لم تعرف الشعوب كلمة " جواز سفر" إلا نقلا عن المسلمين، فقد ذكر النووي في كتابه" بستان العارفين" أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
منع السفر إلى إلى أرجاء الدولة إلا بإذن منه لمدة معينة، وبوثيقة موقعه بخط يده، إذ رأى ان الدسائس
والفتن بدأت تدخل على المسلمين.
بعد تلك الفترة عرف" جواز السفر" الذي كان يحمله كل من يسافر إلى بلد أجنبي ، وانتشرت هذه الوثائق في جميع البلدان الإسلامية، ففي مصر عرف: جواز السفر
في المائة الثانية للهجرة، في عهد الدولة الطولونية فكان لايخرج من مصر أحد إلا بجواز سفر، وصممت الجوازات لانتقال الأفراد من مدينة إلى أخرى أو من مصر إلى خارجها.
وفي مدينة شيراز أصدر السلطان " عضدالدولة البويهي" في العام 372 هـ مرسوما يقضي بمراقبة أبواب المدينة ، ووصف ذلك أحد المؤرخين قائلا:
" ومنع الخارج منها إلا يجواز سفر، وحبس الداخل والمجتاز.
وقد عثر المستشرق الدكتور " جروهمانGrohman على جوازي سفر استخداما في مصر كتبا باللغة العربية على ورق البردي، ووجد تاريخهما يرجع إلى المائة الثانية للهجرة، ةكتبها بعض عمال الأمير
" عبد الله بن الحجاب" وفي أعلى الجواز كتبت البسملةثم كاتب الجواز واسم الشخص وموطنه ومدة إقامته وسببها تاريخيا.
وقد أرسى ابتكار جواز السفر الأمن والاستقرار في ربوع البلاد الإسلامية ونقلته شعوب العالم عن المسلمين وظل جواز السفر يتطور حتى أصبح في شكله الحالي كما نرى.
ولكن السؤال: هل بات وثيقة سياسية، تفرق أكثر من غرضه الأساسي وهو التنظيم والرقابة؟.