( فن القراءة ) لمانغويل .. استراحة بين فصلين
اضطررت للعودة إلى"تويتر"للرد على سؤال لأحد الإخوان .. عن صدور الجزء الرابع من (خواطر وذكريات : إبراهيم الحسون)
اضطررت للعودة لأقول له "لا أعلم"!!
في عزلة منكبا على كتاب"فن القراءة" لــألبرتو مانغويل .. كطفل عثر على لوح من"الشوكولاتا" ويخشى أن ينتهي .. فيقضم منه "قضمة"ثم .. ثم يعيده .. إلى مخبئه .. مثله أقرأ "موضوعا" .. ثم اترك الكتاب .. صفحاته الأربعمائة .. بدأت الجهة اليسرى منها .. تتقلص لصالح الجهة اليمنى!!
مقتطفات :
كتب ما نغويل :
(القراءة – تلك الفعالية الأكثر إنسانية بين الفعاليات الخلاقة. أؤمن بأننا في الصميم حيوانات قارئة وبأن فمن القراءة،في أوسع معانيه ،يميز نوعنَا الإنساني){ص 11}.
(رئيس وزراء كندي يقتلع السكك الحديدية ويسمي ذلك "تقدما"،رجل أعمال سويسري يبيع بضائع التهريب ويسمي ذلك ""تجارة"،رئيس أرجنتيني يحمي القتلة ويسمي ذلك"عفوا". لمواجهة مثل هذه التسميات المغلوطة ،فليفتح القراء صفحات كتبهم. في حالت كهذه من الجنون المتعمد،تساعدنا القراءة المحافظة على ترابط أفكارنا وسط الفوضى){ص 24}.
(يعرف القراء أن ثمة على الأقل،هنا وهناك،أمكنة آمنة قليلة،حقيقية كالورق وحميمية كالحبر،تمنحنا مأوى ومائدة أثناء عبورنا خلال الغابة المظلمة التي لا اسم لها){ص 26}.
( فحين يشير والداه إلى الهولوكوست يذكرهما بفيتنام،وعندما يذكرون معاداة السامية ينوه بأنه لا وجود ليهودي واحد نبّاش قمامة في فرناس. تحولت"لماذا أنا؟"إلى"لما لستُ الآخر؟"){ص 43}.
(ترفض الكتب الجلوس هادئة على الرفوف){ص 46}.
تلك رفوفكم .. إنها "ميتة"على رفوفنا .. أرجو أن أكون مخطئا.
(.. أقرأ عشوائيا كل ما تقع عليه يدي تقريبا،أنهلُ من الكتب التي تحول أسعارها الباهظة دون أن أشتريها،مقلبا صفحات كتب أخرى أعارني إياها أصدقاء لا يلتزمون الحيطة،مستعيرا قلة من مكتبات عامة نشدانا للمؤانسة أكثر من التعلم،ولم أنه أيا منها إلا فيما ندر. لم يقُد قراءتي منهج أو فضول تجاه أدق التفاصيل أو تبحر في العلم أو إحساس بالواجب. استسلمت جسدا وعقلا .){ص 59}.
وأخيرا ..( نحن القراء على الطرف الآخر من الصفحة،نحتاج إلى موهبة كهذه تحمينا من"أن تُعمينا عيوننا"كما عبر ريوبورت برووك بدقة أكبر. هبةُ كهذه،كما علمنا نورثروب فراي،تكمن في جوهر فن القراءة الحقيقي){ص 129}.
أطلت كثيرا .. بينما فصل"بوابات الفردوس" – يا للمصادفة ! – من الكتاب يلوح لي.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي