القول الوجيز فيما قيل عن الفسبوكِ من تمييز
بقلم: شامل سفرفَسبَكَ يُفَسبِكُ فَسبَكةً .. أي كتبَ ما يحلو له على حيطان افتراضيّة؛ تغنيه عن حيطان المجانين، وإنْ كان أصلهما واحد ... وهو فعلٌ رباعي على وزنِ: فَشكَلَ يُفشكِلُ فَشكلةً .. والاسم منه: فَسْبُوكٌ (مؤنثه: فَسبوكة) وتُجمَعُ على (فَسابكة) و (فِسبوكيّون) .. جمعَ تطبيشٍ، وقيل: جمع جَعْلَكةٍ؛ كما تضبُّ بعضُ النساءِ ملابسَها كمشاً ولحشاً في بقجةٍ مشققةِ الجوانب، فتتساقط منها قطعٌ لا ينبغي للغرباء أن يروها .. مبدئياً فقط .. و دَعْ عنكَ ذِكرَ البصّاصين في حبال الغسيل، الباحثين عن منظرٍ يبلُّ القلبَ ولو بشكلٍ نظري .. يا نظري.
ولقد أورد ابنُ فهمان الفهلويّ أن اسمَ الفاعلِ منه: (مُفَسبِك) على وزن (مُخَبِّص) ... قال ابنُ الويكيانيّ: هو غريبٌ مُنكَر ما سمعناه إلا من طريق ابن فهمان هذا، وإن كان يصحُّ من بعض الوجوه، ولا نقولها هكذا.
ذكرَ فقهاءُ البَلْضَمَةِ ـ في حديثهم عن أصل هذه الكلمة ـ ما يقرب من ثلاثينَ رأياً .. كلها وجيهة .. لكنهم اختلفوا، وكالعادة ما اتفقوا؛ هل يصحُّ جمعُ كلمتين من لسان الأعاجم في كلمةٍ واحدة، أم لا يصح ... قال أبو مُفَذلَك في مُهَلْهَلِه: أَفَيسٌ و بوكْ ؟! و بوستٌ و لُوكْ ؟! ثم لايكٌ و مِنْشِن ؟! و لايفٌ و كومِنْت ؟! ... أين منكم قول أبي السيء المُتخبّي في نُونيّتهِ التي سارت بذكرها الركبان:
ومما شَـــجاني والكُومِنْتُ فُنونُ ...... أو يرقُّ عني بالعَشِيِّ حَزينُ
يطارحني لايكَ الهوى غير أنه ...... يُفَســبِكُ عن مَكنـونـهِ وأبيـنُ
ومن أمثال بعض الفسبوكيين والفسبوكيات، المازالوا يُكَمْنِتُونَ منهم والأموات: «طجَّ لايككَ ولا تسأل عن السببِ» .. يقولونها عن بوستات أصدقائهم الذين هم من نِمرتهم ... وقولهم: «إذا كنتَ ناقلاً فالعمى، أو مُدَّعِياً فالنَّحيل» .. يقولونها عمّا ينسخون ويلصقون، وما يفبركون أو يتوهّمون ... و (النَّحيلُ) هنا من: انتحلَ فجاءت حجّته نحيلةً كعلمه ... وقولهم: «اغرف ثم اهرف بما لا تعرف» .. يقولونها نِكايةً بالطيّبين والطيّبات .. الذين لا ينشرون إلا الطيّبَ من القول ... ثم لا يجني الهَمَجُ الرعاعُ إلا أن يكتشفوا ـ ولو بعد حين ـ أنهم قد شقّوا أجزاء من أجسادهم .. وما ضرّوا إلا أنفسهم !