لو كنت رابعهم؟؟
بدرية صالح التويجري
هم الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم. فأخذوا يتوسلون إلى الله بأعمالهم الصالحة التي ادخروها، وكلما ذكر أحدهم عمله انفرجت الصخرة شيئاً فشيئاً حتى فرج الله عنهم، وخرجوا يمشون. . هذه قصتهم باختصار، وقد وردت كاملة بصحيح البخاري.
فهب أنك - أيها القارئ - رابع هؤلاء الثلاثة، هل من عمل صالح عملته لوجه الله وادخرته للآخرة، ولساعة العسرة، وحتى لو لم تكن معهم في ذلك الغار، فإنك لست بمعزل عن الكرب والشدائد، فكلنا له نصيب منها، تنزل على أنفسنا فتضيق علينا الأرض بما رحبت، فهناك مصائب في المال والولد، وهناك أمراض، وحتى علاقتنا مع الآخرين قد تجذب لنا الكرب كالظلم. . فإذا كانت الحال كذلك، لماذا لا نتقرب إلى الله، ونضاعف أعمالنا الصالحة التي تنفعنا في تفريج كرب الدنيا، وهي ادخار لكرب الآخرة.
أيضاً ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن بعض تلك الأعمال:»وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.
وأوجه الأعمال الصالحة كثيرة ميسرة، ولكل منا ما يناسبه كصدقة في الخفاء، أو صيام نفل، أو قراءة قرآن، أو صلاة في جوف الليل، أو كف بصر عن حرام، أو كف اللسان عن الغيبة، ومنها ما يخص المسلمين كتفريج كربهم من قضاء دين، أو سد جوع، أو كسوة وغيرها.
فعد إلى نفسك أيها القارئ. . وقلب أوراقك فهل هناك من أعمال صالحة خالصة لوجه الله ادخرتها للآخرة ولساعة العسرة، وتذكر (تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة).
* بريدة
المصدر: جريدة الجزيرة
21 يناير 2011