط بي، وعملت على إدراج ألوانها بالمعاني الإنسانية، فقطع الليمون تعني الزمن الشفاف والحب الجميل، الذي نعيشه، وكل الموجودات الطبيعية والصامتة تنقل برمزها خيوط الواقع المعاش، مع الاهتمام والتركيز على الاخراج الجمالي الفني للوحة.
< تتميز لوحاتك بوجود قصاصات صغيرة دوّنت عليها بعض العبارات، فهل هذه كولاج... أم توحي بدلالة أخرى؟.
<< هذه القصاصات ليست كولاجاً يدخل فضاء اللوحة، إنها تعني بالنسبة لي كلمات توحي بعناوين اللوحات، أو تتضمن جملاً صغيرة ترتبط بذكريات خاصة بيّ أو تومىء بمضمون اللوحة.
< ماذا عن مشروعاتك القادمة؟؟.
<< سأتابع وفق المنحى الإنساني ذاته في أنسنة الموجودات وعرض الرموز، التي تكتنفها وسأركز على الفضاء الواسع والعنصر الأساسي.