كيف نحكم على الأمور من بعيد؟
في زمن تصاعد نيران الحقد البشري, وانحسار الثقة بين البشر الثقة بالعالم المحيط بنا ,مازلنا ننعم بسذاجتنا وطيبتنا المنقطعة النظير.
,بصدق وبشفافية رائعة, لقد بات الحدس والتحليل والتفكر والتأمل ضرورة ملحة لمعرفة الحقيقة الغائبة عنا ,و من حولنا خاصة لو كنا بعيدين عن مرمى الأحداث..
أو نرى خصوما كل يشد الحبل إليه بحجة منطقية جديدة, نقف مشدوهين ولا نستوعب الموقف بسرعة ونحتويه بوعي وفطنة. نتأخر حتى نفهم الرس فتصبح النيران في منازلنا.
ربما لان ملك المعطيات التي تجعلنا نغامر ونخوض غمار العراك, وربما لا نملك طرفا من الحقيقة الغائبة, وحتى أننا لم نجد من يؤمن بمبادئنا بقوة وصدق لأننا مرآة الضعف بتنا .و لم نكن كذلك قبلا,
وحتى لو إن وجدنا من يصونها ويعرف كيف يمسكها بوعي وإخلاص, لا نرتب الأوراق حتى نتعرف على مصالحه اولا وكيف يبحثها دوما عن طريقنا.
من المؤسف بمكان ,أن يصبح الإعلام عموما مطوي تحت جناح السياسة بطريقة مخزية, وأن نبقى عبيده نحلل كما يتوقعون منا, وهذا رأس المعضلة.
ولو افترضنا أن هناك حرية فكرية, فنحن واهمون حقيقة, الحرية الحقيقية أن تعرف كيف تترجم فكرك لحقيقة ,وتجني نتائجه بنجاح ,ان تجد مخرجا من المضنيات بوعي وفطنة, فأين هي الآن؟.
في الغرب لا تجد تمثالا إلا لمن جنى نتائج فكره وجديد إبداعه, ورغم أن عقائدنا لا تتبنى النتائج ,إلا ان التأمل والتفكير بالأسباب والنتائج هو أمر هام جدا .
من جهة أخرى:
فإن ساسة الغرب مصابون بمرض البارانويا [1], لذا يبقون دوما في حالة من الفصام السلوكي, بين الإعلان والإخفاء.
ونحن مصابين أيضا بمرض آخر ضده, بلا أسلحة, نجلس على سجادتنا الأثيرة ندعو وندعو عل الله ينزل من السماء من يدافع عنا!!.
ما سمعنا حتى الآن بخطة مستقبلية ,ولا تفكير صائب ينشلنا مما نحن فيه, نحن عبيد لحظتنا الراهنة, وأحجار على رقعة شطرنجهم التي ما فتئت تحركنا كيفما تشاء, نمضي ببركة ما تبقى
لنا من مفكرين وصالحين سمعناهم ورمينا كلامهم للتاريخ يجتر حروفهم بلا معنى, يبتلعها بلا مفعول شفائي واضح. وكما صدح صوت مالك بن نبي ومحمد الغزالي وعلي الطنطاوي ولم ينصلح حالنا بعد ..
سنبقى هكذا حتى نتعلم من أخطائنا وليتنا نتعلم ..حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا..
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم...
ريمه الخاني 29-8-2013
[1] للاطلاع:
http://www.omferas.com/vb/showthread...902#post187902