الذاكرون الله كثيراً والذاكرات. ( إيمانيات رقم -1- )
هذه بعض ما جمعته من أقوال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح. فإن قيل أن بعض الأحاديث ضعيفة، نقول كما قال علماؤنا الكرام يؤخذ بالأحاديث الضعيفة و غيرها في مكارم الأخلاق، وعلى الله الاجر والثواب.
عن النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر ذكر الله أحبه الله وعنه صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش قلت من هذا أهذا ملك قيل لا قلت نبي قيل لا قلت من هذا قيل هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب بذكر الله وقلبه معلق بالمساجد.
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل لا يذكرني عبد في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى.
قال تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب فإن قيل: كيف يجمع بين هذه وبين قوله تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم فالجواب: أن المراد بالذكر في الاتفاق ذكر العظمة وشدة انتقامه ممن عصاه لأنها نزلت عند اختلاف الصحابة في غنائم بدر فناسب ذكر التخويف وآية الوعد فيمن هداه وأناب فناسب ذكر الرحمة وقد جمع بينهما في سورة الزمر فقال تعالى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله أي إلى رحمته وكرمه
عن أبي هريرة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان بضم الجيم وسكون الميم فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون قال الذاكرون الله كثيراً رواه مسلم وفي الترمذي قيل وما المفردون قال المستهترون بذكر الله يضع عنهم الذكر أثقالهم فيأتون الله خفافاً قال في الترغيب والترهيب المفردون بفتح الباء وكسر الراء الشددة والمستهترون بفتح التاءين والمثناتين من فوق المولعون بذكر الله.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم ذاكر الله في الغافلين مثل شجرة خضراء في وسط شجر يابس وذاكر الله في الغافلين يريه الله مقعده في الجنة وهو حي وذاكر الله في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين وذاكر الله في الغافلين ينظر الله إليه نظرة لا يعذبه بعدها أبداً وذاكر الله في الغافلين مثل مصباح في بيت مظلم وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجم أي بعدد البهائم وبني آدم وذاكر الله في السوق له بكل شعرة نور يوم القيامة.
عن أبي سعيد الخراز رضي الله عنه إذا أراد الله أن يوالي عبداً فتح له باب الذكر فإذا استلذ بالذكر فتح عليه باب القرب ثم رفعه إلى مجالس الأنس ثم أجلسه على كرسي التوحيد ثم رفع عنه الحجاب وكشف عنه الجلال والعظمة فإذا نظر الجلال والعظمة بقى بلا هو فيصير فانياً عن دعوات نفسه محفوظاً لله وقال غيره الذكر ترياق المذنبين وأنس المنقطعين وكنز الموكلين وغذاء الموقنين وحيلة الراضين ومبدأ العارفين وبساط المقربين وشراب المحبين وقال صلى الله عليه وسلم ذكر الله علم الإيمان وبراءة من النفاق وحصن من الشيطان وحرز من النار. وقيل : الذكر منشور الولاية.
يقول ابن الصلاح رحمه الله تعالى عن القدر الذي يصير به العبد من الذاكرين لله كثيراً فقال إذا واظب على الذكر المأثور مساء وصباحاً في الأوقات المختلفة فهو من الذاكرين الله كثيراً وعنه عليه الصلاة والسلام يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك فأوحى الله إليه أنا جليس لمن ذكرني.