هااااام وعام للأهمية:
أتركوا حروف التجمل والصباحات المكرورة والتهانى وإبداعاتك لغيرك وابدع لنفسك وبيتك، فالغضب والفرقة وافتقاد العفو بين الزوج وزوجته أدت الى هدم معظم بيوتنا والبقية تنتظر الهدم ، وإن لم تهدم باتت قابعة خاوية على عروشها فى المبنى وفى المعنى مليئة بالحزن والتعاسة وموضوعنا هو :
(إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغْتَنِمْها)
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
وَعَد إبليس وتوعّد بني آدم أنه لا يزال يُغويهم .. (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) .. و (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً)
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الشيطان قال : وعِزَّتِك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغْفِر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وغيره وهو حديث صحيح .
ومن ذلك الإغواء .. والاستيلاء والاحتواء .. حِرصه – لعنه الله – على التفريق بين المتحابِّين .. وعلى تفريق الأزواج على وجه الخصوص ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن إبليس يَضَعَ عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منـزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا فيقول : ما صنعتَ شيئا ، قال : ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته ، قال : فيدنيه منه ، ويقول : نِعْمَ أنت . قال الأعمش : أراه قال : فيلتزمه .
وحينما تَهُبّ زوابِع الغَضَب فتَعْصِف بالحياة الزوجية .. يَرقُص إبليس طرباً .. حِرصا على تشتيت الشَّمل ! وطلبا للعداوة والبغضاء .. ورغبة في التفريق بين الزوجين !
ولربما نَفَخ في أوداج أحد الزوجين حتى يَحمرّ وجهه ! وتنتفِخ أوداجه ! فتعلو الأصوات .. وتتتابَع الكلمات .. ويحْتَدّ الخصام .. ويؤول الأمر إلى طلاق وفراق .. تُكسَر معه الآنية ! وتُحطّم معه الأضلاع !
اسْتَبّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فغضب أحدهما فاشتدّ غضبه حتى انتفخ وجهه وتَغَيَّر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد ؛ لو قال : أعوذ بالله من الشيطان ، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : تعوّذ بالله من الشيطان ، فقال : أترى بي بأسا ؟ أمجنون أنا ؟ اذهب ! رواه البخاري ومسلم .
فما يكون من خِصام إلا وللشيطان منه نصيب !
فـ " المستبان شيطانان يَتَهَاتَرانِ ويتكاذبان " كما في المسنَد والأدب المفرد للبخاري .
وهذا من تربّص إبليس بذرية آدم ..
وقد دَخَل إبليس على بني آدم من ثلاث طُرُق : الغفلة والغضب والشهوة !
قال ابن القيم : ودُخُولُه على العبد من هذه الأبواب الثلاثة ، ولو احترز العبد ما احترز العبد ما احترز فلا بُدّ له من غفلة ، ولا بُدّ له من شهوة ، ولا بُدّ له من غضب . وقد كان آدم أبو البشر من أحلم الخلق وأرجحهم عقلا ، وأثبتهم ، ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى أوقعه فيما أوقعه فيه . فما الظن بفراشة الحلم ، ومَنْ عقله في جَنْبِ عقل أبيه كَتَفْلَةٍ في بَحر ؟! ولكن عدو الله لا يخلص إلى المؤمن إلا غيلة على غِرة وغفلة فيوقعه . اهـ .
إن تلك المداخل يُمكن إحكام غلْقِها ! أو على الأقل الاحتراس من دُخول العدوّ منها !
وذلك بـ :
1 - التفاهم بين الزوجين .. بعيداً عن الصَّخَب ! في ظِلّ احترام مُتبَادَل ..
فالحياة الزوجية ليست ثَكَنَة عسكرية !
2 - إذا غضِب أحدهما استرضاه الآخر !
قال أبو الدرداء لأمِّ الدرداء : إذا غَضِبْتُ فَرَضِّينِي ، وإذا غَضِبْتِ رَضَّيْتُك . فإذا لم نكن هكذا ما أسرع ما نفترق !
3 – استغلال ساعات الصَّفاء .. وأوقات الهناء .. وأيام طِيب اللقاء !
فإن النفس لها نُفُور ! ولها سُكُون
وقديما قيل :
إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها = فإنّ لكل خافقـةٍ سكونُ
ولا تزهَدْ عن الإحسان فيها = فما تدري السكونُ متى يكونُ
وإن دَرَّتْ نياقك فاحتلبها = فما تدري الفصيل لمن يكون
فحينما تَهُبّ رياح الصفاء في أيام الهناء .. ويكون طِيب اللقاء .. تكون النفس في سُكون .. والقلب في ارتياح .. عندها يكون كل طَرَف على استعداد للسَّمَاع والتفاهُم ..
حينها يَحسن أن يتم الاتِّفاق على عدم التغاضُب !
ومن ثَمّ يتم كشف حسابات بأخطاء الحياة الزوجية .. يتم التوصُّل فيها إلى حَلّ يُرضي جميع الأطراف !
ولا أعني تنغيص ساعات الصفاء .. بل استغلالها الاستغلال الأمثل لِعرض المشكلة بأرَقّ عِبارة ، وألطف إشارة .. يُصرِّح كل طَرف بما يجول في خاطِره .. وبما يكون سببا للنَّكَد .. ليتم اجتنابه مُستَقبَلاً .. ويتم تحاشيه فيما يُستَقْبَل من أيام ..
قد تكون سُرعة غضب أحد الزوجين هي سبب نَكَد الحياة الزوجية ..
وقد يكون إهدار كرامة أحد الطرفين للآخَر ! وإهماله سبب قَتَر الحياة الزوجية !
أما إنه لا يَحسُن عرض المشكلة ، ولا التحدّث بالخطأ أمام الناس .. بل ولا أمام الأولاد ..
كما لا يَحسُن ذلك أن يكون في وقت انشغال بالِ .. أو تشويش ذِهْن !
بل يتم اختيار أنسب الأوقات لِحلِّ تلك المشكلات ..
وقد تكون المشكلة أوهَى من بيت العنكبوت ! وتتم إزالة خيوطها في جلسة مُصارَحة ..
وقد يكون من الأنسب أن يَسأل أحد الزوجين صاحبه : لديّ ما أقوله .. فهل لديك استعداد لسماعه ؟!
هذا .. بعد تفحّص الْجَبِين !
ورؤية أسارير الوجه !
أما إن كان الجبين مُقطِّباً ! أو الوجه عابِساً ! فلن تزداد الأمور إلا سوءاً ! والمشكلات إلا تعقيداً !
أما إذا بَرَقَتْ أسارير وجهه .. وكان طَلْق الْمُحَيّـا .. بَرّاق الثنايا – فعندها قُل يُسمَع لك !
وإني لأحسب كثيراً من مشكلات الحياة الزوجية تبدأ من نُقطَة .. وتنتهي بِطلْقَة وفُرْقَة !
وينبغي هنا أن لا نُغفِل الأسباب الجوهرية وراء تدهور الحياة الزوجية !
ومن ذلك :
1 - المعاصي والمنكَرَات التي تكون في البيوت .. أو تكون من أحد الزوجين .. فيُعاقَب العاصِي بِتَغيّر صاحبه ..
قال الفضيل بن عياض : إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خُلُق حماري وخادمي .
وسبقت الإشارة إلى هذا في :
هـذا بِـذنـْـبِـي ... http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/76.htm
ومِن ذلك تضيع الصلوات .. والسهر المحرَّم .. وصُوَر ذوات الأرواح .. والأغاني والموسيقى ..
2 – إهمال كل طَرَف للآخَر .. وربما سَكَت كل طَرَف على مَضض عن أخطاء صاحبه ..
وفَرْق – رعاكم الله – بين التغاضي عن بعض الأخطاء والهفوات .. وبين السكوت عنها مُطلَقاً !
فالتغاضي مطلوب .. وبِه قوام الحياة الزوجية .. والسكوت الْمُطلَق قد يُدمِّر الحياة الزوجية !
والحياة الزوجية كالرصيد في البنك ! فإن أخذت منه .. من غير عطاء .. نفِد الرصيد ..
فالحياة الزوجية بحاجة إلى إيداع ! وهي بحاجة إلى تغطيةِ رَصِيدِ العواطِف !
ويكون ذلك بِهدية ..
بِكلمة طيبة ..
بتقبّل الـنُّصْح ..
بالاعتراف بالخطأ ..
بمعرفة عيوب النفس .. حتى لا يتمادى الإنسان في أخطائه ..
أما المكابَرَة .. والجفاء .. ورَمْي الأعباء والأخطاء .. فهذا يَهدِم رُكن الحياة الزوجية ( المودّة )
فَرُكْنـا الحياة الزوجية مَحَبّة ورحمة : (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)
3 – موقف كل طَرَف موقف العِداء !
وقد يكون الإعلام له دور في صناعة ذلك !
كيف ؟
بتصوير العلاقة بين الرجل والمرأة بِعِلاقة ( القط والفأر ) !!
وكل طرف يبحث أو يُفتِّش عن زلاّت صاحبه !
وكلٌّ من الزوجين يقِف موقف العداء من صاحبه !
إن الحياة الزوجية حياة تكامل .. لا حياة تطاحن !
كما قالت المرأة الحكيمة : " كُونِي له أمَةً يَكُن لكِ عَبداً " !
4 – تَصَوُّر بعض النساء أنه لا أمل في الإصلاح ! وأن الزوج لا يُمكِن أن يُغيِّر طبْعَه !
ومتى ما شعرت المرأة بهذا الشعور ، فلن تُغيِّر ولن تتغيَّر ..
وسوف يزداد الأمر سوءاً ..
ويُذكر قصة – رمزية – تقول القصة :
جاءت امرأة في إحدى القرى لأحد العلماء وهي تظنه ساحرا ، وطلبت منه أن يعمل لها عملا سحريا بحيث يحبها زوجها حُـبًّا لا يَرى معه أحد من نساء العالم . ولأنه عالم ومُرَبّ قال لها : إنك تطلبين شيئا ليس بسهل ! لقد طلبت شيئا عظيما . فهل أنت مستعدة لتحمل التكاليف ؟
قالت : نعم
قال لها : إن الأمر لا يتم إلا إذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد
قالت: الأسد قال : نعم
قالت : كيف أستطيع ذلك والأسد حيوان مفترس ولا أضمن أن يقتلني أليس هناك طريقة أسهل وأكثر أمنا
قال لها : لا يمكن أن يتم لك ما تريدين من محبة الزوج إلا بهذا وإذا فكرت ستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف ....
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماس بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة فاستشارت من تثق بحكمته فقيل لها أن الأسد لا يفترس إلا إذا جاع وعليها أن تشبعه حتى تأمن شَرّه . أخذت بالنصيحة وذهبت إلى الغابة القريبة منها ، وبدأت ترمي للأسد قطع اللحم وتبتعد ، واستمرت في إلقاء اللحم إلى أن ألِفَتِ الأسد وألِفَها مع الزمن . وفي كل مرة كانت تقترب منه قليلا إلى أن جاء اليوم الذي تمدد الأسد بجانبها وهو لا يشك في محبتها له ، فوضعت يدها على رأسه وأخذت تمسح بها على شعره ورقبته بكل حنان و، بينما الأسد في هذا الاستمتاع والاسترخاء لم يكن من الصعب أن تأخذ المرأة الشعرة بكل هدوء ! وما إن أحست بتملّكِها للشعرة حتى أسرعت للعالم الذي تظنه ساحرا لِتُعْطِيه إياها ، والفرحة تملأ نفسها بأنها ستتربع على قلب زوجها وإلى الأبد .
فلما رأى العالم الشعرة سألها : ماذا فعلت حتى استطعت أن تحصلي على هذه الشعرة ؟
فشرحت له خطة ترويض الأسد ، والتي تلخصت في معرفة المدخل لقلب الأسد أولاً - وهو البطن - ثم الاستمرار والصبر على ذلك إلى أن يحين وقت قطف الثمرة .
حينها قال لها العالم : يا أمة الله ... زوجك ليس أكثر شراسة من الأسد !! افعلي مع زوجك مثل ما فعلت مع الأسد تملكيه . تَعَرّفي على المدخل لِقَلْبِه وأشبعي جوعته تأسريه ، وضعي الخطة لذلك واصبري .. تنالي مُرادَك ..
إن الزوج مهما كان شرِساً لن يكون أشرس من الأسد !
وإن الزوج الذي يقف موقف عداء .. بل وموقف يأس من إصلاح صاحبه .. ربما يبدأ بِهدم الحياة الزوجية من هذا الْمُنْطَلَق ..
5 – إغفال وسائل الإصلاح .. من دعاء .. وتحكيم .. ودَفْعٍ للسوء بالصَّدَقات .. وبَحْثٍ عن مفاتيح القلوب .. بل ومفاتيح الرِّجَال !
فإن لكل شخص مفتاحاً ! كما أن لكل باب مفتاحاً !
وإنما تُفتَح الأبواب بمفاتيحها !
وكم نغفل عن الدعاء ..
وربما فُتِحت به مغاليق .. وصُرِفتْ به من قلوب ..
وأُصْلِح به من عيوب ..
============
منقول من موقع صيد الفوائد
*- ومن موقع شبكة مشكاة الإسلامية : لعلاقته بما سبق نقله:
الغضب بين الشرع والطب
.
أثنى الله عز وجل على الكاظمين الغيظ فقال في وصف المؤمنين الذين على ربهم يتوكّلون : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ) .
وتأمل كيف قال (هُمْ يَغْفِرُونَ ) بعد ذِكر الغضب ؟
ذلك أن الغضب يدفع على الانتقام والتعدّي ، فإذا غضب المؤمن لِـحَـظِّ نفسه تذكّر ما أعدّ الله له من الجزاء إذا عفا فيعفو ويغفر ويصفح .
وقال سبحانه وتعالى في وصف المتقين : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
رُوي عن ميمون بن مهران أن جاريتَه جاءت ذاتَ يومٍ بِصَحْفَـةٍ فيها مَرَقَـة حارة وعنده أضياف فعثرَتْ فصبّتِ المرقـةَ عليه ، فأراد ميمون أن يضربـها .
فقالت الجارية : يا مولاي استعمل قولَ الله تعالى : ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ) قال لها : قَدْ فعلتُ ، فقالت : اعمل بما بعده : ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) فقال : قد عفوت عنك ، فقالت الجارية : ( وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) قال ميمون : قد أحسنت إليك ، فأنت حـرَّةٌ لوجه الله تعالى .
وروي عن الأحنف بن قيس مثله . ذكره القرطبي في التفسير .
وفي فضل كظم الغيظ ، وامتلاك التّصرّف ، وضبط النفس ، جاءت الأحاديث النبوية
فمن ذلك :
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله . رواه الإمام أحمد وابن ماجه .
ولما كان الغضب يضرّ بصاحبه مع ما يتسبب به من أذية للآخرين فقد جاء الثناء على من ملَك نفسه وقهرها عند غلبة الغضب .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصُّرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب . رواه البخاري ومسلم .
وقال : ما تعدون الصُّرعة فيكم ؟
قالوا : الذي لا يَصرعه الرجال .
قال : ليس بذلك ، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب . رواه مسلم .
ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أوصني . قال : لا تغضب . فردّد مرارا . قال : لا تغضب . رواه البخاري .
والغضب مدخل من مداخل الشيطان على النفس
قال سليمان بن صرد : كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان ، فأحدهما احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ذهب عنه ما يجد . فقالوا له : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تعوّذ بالله من الشيطان ، فقال : وهل بي جنون ؟! رواه البخاري ومسلم .
ليتأمل الإنسان نفسه حال الغضب
قال ابن ابن القيم رحمه الله : إذا خَرَجَتْ من عدوك لفظةَ سَـفَـهٍ فلا تُلْحِقها بمثلها تُلَـقِّـحْـها ، ونَسْل الخصام نسل مذموم ! اهـ .
وقد حذر علماء الطب الألمان من أن الغضب يشكل خطرا على القلب ، مشيرين إلى أن أكثر الذين أصيبوا بأمراض في القلب كان " الغضب " أحد أسبابه الرئيسية .
وأعلن الأطباء في مؤتمر عقدوه يوم الثلاثاء الموافق 16-4-2002م في العاصمة الألمانية برلين أن أكثر الذين توفُّوا بجلطة قلبية كان " الغضب " وخيبة الأمل أحد أسباب الوفاة الرئيسية، إذ أن الغضب يعمل إما على تقوية سرعة القلب بحيث تخرج عن السيطرة أو إبطاء نبضاته ليُصبح من الصعب إعادته إلى حالته الأولى .
وأشار عالم الطب من المستشفى الجامعي فى مدينة بون " بيتر فاجلر " في محاضرته إلى أن إجراء عملية تبريد القلب يمكن أن تساعد صاحبه على المضي في الحياة بإذن الله إذا ما توفرت العناية به ، مشيرا إلى أن المستشفى الجامعي قام بإجراء بحوث حول عملية التبريد شملت حوالي 275 مريضا وُضعوا في غرفة عناية فائقة لمدة 24 ساعة مجهزة بمكيف هواء بارد يناسب جسم المريض ، على أن تكون حرارة جسمه الداخلي ما بين 32 و 34 درجة مئوية .
وأكد على ضرورة أن يبعد عن المريض الثقلاء من الزوار ! موضِّحا أن نسبة التجارب الناجحة على مرضى القلب بعملية التبريد وصلت إلى 41% من الذين يعانون من أمراض قلبية مختلفة .
ليُعلم أن دِين الله عز وجل هو الدِّين الكامل الشامل لجميع نواحي الحياة ، فما مِن خير إلا دلّ عليه ، وما مِن شرّ إلا حذّر منه .
والله يحفظكم
*- ومن شبكة مشكاة الإسلامية : لعلاقته بما نشر أيضا :
حافظ على هدوئك !
.
عندما تُستفـزّ
وحينما تُستثار
ويُراد منك أن تثور وتغضب
فَـكُـن في غاية الهدوء
أَعْلَمُ أن ذلك من الصعوبة بمكان خاصة في بداية الأمر ..
ولكن تذكّر : " إنما العلم بالتعلّم ، وإنما الحلم بالتحلّم ، من يتحر الخير يُعطه ، ومن يتقِّ الشر يُوقـه " .
ربما يصعب عليك كظم الغيظ أو كتمان الغضب ..
ولكن عندما تتذكّر عظيم الأجر في كظم الغيظ وكتمان الغضب وقَسْر الـنَّـفْس وكَبْتَ جِماحها يَهُون عليك ذلك .
وإنما تؤخذ الـنَّـفْس وتُربّـى بالرياضة .
وتذكّر :
إنما يُمدح الإنسان بكظم الغيظ
ويُثنى عليه بحَبْسِ الـنَّـفْس
ولذا قيل :
الحليم يتغافل ، والكريم إذا قَدر عفـا
هل رأيت الناس يُثنون على أهوج ؟!
أو يَمدحون أرعَـن ؟!
فالثور إذا هاج لم يقف لِهَيَجَانه شـيء !
ويكفي في ذمّ البطش والانتقام أنه من صفات الحيوان الأهوج !
ويكفي في فضل كظم الغيظ وحبْس النفس أنه من صفات الكرماء .
فقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك .
قالت عائشة رضي الله عنها : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله ، فينتقم لله عز وجل . رواه مسلم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس : إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة . رواه مسلم .
قال سعيد بن عبد العزيز : فَضل شداد بن أوس الأنصار بخصلتين : ببيان إذا نطق ، وبكظم إذا غَضِب .
ورُوي عن القعنبي قال : كان ابن عون لا يَغضب ، فإذا أغضبه رجل قال : بارك الله فيك !
فـكُـن كما قال الإمام الشافعي :
يخاطبني السفيه بكل قبح = فأكره أن أكون له مُجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما = كعُودٍ زاده الإحراق طيبا
والله يتولاّك .