هذه القصيدة على البحر الطويل أيضاً ، ولكنها بضرب فعولن (3 2). وهو قليل الاستعمال، رغم أنني أراه جميلاً، أرجو أن تنال القصيدة رضاكم:
بسم الله الرحمن الرحيم
ألواح الفضاء
(في مدح الملك–4)
د. ضياء الدين الجماس
إلهي، لِبحرٍ مِنْ رضاك أميلُ ... وإنَّكَ نورٌ مشرقٌ وجميلُ
تلألأ في قلبي ونَوَّر مهجتي .... وليس له في الكائنات مثيل
وبَرْقُ حروفي وامضٌ بضيائه .. ينير ظلامي بالهدى فأَصُول
فأركب بحراً من جميل بحوره ...وأشهد ألواح الفضاء تجول
تمازج روحي من نسيم عبيرها .. بعطرٍ لطيفٍ والمدادُ وصيل
فأمزج ألواني لأرسم لوحتي ... ومشهدُها ربُّ السماء جليل
وهذا هو الرحمن جلَّ جلاله... برحمته كلُّ الوجود دخيل
رحيمٌ عليمٌ جامعٌ لعبيده.... ويأتيه خلقٌ راحلٌ ونزيل
عليمٌ علا والكبرياء رداؤه.... ونعْمَ الحكيم إذا دعاه عليل
عظيمٌ تجلى في العلا بإزاره ... يَذِلُّ له مستكبرٌ وغلول
كريمٌ جوادٌ ماجدٌ جلَّ قدْره ... ويقليه مناعُ الزكاة بخيل
ودودٌ حليمٌ دائم بعطائه ... وبدر ُالهدى لا يعتريه أُفول
هو الملِكُ الجبَّار عزّ بملكه ... ومَنْ كان معبوداً سواه ذليل
هو الماجد الباقي يدوم بقاؤه .... وكل وجود غيره سيزول
لكنه باعث يعيد مملكة... هو الحاكم القاضي بها ووكيل
هو العادل الكافي وفردٌ بذاته ... يكون كقاضٍ شاهدٌ وكفيل
وميزانه مثقال ذرٍّ يقيسه... بيوم التنادي والذنوبُ تَعول
ومِنْ جوده يعفو حقوق عبادةٍ ... له وجبت، والخلق منه خجول
ويقضي قضاء مبرماً بعدالةٍ....لأحكامه كل العباد قبول
وينصرُ مظلوماً بنصرٍ مؤزَّر ... ويخفر حقاً إن أتاه أكول
بأسمائه الحسنى دواءُ مصيبة ... شفاءٌ لجرح في الصميم يَغُول
لَحُبُّك رَوْح في رُفات قلوبنا.... فيحيي عظاماً للرميم تؤول
ومصباحُ نور في الظلام منارةٌ .... يكون لعُمْيٍ مرشدٌ ودليل
لعلك ترضى يا حبيب جوارحي... فإنك لي في خلوتي لخليل
فإنْ أنت راض فالرضاء تجارتي ...وإنْ أنت عافٍ فالعفاء ظليل
فيا فرحي منك الحروف توهجت ... ملألئةً فوق النجوم تطول
ومدحُك عرشٌ نستظل بظله ... بيوم التنادي والحساب ثقيل
وياربَّ شعري إنني متَشوِّق... لقرض جميل في الورى سيدول
فينسج لي بيتاً من الصدق أرضه ... بنسمته عطرُ الرضاء عليل
ولا أرتضي شعراً يبيح ضلالةً.... ليبقى نقياً يرتويه غليل
فطوبى لمدَّاح يُجِلُّ مليكنا... فذاك غيورٌ قلبه وأصيل
وصلِّ على خير الأنام محمد... عساه مِنَ الكَنْز الكريم يهيل
والحمد لله رب العالمين