السبب الرئيسي وراء حب المسيحيين المحافظين لليبراليين اليهود وتأييدهم لإسرائيل له جذور عميقة في معتقداتهم، فلدى الأصوليين البروتستانت تعاليم تسمى "التدبير الإلهي".
وبحسب هذه التعاليم التي ظهرت في انكلترا في بداية القرن التاسع عشر، فإن التاريخ الإنساني ما هو إلا سلسلة من سبع فترات أو مراحل، والتي تعامل الله فيها مع الإنسان بشكل مختلف. الفترة الأولى هي ما قبل نزول آدم إلى الأرض والتي تعتبر عصر البراءة، والفترة الثانية هي من آدم إلى نوح وهي عصر الضمير، والثالثة هي الفترة من نوح إلى إبراهيم وهي عصر الحكومة، ثم الفترة الرابعة وهي من إبراهيم إلى موسى وهي عصر النظام الأبوي.
أما الفترة الخامسة فهي من موسى إلى عيسى وهي عصر الحكم الموسوي، ثم المرحلة السادسة وهي من عيسى حتى وقتنا هذا وهو عصر النعمة الإلهية، وأخيرا تتمثل المرحلة السابعة في المرحلة التي سيعود فيها المسيح ليحكم العالم.
ويعتقد معتنقو "التدبير الإلهي" أن اليهود هم شعب الله المختار. وعندما تأتي فترة حكم المسيح لابد أن يكون اليهود يعيشون في إسرائيل وعاصمتها القدس، حين سيعود الهيكل للظهور في وقت معركة "هرمجدون".
فقبل وقوع هذه المعركة الأخيرة، فإن المسيخ الدجال سيظهر ربما في صورة رجل سلام. ويعتقد الأصوليون البروتستانت أن المسيح الدجال سيخدع الناس ويحتل الهيكل وسيحكم باسم الله، ثم يُهزم في آخر الأمر على يد المسيح. لذا يعتقد الكثير من هؤلاء أن كيفية تعاملهم مع إسرائيل ستؤثر فعليا على مصيرهم الأبدي
منقول طبعا