قصه برائحة السجائر!!!
-يا شيخ مازلت انتظر فتواك بشأن استعصاء رزقي..أنت تعرف تماما, المأزق الذي أنا فيه..أكاد اجن من ظروفي السيئ والغلاء ذبحني يا شيخ.
حرت جدا في أمري هل أبيع الدخان لأعيش؟, فأنا أتوخى الحلال,كنت قد توقفت عن التدخين كما نصحتني وأقنعتني,لكن ضاقت بي السبل في دكاني الصغير هذا, وأنت تعرف كم كان عملي كبيرا واسعا ومردودة وفير, مع أخي فتنكر لي وأخرجني منه وركلني بعدما كنا شركاء على الحلو والمر..! لا أدري سر انقلابه المفاجئ! , كيف حصل؟ ولماذا؟ وماذا فعلت.؟.ربما راق له توسع العمل فأحب أن يستأثر به, ربما صدقت خرافات السحر والشعوذة من حماه المغرورة, ولكنني صنت الأمانة والله العظيم, ظُلمت ولا أحد أنصفني يا شيخ ,حتى عائلتي!
إنها تتسول نقوده ,خرست هي الأخرى!!
أرى أنني كالبطة السوداء, في تلك العائلة البشعة.. ما كنت أحسبها هكذا وربما لم أرها جيدا,تعبد صنمها وأنا اعبد الله..لا أستطيع مجاراتهم بهذا الشكل لا يمكن..
أرشدني يا شيخ...
***
هز رأسه موافقا على إنصافه,بوجهه المريح وعمامته الوقورة,بردائه الذي تتوق لشمه من رائحة المسك فيه, مشيرا له أن ضع الورقة تلك التي تحوي مشكلتك في الصندوق.
بعد حين امتلأ الصندوق حتى آخره,و لم يعد يستوعب المزيد...
خلطهم بقوة ثم فتحه والعيون تهمي إليه متعجبة, بفضولها لمعرفة هدف ما يفعل, ثم قال :
ليأخذ كل منكم أي ورقه, وليقراها بينه وبين نفسه....
عندها حملق كل منهم في زميله ثم في نفسه ثم نصيبه الذي في الصندوق...تجمدت عروقه ...
ولم يجد مناصا من التنفيذ لمعلم يحترمه ....
أعادوها . بعد قراءتها والذهول يغشاهم...
ابتلعوا لعابهم...
.واستمعوا لمحاضرة شيخهم!!! بصمت رهيب....
أم فراس 17-11-2008