متلازمة "نصف الطريق"
يمرّ على منشور طويل فيقرأ جزءاً منه ثم لا يكمله،
يصل إلى "الحاوية" المخصّصة لإلقاء القمامة ثم يضع الكيس خارجها لا داخلها،
يذهب إلى النّادي الرّياضي فيلتزم لعدّة ايّام ثم يتوقف،
تبدأ حمية غذائية تسير عليها لأيام ثم تعود لعاداتها الغذائية السابقة،
لديه موهبة يمارسها لبعض الوقت ثم فجأة يتوقف فتندثر الموهبة وتضمر،
متلازمة "نصف الطريق" أو متلازمة " النَفَس القصير" هي السبب!! معظم الناس يظلّون في المربّع الأوّل لأنّهم يجيدون الانطلاق ولكنّهم لا يعرفون الاستمرار، يحسنون البداية ولا يحسنون الخاتمة.
في كلّ مجال في هذه الحياة يوجد آلافٌ من النّاس العاديّين يقابلهم شخص أو عدّة أشخاص يبدعون ويتميّزون في هذا المجال، هؤلاء الآلاف مصابون بمتلازمة "نصف الطريق"، لا يكملون ما بدأوا به بينما كلّ ما فعله هذا الشخص المميّز أنّه فقط استمرّ حتى وصل إلى النهاية.
الفرق الجّوهري بين النّاجح والفاشل وبين "العاديّ" والمبدع يكمن في القدرة على الاستمرار، الخيط الرفيع الذي يربط بين كل الفاشلين هو التوقّف قبل خط النهاية، الظّروف والحظّ وأحياناً الموهبة كلها أمور هامشية.
حين تُشفى من متلازمة نصف الطريق والنَفَس القصير ستصل إلى هدفك بلا أدنى شك، فقط تأمّل الذين يفوزون بسباق المسافات الطويلة، لا يصل لخطّ النّهاية سوى الذين قرّروا الاستمرار منذ البداية.