ليلة ... في غياب صديقتي
بقلم: شامل سفر
بصراحة، كنت أظن الموضوع أسهل من ذلك .. توهمت، أو بالأحرى كذبت على نفسي مراراً وأنا أقول في أعماقي: يعني ليلة أو ليلتان، لن تخرب الدنيا .. على العكس، ربما سنشتاق لبعضنا البعض .. الابتعاد لفترة قصيرة كل حين، سلوك صحي .. لكن الذي حصل كان مختلفاً تماماً .. اختلف كل شيء .. كل شيء .. والمشكلة أننا لا نعرف بعضنا منذ شهر أو اثنين .. ولا منذ سنة أو سنتين .. فقد دخلت أعماق أعماقي منذ زمن بعيد، وتربعت، تمركزت، استحكمت، عمّرت لنفسها داراً واتخذت سكناً، وصارت تعرف أدق الدقائق عن سلوكي .. وتصرفاتي .. وحتى طريقة تفكيري .. بل إنها صارت قادرة على توقع ما سأفعله من مجرد النظر في عيني قليلاً .. تعبيرات وجهي تفضحني .. تكشفني أمامها فقط ..
ولقد حاولت .. حاولت ففشلت ... الجرعة التي تعطينيها كل يوم قبل النوم، لا مفر من تعاطيها .. وإلا فلن أنام .. أبداً .. فأين هي الآن؟! .. مددتُ يدي نحوها فلم أجد شيئاً .. حاولتُ أن أتخيل وجودها أمامي، لكن دون جدوى .. وهل كان الواقع يوماً مثل الخيال؟! ..
أحلامي .. حتى أحلامي .. هي التي تألفها وتخرجها وتكتب لها السيناريو أيضاً .. قولوا عني ما شئتم .. قولوا عني أني ضعيف أمامها، وفاشل في غيابها .. لن أعاتبكم .. لكن بمعيتكم .. طلب بسيط لو سمحتم .. إذا كان منكم مَن يعرف رقم هاتف محل النظارات الذي وضعتُ عنده نظارة القراءة كي يغير العدسات، وقال أنه لن ينهي العمل إلا يوم غد .... أرجوكم .. توسطوا لي عنده .. استعطفوه .. فأنا لا أستطيع النوم إلا معها: (القراءة الليلية) .
#Shamel_Safar