كشف عدد من الفتيات عن تعرض بعضهن وبعض صديقاتهن لمعاناة دائمة تقلق حياتهن ليل نهار، وتكدر صفو عيشهن، بعد أن أصبحن أسيرات لبعض الشباب غير المسؤولين، الذين استغلوا بعض الهفوات التي بدرت منهن، وبدأوا في ابتزازهن بعد تهديدهن بهذه الهفوات، التي تمت في لحظات طيش وجهالة، حتى أصبح البعض منهن يفكرن جديا في الانتحار.
بعض الفتيات تورطن في علاقات مشبوهة مع بعض الشباب الذين كانوا يتفننون في رسم الخطط لاصطيادهن وابتزازهن ماديا، بعد أن أوهموهن بالحب، وفرشوا لهن الطريق بالورود، وبعد أن تورطن أظهر هؤلاء الشباب الوجه الآخر، وبدأوا في الابتزاز والتهديد، لتبدأ المعاناة والقلق الذي يعشنه خوفا من الفضيحة أو التمادي في الابتزاز.
وتعترف إحدى الفتيات أنها مضطرة لسداد فواتير هواتف أحد الشباب الذي تعرفت عليه قبل فترة، ولم يكن بينهما سوى مكالمات هاتفية، استغلها بخبثه، وقام بتسجيل كل مكالماتها معه، وبعد أن فكرت في التوقف عن تلك المكالمات المشبوهة ظهر لها بوجه آخر، وبدأ يهددها بفضحها ونشر مكالماتها عبر البلوتوث، إلا أن تحقق مطالبة، وكانت مطالبه تتلخص في تسديد فواتير هواتفه.
وتضيف أنها رضخت لمطالبه، وخاصة أنه لا سبيل للخلاص من تهديداته، فقد كان جادا في فضحها، وليس هناك جهة تثق فيها لتلجأ لها، لذلك فضلت السكوت والرضوخ للأمر الواقع.
فتاة أخرى صورها شاب في حين غفلة، وبدأ يساومها يوميا، ويطلب منها تقديم تنازلات من أجل عدم نشر صورها، حتى أصبحت حياتها لا تطاق، وهي تفكر الآن في الانتحار.
والمعاناة لا تقتصر على الفتيات المتورطات، اللاتي تورطن في علاقات ببعض الشباب، فهناك الكثير من الضحايا من البريئات، اللاتي ليس لديهن أي علاقة، تقول إحدى الفتيات إنه تم تصويرها في إحدى حفلات الزواج دون علمها، وبعد فترة ظهر لها شاب، وأخبرها أن صورتها لديه، ومن ثم بدأ في ابتزازهاـ تقول بحسرة " لا أعرف ماذا افعل؟، فالكل سيظن أني قصدت أن أتعرض للتصوير، خاصة وأن المقطع كما قيل قد صور بشكل محترف، ويوحي بأني على علم بذلك"، وتضيف أنها لن تخبر أحداً فليس هناك من يتفهم مشكلتها.
عدد من الفتيات اللاتي على الرغم من اختلاف مستواهن التعليمي والاجتماعي يعانين من نفس المشكلة، وأصبحن كما تقول إحداهن بين أمرين كلاهما مر، إما السكوت على الابتزاز ومداراة الأمر، أو الفضيحة
وتعترف إحدى الفتيات بأنها كل شهرين أو ثلاثة تقوم بتحويل مبلغ مالي يتجاوز الثلاثة آلاف إلى شخص يعيش في دولة خليجية، وتضيف أنها تجمع مصروفها، وأحيانا تبيع ما لديها من ذهب من أجل إرسال المال إليه، وعن سبب خضوعها لهذا الشكل من الابتزاز قالت إنها تريد أن تثبت له أنها تملك مالا وأنها قادرة على مساعدته والتضحية من أجله.
امرأة أخرى متزوجة تنفق على عامل البوفيه المجاور لمسكنها، فهي متزوجة من رجل لا يقدر معنى المرأة بحسب قولها، بينما العامل غير سعودي وأكثر رومانسية منه، وهي لا تمانع في مساعدته ماليا، خاصة وأنه مغترب ويحتاج لمساعدتها كما تقول.
وعلى الرغم من وجود بعض الجهات المختصة، التي تستطيع الفصل في مثل هذه القضايا إلا أن الفتيات لا يفكرن بالاستعانة بها، لعدم ثقتهن في حفظ أسرارهن ومساعدتهن دون الحاجة لإبلاغ أسرهن، لذلك نجد أنهن يتجهن إلى الاستعانة بالجهود الخيرية التي يقدمها بعض المشايخ أو الداعيات، فيبثثن همومهن من هذا الأمر لهن، وقد تتم مساعدتهن بجهود فردية وفي تكتم شديد، لئلا يفتضح الأمر".
وطالب عدد من الفتيات بإيجاد جهات مختصة تتولى النظر في مثل هذه القضايا بسرية تامة، بحيث تلجأ لها من وقعت في مثل هذه المواقف، دون الحاجة لإشعار الأسرة التي لن تستوعب موقف الفتاة مها كانت مبرراتها، لإنقاذ حياة البعض منهن من الجحيم الذي يعشنه بصفة دائمة.