هكذا هي الأمومة الحق....
تاقت نفسي للتعرف عليها فالجميع شهد لها بالتقى والتفاني... واستحييت أن أطلب رؤيتها إلى أن ساقتني الأقدار للإجتماع بها...
رأيتها جبلا يحمل هموم الجميع كبارا صغارا إناثا وذكورا...وصدرا مفعما يحمل بين جنباته حنانا رائعا واحتواء مدده رباني لايمكن لبشر أن يتحلى به لولا معونة الله.....
كنت أراقبها علني أتعلم منها ولو أشياء بسيطة.....
تكلم ابنها وتعطيه اهتماما وكأنه الوحيد وتختم مكالمتها الهاتفية بدعوات تحرك قلب كل إنسان ولكنه واحد منهم ولكن سعة الصدر تمكنها أن تعطي الجميع بكل كرم.....
راقبت أولادها وإذا بهم يتنافسون بكل حب لنيل رضاها....
وهي بالمقابلة تغمرهم بحنان رغم كل مايعتريها من حزن يكمن في قلبها...تدلل الصغير وتسند الكبيرو تصادق من يحتاجها كصديق...
كم صغرت نفسي في عيني وأنا من كنت أظن أني أفنيت عمري لأجل أولادي....ولكن ما تعلمته حقا....أن الأمومة لاتكمن في... أجساد تكبر....وشهادات تحصل....وأخلاق تزرع في النفوس...
وبسمة تزرع على شفاه أطفالي وحسب.....
بل هو أكبر بكثير....فهي مهمة جليلة.....
رسالة لكل أم.....ماينطوي تحت كلمة أم هو أن تكوني لهم عونا على الطاعة وعونا لبلوغ رضى الله ورضى والديهم .....
أحتمل وأحتمل وأصبر وأحاول أن أخفف عنهم قدر استطاعتي ولكن لا أخفيكم أحيانا أشعر أنني تعبت وأن قواي بدأت تضعف.....
أحتاج لأجلس لوحدي.....أحتاج لأبكي بيني وبين نفسي....
فيشاركني عميد أسرتي ويجدد عزيمتي وهمتي فأعود لألملم نفسي وأسترجع ما خار من قوتي فالحمل لايستوجب التراجع أو الخمول....
ولكن ماذا عنها....؟!! فالحمل على عاتقها وحدها.....وهي راضية بقدر الله ...مجاهدة لتكمل المشوار حتى تلتقي به بالفردوس الأعلى... لتشهد الله أنها أدت واجبها على أكمل وجه وأنها صانت الأمانة التي أودعت بين يديها حتى أخرجت حافظات لكتاب الله من زينة البنات وشباب يرفع الرأس بتربيتهم وتقاهم....
لكم أتمنى أن أقبل قدميها لتعلمني بعض مما عندها لأربي أولادي كما فعلت ....وتكون حجتي عند ربي عساه يتقبله مني خالصا لوجهه الكريم...
أسألك يارب أن تمدها بقوة من عندك وتقر عينها بأولادها وتكرمنا أن نخطو على خطاها لنفرح قلب الحبيب المصطفى بالمضي على خطاه واتباع نهجه...