تاريخ النشر : 2010-02-10
غزة-دنيا الوطن-محمد اللوح
عبر العشرات من العاملين في الأنفاق عن خشيتهم من حدوث موت جماعي في الأنفاق الأرضية التي يستخدمونها لتهريب البضائع والسلع الغذائية إلى قطاع غزة المحصار بفعل الجدار الفولاذي الذي تبنية مصر..
وأوضح العديد من ملاك وعمال الأنفاق إن عمليات موت جماعية ستحدث إذا أقيم هذا الجدار سيما وأن الحديث يدور على أنه مزود بشبكة ضخ مياه ممتدة في باطن الأرض من البحر غرباً إلي نهاية الحدود شرقاً أي على طول الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
وقال شادي والشريك بأحد الأنفاق بمنطقة حي السلام شرق مدينة رفح " بأن عملهم بالآونة الأخير تقلص سيما بالشهرين الماضيين مقارنتاً بالفترة التي سبقت هذين الشهرين ..
وأشار أن السبب في ذلك يعود لخشيته على أرواح العاملين بالنفق ، بسب قيام السلطات المصرية بعمل ما يعرف " بالقدوح " داخل الأرض من الجانب المصري ، ومن ثما تقوم بضخ المياه بالصهاريج التي تقوم بدفنها بالتربة على طول الحدود .. ، الأمر الذي يؤدي إلي انهيارات بالتربة وبالأنفاق القريبة من هذا القدوح مما يشكل خطراً على حياة العاملين بها جراء تلك الانهيارات ..
بدورة لفت أبو رمضان صاحب أحد الأنفاق بنفس المنطقة " بأن هذه المحاولات التي تقوم بها السلطات المصرية لم تكن الأولى ، حيث سبق وإن قامت السلطات المصرية بالعديد من المحاولات لإغلاق الأنفاق منذ أن تم نشأتها ..
وتمثلت هذه المحاولات في " تفجير بعض الأنفاق من خلال وضع متفجرات بداخلها ، إضافة رش غازات سامة بالأنفاق التي يتم اكتشافها ، علاوة على ملاحقة المهربين ، وليس إنتهائاً بضخ المياه وبناء الجدار الفولاذي ..
وحذر كلاً من أبو رمضان وشادي من حدوث موت وإعدامات جماعية داخل الأنفاق ، نتيجة ضخ المياه بالتربة في محالة للحد من الأنفاق ، مطالبين كافة الجهات المختصة وعلى رأسها ومؤسسات وهيئات حقوق الإنسان والدول العربية لضغط على مصر لوقف هذه الحفريات التي من شأنها تهدد أرواح المئات ..
وفي السياق ذاته أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي خلال مؤتمر صحفي عقد في القاهرة : أن مصر تقوم بالبناء على طول الحدود مع قطاع غزة لكنها لا تبني ما تسميه بعض التقارير بجدار فولاذي بهدف وقف التهريب عبر الحدود ..
وحذرت حركة حماس من هذه الإجراءات المصرية على طول الحدود مع غزة ، والتي من شأنها أن تحدث انهيارات أرضية في الأرضي الفلسطينية وتتسبب في سقوط ضحايا كثر .
وبينت الحركة في بيان وصل " وكالة قدس نت للأنباء" نسخة عنه أن هذا الجدار هو مشروع مزدوج " الجزء الأول منه يتكون من قطع فولاذية تدفن في الأرض وسمكها خمسة عشر سنتيمتر يصعب اختراقها ، والثاني هو عبارة عن أنابيب أفقية وعرضية سيتم ربطها بالبحر الأبيض المتوسط من أجل حدوث انهيارات في التربة ..
بدوره شدد الباحث والحقوقي بمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان سمير مخيمر على ضرورة أن يتنبه العالم لمخاطر وعواقب ما تقوم به السلطات المصرية على طول الحدود مع غزة ، لأنه يهدد بالفعل حياة المئات من العاملين بالأنفاق في حال تم تنفيذه ..
وعبر ن تخوفه من إذدياد عدد ضحايا الأنفاق في حال بدأت السلطات المصرية بضخ المياه في باطن الأرض ، كما تتحدث بعض التقارير الإعلامية ، ملفتاً بأن الخطورة تكمن في حال تم ضخ مياه في تلك الأنفاق أثناء تواجد العاملين بها مما يؤدي لغرق الكثير منهم ،علاوة على الانهيارات الكبيرة التي من المتوقع بأن تحدث بالتربة في أعقاب ذلك ..
وحذر مخيمر من حدوث كارثة إنسانية بقطاع غزة في حال إسمترار العمل ببناء الجدار ، لأنه يضيق الخناق على قطاع غزة المحاصر أساساً من قبل إسرائيل منذ قرابة الأربعة أعوام ، مطالباً كافة الجهات المعنية بالتدخل لوقف العمل بهذا الجدار..
ووفق أخر الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة الضمير فقد تبين بأن عدد ضحايا الأنفاق تجاوز الـ 120ضحية ، قضى قرابة 30منهم خلال عام 2008، علاوة على ارتفاع عدد الإصابات ليتعدى الـ 500مصاب ..
ويعاني معظم سكان قطاع غزة والبالغ تعدادهم قرابة 2 مليون فلسطيني من فقر مدقع وفق إحصائيات حديثة صادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويعتمد سكانه بدرجة أولى على العمل على البضائع المهربة عبر الأنفاق ، بسب إغلاق المعابر من قبل إسرائيل منذ ما يقارب من أربعة أعوام ، والذي بدوره شل كافة مناحي الحياة المعيشة بالقطاع ، الأمر الذي دفع سكانه لتوجه لحفر الأنفاق لقاء حاجتهم الأساسية ..