غزَلُ الليلَك
تتسلّق جدار بيتنا الغربي، المفتوح على بحر يافا، وتطلّ على غرفتنا الواسعة..
أمي تتحدث إليها في كلّ صباح، تغازلها، فأسألها:
ـ هل تسمعك يا أمي.؟
... ـ آه يمه.. الليلكة إلها روح، تسمع وتفرح وتحزن..
في أواسط شهر أيار من ذلك العام البعيد، صحوت على طوفان من زهور الليلك البنفسجية تسّاقط في أرجاء الغرفة، وتنشر لونها الزاهي على فرح أمي:
ـ ما شاء الله.. ما شاء الله
في حديقة الجلاء بدمشق، عرس ليلكي، زهور البنفسج تسّاقط كندف ثلجية ممهورة بألوان الشفق، وقفت بخشوع أسترجع المفردات التي كانت أمي تغازل بها الليلك، وقبل أن أنبش في قاع الذاكرة، خطرت من جانبي امرأة تشبه أمي، وهي تهمس بفرح:
ـ ما شاء الله.... ما شاء الله
ع.ك