ليل هادئ ..
ارى نفسي من خلال مسبار عينيك ؛ ظل رجل مفروض عليك ،
قبلتي به كقدر محتوم .
تهمشني نظراتك فارتشف دخان تغافلك ولا مبالاتك حسرات ..
، تسقطين رجولتي في متاهات الامتناع والقبول ...
رياح الحيرة تعصف بي تحاول قلع بقايا جذور واهنة .
.اراك تهشميني كلوح زجاج يسقط من شاهق دونما اهتمام ،
تنثريني كبقايا رغام مخبوء في قيعان الاسى ..
امني النفس بان تروين يبابي العطشى ،
ولكن لا اعرف متى ذلك سيكون .
_ اما آن الأوان .. ؟
.. ترفضين طلبي بكلمات طالما الفتها ..
_ انا متعبة .. انا مريضة .. انا اقتات على همومي .. فدعك مني ..
_ ولكن .. ؟
يتعثر الكلام على عتبة شفتيّ ..
تتعمدين إسدال الستار على كل محاولات الاستجداء التي تطرق مخارج الحروف .
.باتر سيف لسان صدودك مجبل على الإعراض والنفور .
. يقمعني سوط نفورك .يقطعني الى نصفين .يذبحني من الوريد إلى الوريد ..
يلقيني صلقك على شواطئ الا مبالاة اغترف من رمال الخيبة واضعها في غربال رأسي المكدود ..
ابكي دونما صوت ، اتحامل على جرح طالما غار فيه نصل خنجر إعراضك به واستقر في حشاشتي المكلومة .
ذؤابة الشوق تنطفئ في لحظة فاصلة .
فالقرار هو قرارك .
أعاود الرجاء لكن يمنعني من الوصول إليك ركاما من جليد .يقمع كل رغباتي ..
.يميت كل عرق نابض في داخلي .
يكبح جماح الحصان الذي اتعبه الجري وراء سراب معينك الناضب .
يشابك الليل اغصاني ، يلملمني . يهزأ بعضي من بعضي ..
وانت تلتحفين الخداع ، تفتعلين النوم ، لكنك تترصدين كل حركاتي وسكناتي ..وتحصين عليّ انفاسي المضطربة لتعلني بعد ذاك نصرك المؤزر ..
فيجول في خاطري صدى سؤال طالما تردد في داخلي صداه
( آنى لها أن تجبر خاطري الكسير ..؟)
لكن
معاول فشلي محمولة على كتفي أشذب بها ادغال هزيمتي وانكساري
حين يأتي الصباح .. اختلس النظر اليك ، عل وأن اجد بقية من امل مدخر في عينيك ..
لكنك تتجاهلين كل ما كان وما سيكون ..
تخرجين بقايا جمرات من تحت اكوام رماد ،
تظنين ان نيرانها ستخمد ما أن يجيء الصباح .
..تلوحين بأصبعك محذرة إياي من التمادي في رفع اشرعة التذمر والتمرد ,
كفحيح افعى يخرج الصوت من فيك .. تملين علي شروط ظفرك ..
- ألا تذهب لعملك .. لقد ازف ليل جنونك ..
اطأطأ رأسي .. احاول أن اكون صلبا .. لكن ابتساماتك المتشفية . تلطمني على وجهي ،
فاكف عن التحديق إلى هضاب جسدك ..
اعلن إذعاني لقدري ..
( محال السير في طرقك الوعرة ، مهما حاولت فمسالك دروبك لن توصلني إلى شواطئك الدافئة ..)
يصطفق الباب ورائي معلنا اندحاري الابدي ... إلا هذه المرة
تند مني وبلا سابق انذار كلمة
_ لا ...
سيكون هذا آخر اصطفاق بعد هذه ..الا ...
ستكون اول كلمة رفض وآخر كلمة احتجاج اسجلها في سفر حياتي معك ،
.. فلا عودة لاضطراب ليلك البهيم بعد اليوم ..
.. صار القرار باتا وملزما ..
قطعت كل سبل العودة إليك...
فبعد ان كنت ... سأكون ..
انا هنا خارج اسوار تسلطك ..اجوب الازقة والشوارع بلا هموم ...
أبحث عن ليل هادئ يوقظ الشباب في فضاء كهولتي ..
فبعد سبات العواطف وموت اسطورة حب كان .سأولد من جديد .
سالم الحميد