الجبهة الشعبية لحقوق الإنسان
د. فايز أبو شمالة
نجحت الجبهة الشعبية بالتحالف مع الحزب الشيوعي في حشد عشرات الأشخاص من محافظة خان يونس البالغ تعدادها أربعمائة ألف شخص، عشرات الأشخاص رفعوا صورة بشار الأسد، واحتموا بشعارات تحرير فلسطين.
أربعمائة ألف إنسان من خان يونس استفزتهم صورة بشار الأسد، فالدم السوري الذي يجري في شوارع الشام يحرق قلب فلسطين، لذلك بدأت تتساقط حجارة ألاف الحاقدين على بشار الأسد فوق رؤوس عشرات المؤيدين له، حتى أوشك الناس ان يطبقوا عليهم قذفاً وسباً وتجريحاً، لولا تدخل الشرطة الفلسطينية السريع، للحيلولة دون تمزيق أنصار بشار الأسد. هذا ما أكده لي أكثر من شاهد عيان ومراقب، وثق بعضهم التفاصيل، ليضيف أحدهم قائلاً:
لقد أمهلت الشرطة الفلسطينية عشرات المؤيدين لبشار الأسد بعض الوقت كي ينفضوا، ويغادروا المكان، ولكن أحد رافعي صورة بشار الأسد همس في أذن الأخر: إذا استمر هذا الحال فلن يشعر بنا أحد، ولن تنتبه لنا الفضائيات باستثناء الميادين، علينا أن نشتبك مع الشرطة، وأن نحدث إصابات بينهم وبيننا، إنها فرصتنا الأخيرة للحضور الإعلامي.
لقد تطاول أنصار بشار الأسد في خان يونس على الشرطة الفلسطينية، واعتدوا عليها بالضرب بشكل متعمد، حتى أصابوهم بجراح، مما اضطر الشرطة الفلسطينية إلى تفريقهم بالقوة، ومن ثم سجن بعضهم.
انتهت الرواية التي يعرفها، وتناقلها، وعاش تفاصيلها، واضطلع عليها معظم سكان محافظة خان يونس، ولكن الذي لم ينته؛ هو تحرك منظمات حقوق الإنسان لتحرير فلسطين التابعة للجبهة الشعبية، حيث أعلنت عبر أحد المواقع المؤيدة لها غضبها على الشرطة، وراحت تروج لبطولات وهمية، وهي تطالب بحرية الرأي، ومحاربة القمع والدكتاتوريات.
من مفارقات فلسطين العجيبة أن الأسماء نفسها، والشخصيات ذاتها التي تهاجم عمل الشرطة الفلسطينية، تهاجم زيارة الشيخ القرضاوي، لأن زيارته لأصغر قطعة أرض فلسطينية تم تحريرها بقوة السلاح، تشجع على الانقسام.
لقد تصدر الهجوم على الشيخ كل من ألأمين العام للتجمع المسيحي في الاراضي المقدسة ديمتري دليان، وأمين عام النضال الشعبي أحمد مجدلاني، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان، وعضو المكتب السياسي للجبهة العربية الفلسطينية صلاح أبو ركبة، والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف،ونائب أمين عام 'فدا' صالح رأفت، وعضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول، وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض. هكذا تسلسلت الأسماء على موقع "سما"
ولكن سماء فلسطين تحفظ ذاكرة سكان قطاع غزة، وهم يقولون: هذه الأسماء والفصائل التي قادت العمل الوطني منذ خمسين سنة، وأوصلت قضيتنا السياسية إلى حافة الهاوية، هذه الأسماء اليسارية التي نسمع بها اليوم، أين تذهب حين يشتد وطيس المعارك مع إسرائيل، ولماذا لا نسمع لها صوتاً حين يدوي في الآفاق صوت القذائف التي يطلقها رجال المقاومة.