يا للمصيبة:
كتب الأديب عبدالرحيم محمود , في السطر المتحرك لأرشيف الاهداءات العبارة الآتية :
((الفوز في المسابقات العربية يتم قبل تقديم النصوص ، لا يضطرني أحد لأتكلم ، أنا لست طرفا بالمسابقات ولكنني حزين للمستوى الأخلاقي
، فلماذا لا يتقدم / تتقدم النصوص بأسماء أصحابها الحقيقيين ، ما الثمن يا تُرى ))
إن مصيبتنا الكبرى ــ أيها الإخوة والأخوات ــ في العالم العربي , تفشي المحسوبية , وتفشي الفساد بشتى أشكاله وأوضاعه , ولقد طال هذا الفساد تقافتنا العربية , فأصبح المثقف الذي لا يحمل سوى دبلوم أو أقل من ذلك, أصبح من حملة الشهادات الكبرى , ماجستير أو دكتوراة بتخصص ما , أو دكتوراة فخرية أو ما شابه ذلك , ولو سألت هذا الدكتور عن قضية نحوية فلا يجبك بكلمة واحدة صحيحة , أو حتى لو سألته عن قضية صرفية أو أي جانب من جوانب الأدب , لوجدته يتلعثم يميناً ويساراً , فتعرف أنه كالطبل الأجوف لا يوجد عنده سوى الصوت , ولكن تجد الناس من حوله يمدحونه لأنهم يعرفون حقيقة أوضاعه وتزوير محصوله , وأكثر ما تجد الفساد الثقافي والمحسوبية الثقافية عند النساء بشكل خاص , فالمرأة التي تعرض كتابها لأي دكتور , ومن مرفقات الكتاب ابتسامة حلوة أو حديث طري , تجده يرحب ويثني ويمدح , ويقول ( لا يهمك أي هم , سأتابع نصك وأعدل ما به من أخطاء ) لكي يكون كتابك هذا أو نصك هذا المعروض للمسابقة أو للطباعة من أفضل الكتب أو من أفضل النصوص , بل سأكون المشرف على اللجنة , واعتبري نصك أو كتابك هو الفائز . ولقد صدق الأديب عبدالرحيم بعبارته قائلا : (الفوز في المسابقات العربية يتم قبل تقديم النصوص ) وهذا صحيح ولا حرج في الإعلان عنه لأنه ظاهرة مألوفة , فما بالك إذا قدم صاحب النص مبلغاً من المال للجهة المسؤولة عن المسابقة أو عن الفوز بأي دائرة كانت ؟ ستجد نجاح الأستاذ أو الأستاذة أوالدكتور أو الدكتورة باهراً ومعلناً عنه قبل انعقاد مجلس المسابقة .وكأن الأديب عبدالرحيم يثق بكلامه فهو القائل (لا يضطرني أحد لأتكلم ) وكأنه يشير إلى أحد الأعضاء الذين أصابتهم مصيبة الفساد والمحسوبية , فلا يريد أن يفصح عنه , بل يريد أن يقول لنا نصيحة ( أيها الأعضاء لا يغرنك ألقاب بعض حملة الدكتوراة , فإن أصابك شك بأحدهم فاسأله , من أي جامعة حصلت عليها , وأين نص رسالتك , ثم اسأله إن كان قد حصل على الثانوية أو البكالوريوس أم لا , ستجد وجهه مصفراً ومسوداً وهو كظيم , فينصحنا الأديب عبدالرحيم , أن لا نقترب من هذه الدوائر أو المؤسسات , التي تعلن توزيع شهادات الدكتوراة بأقل الأثمان مقابل أن يحصل عليها المتسابق وهو في منزله , ثم تنهال عليه التبريكات من كل جانب , وأكثر ما تجد هذا الفساد في بعض جامعات السودان وبيروت , وربما انتقل الداء إلى بعض الدول العربية .
شكراً للأديب عبدالرحيم الذي نبهنا ونبه الأعضاء باحترام الثقافة والمثقفين , فلا يعلو أحد على غيره بشهادة مزورة ومن ورائها رجل أو امرأة جشعة , همهما جمع المال بطريقة غير مشروعة .
كل احترامي للجميع .
ونفتح الباب للمناقشة والحوار , فما رأيكم أصحاب الثقافة والمعرفة .؟