الحياة تعود من جديد...
دخلت المكتب المعلن عنه في الصحيفة المحلية,كانت قد بحثت عن مخارج لخيبتها فلم تجد ...ومازالت تبحث عن منافذ جديدة تظهر فيها للوجود بثوب مناسب لعصر صعب حارق لا يؤمن إلا بالقوة...
قد قرأت الإعلان حرفا حرفا وبندا بندا رغم أنها لم تعول عليه أملا كبيرا فقد تعودت الخيبة في حياتها لإرضاء الجميع.
تلك العمياء التي كبلتها للصميم ما ضير كلمة لا في الوقت المناسب؟
ذلك المثل المقيت الذي دفعت ثمنه من عمرها وشبابها ومن سينظر إليها الآن بعد كل ما مضى؟ يا للخسارة؟
الأدهى هي ما تسمعه من استغلال النساء حتى في العمل ومن لا يستغل النساء !!!
-زوج من حيطان أحسن من شهادة على الحيطان....
يا لها من حكمة أحرقت من عمرها مشوارا طويلا أضاعت فيه زهرة شبابها....
واندلقت أحشاء ذاكرتها المتعبة ...حتى لكادت تخرج من الشباك لا تريد خيبة أخرى...
خائنة تلك الساعات التي تمضي دون أن ترجع ولا تعطي مهلة للتفكير والتمحيص...
يبدو أنها هي من خانت نفسها...
قد قطعت تلك الحيطان ولم يجد نسيجا يجمعها غير الحزن والانطواء في كهوف الوحدة تستجدي لقمتها من متسلطين احرقوا ما تبقى من عقل وتفكير لديها....
-عندما تدرس الفتاة وتعمل يصبح أمر زواجها صعبا للغاية فالمركب لا يتحمل زعيمين....
كلهم يخيطون بنفس الإبرة ..ولا يعرفون كيف يروضون طموحا جارفا يقدم لهم جيلا بتنا عطشا لنتاجه ...
هل كل البشر متشابهون؟ولا حتى الخيطان!!
لكن الجوع واحد والموت واحد ....
بات أي صوت في الداخل يزعجها يغريها بهرب جديد....جبنها مازال منتعشا في أغوار نفسها ....
لا تدري كيف أخذتها خطواتها إلى هنا!!
لم تعد إمكاناته الأنثوية تسعفها بالبحث عن جديد في حياتها ....يبدو أننا ننسى في خضم الغرور الداخلي أن الزمن يتقدم بنا وتضيق فوهة بركان طموحنا...
تجولت في تلك الغرفة التي لم يتبق فيها غيرها..ومسحت بعينيها كل شيء حوته وكأنها تودعها..
مشت خطوات نحو الباب ..وهمت بالخروج بحزم...
جميل أن يستبق كل منا أحدثا متوقعة سلفا ليتقي عبرها أوجاعا أخرى...
-تفضلي...
لم تدر ماذا كتبت ولا كيف تحدثت هي على يقين أنها لا تملك تزكية من طرف ما ولا أوراقا من تحت الأدراج هي أتت مجردة من كل ميزة سوى ما استطاعت لملمته عبر تحصيلها المتواضع....
-مبروك
-!!!!!!!!!!
سجدت لله وسط دهشة الجميع....رن الهاتف..........
أم فراس-25-2009